الدكروري يكتب عن مقتل عمر بن الخطاب في الصلاة
الدكروري يكتب عن مقتل عمر بن الخطاب في الصلاة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن زهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعن حياته ومولدة، وقيل أنه طعنه أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي، فمد يده عمر رضي الله عنه فقدم عبد الرحمن بن عوف يتم بهم الصلاة، فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة، فلما انصرفوا قال عمر يا ابن عباس، انظر من قتلني، فجال ساعة، ثم جاء، فقال غلام المغيرة، قال الصّنع ويشير إلى غلام المغيرة بن شعبة، أبو لؤلؤة فيروز، قال نعم، قال قاتله الله لقد أمرت به معروفا، الحمد لله الذي لم يجعل منيّتي بيد رجل يدّعي الإسلام، قد كنت أنت وأبوك، يريد العباس وابنه عبد الله، تحبّان أن تكثر العلوج بالمدينة، أى كفار العجم بالمدينه، وكان العباس أكثرهم رقيقا، فقال عبد الله إن شئت فعلت.
أي إن شئت قَتلنا، قال أخطأت، بعدما تكلموا بلسانكم، وصلوا قبلتكم، وحجوا حجّكم، فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه، وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ، فأتي بنبيذ والمراد بالنبيذ المذكور، هو تمرة نبذت في ماء، أي نقعت فيه، وكانوا يفعلون ذلك، لاستعذاب الماء، فشربه، فخرج من جوفه، ثم أتي بلبن فشربه فخرج من جُرحه، فعلموا أنه ميت، فدخلنا عليه، وجاء الناس فجعلوا يثنون عليه، وقال يا عبد الله بن عمر انظر، ما عليّ من الدين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه، قال إن وفى له مال آل عمر، فأده من أموالهم، وإلا فسل في بني عدي بن كعب فإن لم تف أموالهم، فسل في قريش، ولا تعدهم إلى غيرهم، فأدي عني هذا المال، وانطلق إلى السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقل.
يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا، وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يبقى مع صاحبيه، فسلم عبد الله بن عمر، واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي، فقال يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه، فقالت كنت أريده لنفسي، ولأوثرنه به اليوم على نفسي، فلما أقبل، قيل هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال ارفعوني، فأسنده رجل إليه فقال ما لديك؟ قال الذي تحب يا أمير المؤمنين، أذنت، قال الحمد لله، ما كان من شيء أهم إليّ من ذلك، فإذا أنا قضيت فاحملني ثم سلم فقل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذن لي فأدخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين، قال فلما قبض خرجنا به، فانطلقنا نمشي، فسلم عبد الله بن عمر، قال يستأذن عمر بن الخطاب.
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها أدخلوه، فأدخل، فوضع هنالك مع صاحبيه، وكان عمر رضى الله عنه، كان ابن عباس يُثني عليه وهو مسند له، فلما انتهى من ثنائه قال عمر ألصق خدّي بالأرض يا عبدالله بن عمر، فقال ابن عباس فوضعته من فخذى على ساقي، فقال ألصق خدّي بالأرض، فوضعته حتى وضع لحيته وخده بالأرض، فقال ويلك عمر إن لم يغفر الله لك، فلما مات الفاروق عمررضي الله عنه قال الامام علي رضى الله عنه وأرضاه “ما على الأرض أحدا ألقى الله بصحيفته أحب إليّ من هذا المسجّى بينكم، وصلى عليه صُهيب الرومي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودُفن بجانب صاحبيه، رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه.