الدكروري يكتب عن معاوية و آمنة بنت الشريد

الدكروري يكتب عن معاوية و آمنة بنت الشريد

بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية أن معاوية بن أبى سفيان قد أمر بسجن زوجة عمرو بن الحمق آمنة بنت الشريد وكان ذلك في دمشق بتهمة عدم البراءة من الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، فبقيت في السجن لمدة سنتين فلما قتل زوجها وجيء برأسه إلى الشام أمر بإرساله إليها، فرموه في حجرها وهي في السجن، فوضعت كفها على جبينه، ولثمت فمه، وقالت “غيبتموه عني طويلا، ثم أهديتموه اليّ قتيلا، فأهلا به من هدية غير قالية ولا مقلية” ثم قالت لرسول معاوية بن أبى سفيان ” بلغ أيها الرسول عني معاوية ما أقول، أيتم الله ولدك وأوحش منك أهلك ولا غفر لك ذنبك، وطلب الله بدمه، وعجل الوبيل من نقمه، فقد أتى أمرا فريا وقتل بارا تقيا فأبلغ أيها الرسول معاوية ما قلت.
“فبلغ الرسول ما قالت فبعث إليها فقال لها، أنت القائلة ما قلت؟ قالت “نعم غير ناكلة عنه و لا معتذرة منه” فقال لها اخرجي من بلادي، فقالت له ” أفعل، فو الله ما هو لي بوطن، ولا أحن فيها إلى سجن، ولقد طال بها سهري، واشتد بها عبري، وكثر فيها ديني، من غير ما قرت به عيني” فقال عبد الله بن أبي سرح الكاتب “إنها منافقة فألحقها بزوجها” فنظرت إليه فقالت ” يا من بين لحييه كجثمان الضفدع ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس ألا قلت من أنعمك خلعا وأصفاك كساء إنما المارق المنافق من قال بغير الصواب واتخذ العباد كالأرباب فأنزل كفره في الكتاب” فأومئ معاوية إلى الحاجب بإخراجها، فقالت ” وا عجباه من ابن هند يشير إلي ببنانه ويمنعني نوافذ لسانه أما والله لأبقرنه بكلام عتيد كنواقد الحديد أو ما أنا بآمنة بنت الشريد “
واستمرت المحاورة بينهما فأخرست هذه اللبوة الشجاعة هذا الطاغية بفصاحة لسانها وصلابتها في دينها، فقال عبد الله بن أبي سرح الكاتب “إنها منافقة فألحقها بزوجها” فنظرت إليه فقالت ” يا من بين لحييه كجثمان الضفدع ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس ألا قلت من أنعمك خلعا وأصفاك كساء إنما المارق المنافق من قال بغير الصواب واتخذ العباد كالأرباب فأنزل كفره في الكتاب” فأومئ معاوية إلى الحاجب بإخراجها، فقالت ” وا عجباه من ابن هند يشير إلي ببنانه ويمنعني نوافذ لسانه أما والله لأبقرنه بكلام عتيد كنواقد الحديد أو ما أنا بآمنة بنت الشريد ” واستمرت المحاورة بينهما فأخرست هذه اللبوة الشجاعة هذا الطاغية بفصاحة لسانها وصلابتها في دينها، وقيل أن معاوية أمر بقتلها.
وكانت أول امرأة قتلت في الإسلام بعد أن عرض عليها البراءة من الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، فامتنعت عليه وتبرأت منه ومن جلاديه ومن يحابيه بفعل أو قول، وكان لمقتل عمرو بن الحمق وزوجته وحجر بن عدي الكندي وأصحابه ردود أفعال لدى المسلمين تجاه وحشية السلطة، لكنها كانت تجابه بالقمع والإهمال، وجاءت ردود الأفعال هذه من كثير من شخصيات المسلمين، ومن هذه الردود هو رد السيده عائشة في قولها لمعاوية كما يورده الطبري في تاريخه ” أما خشيت الله في قتل حجر وأصحابه؟ أما والله إن كان ما علمت لمسلما حجاجا معتمرا” وعندما يقول لها معاوية، إني رأيت قتلهم صلاحا للأمة، وإن بقاءهم فساد للأمة، تقول له “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء” ولكن ماذا لو قتل عمرو وحجر في يوم الجمل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *