الدكروري يكتب عن العالم الفقيه عبيد الله بن عبد الله

الدكروري يكتب عن العالم الفقيه عبيد الله بن عبد الله

بقلم/ محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة عن العالم الفقية عبيد الله بن عبد الله، فقيل أنه كان رضي الله عنه مؤدبا لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أمير المؤمنين، وقد ذكره في مجلس من مجالسه فقال “لأن يكون لي مجلس من عبيد الله أحب إليّ من الدنيا” وقال أيضا “والله إني لأشتري ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال” فقالوا “يا أمير المؤمنين، تقول هذا مع تحريك وشدة تحفظك” فقال “أين يذهب بكم، والله إني لأعود برأيه وبنصيحته وبهدايته على بيت مال المسلمين بألوف وألوف، إن في المحادثة تلقيحا للعقل، وترويحا للقلب، وتسريحا للهم، وتنقيحا للأدب” وقد توفي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة سنة ثمانى وتسعين من الهجره، وكان ضعيف البصر أعمشا، وقد ذهب بصره في أواخر عمره.
وكان أخوه هو أبو عبد الله عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي، وهو أيضا تابعي وأحد رواة الحديث النبوي الشريف، وقد حدث عبيد الله عن أبيه، وأخيه، وسعيد بن المسيب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو، وطائفة، وحدث عن السيدة عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما، وأبو هريرة، ولكن قيل أن روايته عنهما مرسلة، وأرسل أيضا عن عم أبيه عبد الله بن مسعود، وقد حدث عنه إسحاق بن يزيد الهذلي، وحنظلة بن أبي سفيان، ومالك بن مغول، ومحمد بن عجلان، وأبو حنيفة، ومسعر، وصالح بن صالح بن حي، والمسعودي وجماعة. وثقه أحمد بن حنبل وغيره، وقال علي بن المديني صلى عون خلف أبي هريرة رضى الله عنه، قال ابن سعد لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة.
جاءه راحلا إليه عون بن عبد الله وموسى بن أبي كثير وعمر بن ذر، فكلموه في الإرجاء وناظروه، فزعموا أنه لم يخالفهم في شيء منه، قال وكان عون ثقة يرسل، وقال البخاري عون سمع أبا هريرة رضى الله عنه، وقال الأصمعي كان من آدب أهل المدينة وأفقههم كان مرجئا ثم تركه، وقيل خرج مع ابن الأشعث وفر، فأمنه محمد بن مروان بالجزيرة، وتعلم عنه ولده مروان، فبلغ أن أباه قال كيف رأيت ابن أخيك، قال ألزمتني أيها الأمير رجلا إن قعدت عنه عتب، وإن جئته حجب، وإن عاتبته صخب، وإن صاخبته غضب فتركه، وقد لزم عمر بن عبد العزيز فكانت له منه مكانة، وكان عبيد الله بن عبد الله، جده هو عتبة بن مسعود الهذلي، وهو صحابي وكان حليفا بني زُهرة، وهو أخو عبد الله بن مسعود.
وقد هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه عبد الله، وقدم المدينة، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد كلها، وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب، وصلى عليه، وبكاه أخوه عبد الله، فقيل له أتبكي؟ فقال أخي، وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روى عن أبي هريرة وعبد الله بن عباس وعائشة بنت أبي بكر وأبي طلحة الأنصاري وسهل بن حنيف وزيد بن خالد الجهني وأبي سعيد الخدري وفاطمة بنت قيس الفهرية وأبي واقد الليثي وعبد الله بن عمر بن الخطاب والنعمان بن بشير وميمونة بنت الحارث وأم سلمة وأم قيس بنت محصن الأسدية ووالده عبد الله بن عتبة بن مسعود وزفر بن أوس بن الحدثان النصري وشبل المزني وعبد الله بن زمعة وعبد الرحمن بن عبد القاري وعثمان بن حنيف الأنصاري وعروة بن الزبير.
وأيضا عبيد الله بن عبد الله فقد روى عنه أخوه عون بن عبد الله بن عتبة وابن شهاب الزهري وضمرة بن سعيد المازني وعراك بن مالك وموسى بن أبي عائشة وأبو الزناد وصالح بن كيسان وخصيف بن عبد الرحمن الجزري، وسعد بن إبراهيم الزهري وسالم أبو النضر وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله وعبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف وأبو بكر بن أبي الجهم العدوي وسعيد بن أبي هند وعبد الله بن عبيدة الربذي وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري وأبو الزعراء الجشمي، وقد ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال الواقدي عن عبيد الله كان ثقة، عالما، فقيها، كثير الحديث والعلم بالشعر، وقد ذهب بصره، وقال العجلي عن عبيد الله كان أعمش.
وكان أحد فقهاء المدينة، ثقة، رجلا صالحا، جامعا للعلم، وقال أبو زرعة الرازي عن عبيد الله هو ثقة، مأمون، إمام، وروى له الجماعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *