الدكروري يكتب عن صاحب شرطة ابن زياد

الدكروري يكتب عن صاحب شرطة ابن زياد

بقلم / محمـــد الدكـــروري(العمق نيوز)
لقد كان الحصين بن نمير الأنصاري، في أربعة ألاف مقاتل، وكان صاحب شرطة ابن زياد، وهو الذي أخذ قيس بن مسهر وبعث به إلى ابن زياد فاستشهد، وهو الذي عهد إليه ابن زياد حراسة سكك الكوفة لئلا يخرج منها مسلم بن عقيل أو أحد من أصحابه، وهو الذي أرسله ابن زياد في ألف فارس يرصد الإمام ويسايره في الطريق، لئلا يسمع بخبر مسلم فيرجع ولا يقتل، وهو الذي قتل حبيب بن مظاهر الأسدي رحمه الله، وهو الذي كان على الرماة، فلما رأى صبر أصحاب الإمام رضى الله عنه، تقدّم إلى أصحابه، وكانوا خمسمائة نابل، أن يرشقوا أصحاب الإمام بالنبل، فرشقوهم، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وجرحوا الرجال وأرجلوهم واشتد القتال، وهو الذي حمل عددا من الرؤوس الشريفة إلى يزيد بن معاوية.
ثم أمر يزيد بإحضار من أتى برأس الحسين ومن معه، ليسألهم كيف كان قتله، فحضروا بين يديه، فقال لابن ربعي، ويلك أنا أمرتك بقتل الحسين؟ فقال لا، فقال لعن الله قاتله، ولم يزالوا كذلك، إلى أن وصل السؤال إلى الحصين بن نمير، فقال مقالتهم، ثم قال أتريد أن أخبرك بمن قتله؟ فقال نعم، قال الحصين، أعطني الأمان، فقال لك الأمان، فقال إعلم أيها الأمير، أن الذي عقد الرايات، ووضع الأموال، وجيّش الجيوش، وأرسل الكتب، وأوعد ووعد، هو الذي قتله، فقال من فعل ذلك؟ فقال، أنت، فغضب منه ودخل منزله، ووضع الطشت الذي فيه رأس الحسين بين يديه وجعل يبكي ويلطم على وجهه ويقول ما لي وللحسين” والحصين بن نمير، هو الذي قاد الجيش لحرب ابن الزبير في الحرم.
فنصب المنجنيق فضرب به الكعبة، ثمّ إن هذا الرجل قاد جيش الشام لمحاربة التوابين، وكان أهل الشام نحوا من أربعين ألفا، وفيهم عبيد الله بن زياد، وفيهم من قتلة الحسين عمير بن الحباب، وفرات بن سالم، ويزيد بن الحضين، وأناس سوى هؤلاء كثير، وكان الحصين في قلب العسكر، كما كان سليمان بن صرد على قلب عسكر أهل العراق، فاستشهد في هذه المعركة سليمان بن صرد والمسيَّب بن نجبة وكثير من أهل العراق، وقتل من أهل الشام ابن زياد والحصين بن نمير وشراحيل بن ذي الكلاع وآخرون، وبعث المختار برؤوس ابن زياد والحصين وشراحيل إلى محمد بن الحنفية بمكة، والإمام السجاد رضى الله عنه يومئذ بمكة، والحصين بن نمير كان من أهل مدينة حمص بالشام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *