الدكروري يكتب عن الطائي وعكرمة في الإسلام

الدكروري يكتب عن الطائي وعكرمة في الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الصحابي عدي بن حاتم الطائي، وروي عن محل بن خليفة الطائي قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه يقول كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجلان أحدهما يشكو العيلة والآخر يشكو قطع السبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه، ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ثم ليقولن له ألم أوتك مالا فليقولن بلى ثم ليقولن ألم أرسل إليك رسولا فليقولن بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ثم ينظر عن شماله.
فلا يرى إلا النار فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة، وأخبر حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال لما نزلت “حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود” عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار، وقيل أنه أرسل خالد بن الوليد عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم الأنصاري، طليعة وكان ذلك في حروب الردة، فلقيهما حبال أخو طليحة فقتلاه، فبلغ خبره طليحة فخرج هو وأخو سلمة، فقتل طليحة عكاشة وقتل أخوه ثابتا ورجعا، وأقبل خالد بالناس فرأوا عكاشة وثابتا قتيلين.
فجزع لذلك المسلمون، وانصرف بهم خالد نحو طيء، فقالت له طيء نحن نكفيك قيس، فإن بني أسد حلفاؤنا، فقال قاتلوا أي الطائفتين شئتم، فقال عدي بن حاتم لو نزل هذا على الذين هم أسرتي فالأدنى لجاهدتهم عليه، والله لا أمتنع عن جهاد بني أسد لحلفهم، فقال له خالد بن الوليد إن جهاد الفريقين جهاد، لا تخالف رأي أصحابك وامضي بهم إلى القوم الذين هم لقتالهم أنشط، وقيل أنه مات عدي سنة سبع وستين، وله مائة وعشرون سنة، وأما عن فهو عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة، وإسم أبي جهل عمرو، وكنيته أبو الحكم، وإنما رسول الله صلي الله عليه وسلم والمسلمون كنوه أبا جهل، فبقي عليه ونسي إسمه وكنيته، وقد كان عكرمة مثل أبيه شديد العداوة للإسلام، ومن ثم نجده مع أبيه يوم بدر.
وخرج يوم أحد ليثأر لقتل أبيه، وغيرها من المشاهد مع المشركين، وفي الكلام حول الصحابي عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه لابد من الوقوف على قصة إسلامه وأخذ الدروس والعبر منها، فقد كان عكرمة بن أبي جهل من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شرب هذه العداوة من أبيه فرعون هذه الأمة، مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في فتح مكة، في السنة الثامنة من الهجرة اتجه المسلمون إلى مكة فاتحين وكان النبى صلى الله عليه وسلم، يعفو ويؤمّن الناس جميعا إلا أربعة، بل ويأمر بقتلهم وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *