الدكروري يكتب عن سمه من سمات المنافقين(العمق نيوز)

الدكروري يكتب عن سمه من سمات المنافقين(العمق نيوز)
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الغدر سمه من سمات المنافقين، فعن رفاعة بن شداد، قال كنت أقوم على رأس المختار، فلما عرفت كذبه، هممت أن أسل سيفي فأضرب عنقه، فذكرت حديثا حدثناه عمرو بن الحمق، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “مَن أمّن رجلا على نفسه، فقتله، أعطي لواء الغدر يوم القيامة” رواه أحمد، وإن الله سبحانه وتعالى تحدث عن خُلق الوفاء في قرآنه المجيد، فقال تبارك وتعالى في سورة المعارج في صفات أهل الجنة المكرمون ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” وقال تعالى في سورة المؤمنون في صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون “والذين هم لأماناتهم وعهدم راعون” وقال تعالى في علامات الصادقين المتقين في سورة البقرة ” والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون”
والوفاء بالعهد من صفات الأنبياء والمرسلين، والوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتقين، ومن صفات الأنبياء الكرام وهو خُلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا، إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة الأنبياء والصادقين والمتقين من لم يتخلق بهذا الخُلق؟ فكم من المسلمين في دنيا اليوم من يحدث وهو كاذب وكم من المسلمين من يَعد وهو خائن، وكم أعطى من الوعود والعهود وبعدها غدر بأصحابها، فأين الوفاء بالعهد؟ ولكنى أقول لقد ضاع هذا الخُلق بين المسلمين إلا مَن رحم الله عز وجل، ولنأخذ موقفا واحدا من المواقف العظيمة التي جسّد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم خُلق الوفاء بالعهد، فقبل غزوة بدر يخبره حذيفة بن اليمان، والحديث في صحيح مسلم، أن كفار قريش قد أخذوه قبل أن يدخل المدينة هو وأبا حُسيل، فقالوا إنكم تريدون محمدا، قلنا ما نريد إلا المدينة.
فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معك يا رسول الله، فماذا قال لهما صاحب الوفاء يا ترى؟ ماذا قال لهما مَن بعثه الله ليتمم به مكارم الأخلاق؟ ومع أنه كان في أشد الحاجة إلى الرجال ليقاتلوا معه ضد المشركين، المشركين الذين أخرجوه من مكة، الذين سفكوا دماء المسلمين واستحلوا أموالهم، وعذبوهم أشد العذاب، وبالرغم من كل هذا، قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم “انصرفا نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم” فإن كان هذا هو وفاء المسلمين للمشركين، بل للمشركين المحاربين وفي الحرب نفسها، فكيف يكون وفاء المسلمين للمسلمين؟ وإن أمتنا الإسلامية هى أمة الوفاء رجالا ونساء صغارا وكبارا قادة وجندا حكاما ومحكومين في الحرب والسلم وفي الشدة والرخاء، فهو دين تتعبد الله به ومتى ما تنصلت هذه الأمة عن هذه القيم.
والمبادئ والأخلاق في علاقاتها مع بعضا البعض أو مع غيرها من الأمم فإن سنن الله ستطويها وعقاب الله سيحل بها كما حدث للأمم السابقة، ولقد وصف الله تعالى من لا يوفي بعهده بالخسران، وإن من المسلمين اليوم من تجد تقصيرهم ونكثهم لعهد الله ورسوله وتنكرهم لدينهم بارتكاب الذنوب والمعاصي ومخالفة أوامر الدين والتفريط في الثوابت والمقدسات وموالاة الأعداء والركون إليهم، وهناك من يتنكر لوطنه وأمته رغبة في منصب أو جاه أو مال أو هوى، وظهر الغدر والخيانة وضيعت الأمانات بين الناس في المعاملات والعلاقات بينهم وضعفت الأخوة بين المسلمين فسفكت الدماء وحلت القطيعة والهجران، وساءت الأخلاق وإن السبيل للخروج من هذه الفتن هو أن نفي بعهد الله بتقوية الإيمان والبعد عن الشرك وإقامة فرائض الدين وتزكية النفوس بالأخلاق الفاضلة ومراقبة الله والتطلع والشوق إلى جنته وأن نكون أوفياء لدينه، أوفياء مع بعضنا البعض، أوفياء للحق الذي نحمله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *