الدكروري يكتب عن المحافظة على الصيام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إنه مما ينبغي الاستعداد به لشهر الصيام المحافظة على الصيام من أن ينقص أجره، فهذا أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه يحدثنا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “والصوم جُنّه ما لم يخرقها” رواه أحمد والنسائي وغيرهما، وخرق الصيام يكون بارتكاب المعاصى، وقد قالت السيدة حفصة بنت سيرين رحمها الله، الصيام جُنة ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة، وروى طليق بن قيس أن أبا ذر الغفارى رضى الله عنه قال إذا صمت فتحفظ ما استطعت، فكان طليق بن قيس رحمه الله إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلا لصلاة، وعن أبي المتوكل أن أبا هريرة رضى الله عنه وأصحابه كانوا إذا صاموا جلسوا في المسجد، ورُوي عن عمر رضى الله عنه أنه قال “ليس الصيام من الطعام والشراب وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو والحلف”
ورُوى عن الإمام علي رضي الله عنه” إن الصيام ليس من الطعام والشراب، ولكن من الكذب والباطل واللغو” وقال ميمون بن مهران رحمه الله” أهون الصوم ترك الطعام والشراب” وقال مجاهد رحمه الله” خصلتان من حفظهما سلم له صومه، الغيبة والكذب” ويحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “قال الله كل عمل ابنِ آدم له إلا الصيام، فإنه لى، وأنا أجزى به، والصيام جُنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائمِ أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه” رواه البخارى ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول: “رُب قائم حظه من قيامه السهر ورُب صائم حظه من صيامه الجوع” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل عمل ابنِ آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، وللصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك” وإن صوم رمضان فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مطيقا للصوم، وقد يكون الصوم مستحبا كصوم النافلة المطلقة كصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، ويوم عرفة لغير الحاج، وعاشوراء، وقد يكون محرما كصيام العيدين ويوم الشك.
ومنه ما يكون مكروها كإفراد يوم الجمعة ويوم السبت بالصيام، وصوم يوم عرفة للحاج، ولكن ما هي حكمة مشروعية الصيام؟ فإن الصوم مدرسة ربانية يتعلم المؤمن منها الكثير ويتدرب على خصال الخير التى قد يحتاجها في حياته منها الصبر، فهو شهر الصبر، فقال تعالى فى سورة الزمر ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” وكما أن الصوم يعلم الأمانة ومراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، إذ لا رقيب على الصائم فى امتناعه عن الطيبات إلا الله وحده، والصوم يقوى الإرادة ويشحذ العزيمة وينمى الرحمة والتراحم بين عباد الله.
اترك تعليقاً