تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- عقب وصوله العاصمة السعودية لحضور اجتماعات “الوادا”…
- بيان هام وتصريحات أوليه للنائب محمد خالد القاضى معًا نبنى الوطن
- رسائل هامة
- نهر الحُب ماذا يُقالُ عن حُبٍ
- ” المصادر الخارجية ” تساهم فى تنمية الأعمال الصغيرة الناشئة
- د عبد الواحد يؤكد : ” أن الحق فى تعليم وتعلم اهالينا الكبار أصبح مدخلا أساسيا للتنمية والتمكين الاقتصادى “
- الدوحة تتميز بأنها مدينة متعددة الثقافات
- “الهوية الوطنية وعمق الانتماء” ضمن مبادرة بداية لبناء الإنسان بإعلام السويس
- حابي للاستثمار والتسويق الرياضي تشارك بالمؤتمر الأول للفرص الاستثمارية برعاية وزارة الشباب والرياضة
- منال إبراهيم : جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية شاهد حي على رؤية تنموية ثاقبة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إنه يتبين من وصايا أهل العلم السعي الحثيث لتوثيق الصلة بالأرحام وذلك بكل طريق مشروع مثل الزيارة، والسؤال، والدعم المالي والمعنوي، وذلك بلا تَعالي وبكل مودة واحترام وإخلاص، وأعظم صلة للرحم هي الصلة بالوالدين، فلنكثر من الدعاء والاستغفار لهما، فإن الأم لطيفة المعشر، تتحمل الجفوة وخشونة القول، تعفو وتصفح قبل أن يُطلب منها العفو أو الصفح، حملت جنينها في بطنها تسعة أشهر، يزيدها بنموه ضعفا، ويحمّلها فوق ما تطيق عناء، وهي ضعيفة الجسم، واهنة القوى، فإن الأم تقاسي مرارة القيء والوحام، يتقاذفها تمازج من السرور والفرح لا يحس به إلا الأمهات ، تحمل جنينها وهنا على وهن، تفرح بحركته، وتقلق بسكونه، ثم تأتي ساعة خروجه فتعانى ما تعانى من مخاضها، حتى تكاد تيأس من حياتها، ثم لا يكاد الجنين يخرج في بعض الأحايين غلا قسرا وإرغاما.
فيمزق اللحم، أو تبقر البطن، فإذا ما أبصرته إلى جانبها نسيت آلامها، وكأن شيئا لم يكن إذا انقضى، ثم تعلق آمالها عليه، فترى فيه بهجة الحياة وسرورها، ثم تنصرف إلى خدمته في ليلها ونهارها، تغذيه بصحتها، وتنميه بهزالها، تخاف عليه رقة النسيم وطنين الذباب، وتؤثره على نفسها بالغذاء والنوم والراحة، تقاسي في إرضاعه وفطامه وتربيته ما ينسيها آلام حملها ومخاضها، فسبحان الله الذى جعل قلب الأم آية من آياته، وأسكن فيها معان من سره، فهي يد لا تعرف إلا العطاء, وقلب لا يعرف إلا الحب والصفح والغفران, ووجه لا يعرف إلا الإقبال والابتسام, فهى سهولة كل صعب, ويسر كل عسير، فإن الأم إنها مذيب الهم الذي يحيل حياتك إلى لطف خالص, ومزيل الغم الذي يبعث فيك نسائم الأمل وينفث فيك البهجة الحياة, إنها الترياق الذى يعالج سموم الدنيا ويطبب علتك.
وإن أيادي الأم التي طالما مدت بكل أسباب الرحمة والعطاء, آن لك أيها الابن اليوم أن تنحني وتقبلها, وتلك الهامة التي طالما طاولت عنان السماء لتسمو بك وترقى آن لك أن تتوجها بكل أسباب البر، فيا أماه، دعيني أنظر في وجهك لأرى عقوقي وصبرك , وأنظر في عينيك لأرى جحودي ونكراني وعظيم حلمك, دعيني ألمس يدك لأرى دف عطائك وروعة وصالك, ماذا أقدم لك اليوم لأقر بتقصيرى وعقوقى؟ وماذا اقرأ في كتابي غير جهلى ورحمتك؟ وماذا أرى فيه إلا أسبابا من عطائك وأسبابا من جحودي ؟ فإن أمي هى كلمة تعطر أنفاسي وتملأ خاطري نورا وأمنا, أمي هى كلمة جمعت من كل شيء جماله, ومن كل معنى جلاله, ومن كل وصل وصاله, إنها الرحمة والرّحم، فإن كانت الأم حبا فهي أجمله, وإن كانت عطاءا فهي أفضله, وإن كانت احتواء فهي أكمله.
فالأم هي الثوب الذي تلبسه فيمنحك الحياة بكل معانيها، إنها الكائن الضعيف الرقيق الذي يتحول إلى بركان ثائر ووحش كاسر إذا مس أولادها مكروه أو أرادهم أحد بسوء، وما أجمل قول من قال وقد أكد المصطفى صلى الله عليه وسلم المنزلة العالية للأمهات وفضل برهن في غير مناسبة، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه قال، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من ؟ قال ثم أمك، قال ثم من ؟ قال ثم أبوك ” فإن مقتضى البر بالأمهات مترتب على المعنى الشامل لكلمة البر، فهي كلمة جامعة لخيرى الدنيا والآخرة.