الدكروري يكتب عن نتاج السحر والدجل والشعوزة

الدكروري يكتب عن نتاج السحر والدجل والشعوزة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت بعض الكتب والمصادر من الجرائد والصحف أنه هناك كثيرون من العالم قد ادعوا النبوة الكاذبة، ويشهد التاريخ الإسلامي على عديدين ادعوا النبوة حتى في حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، كمسيلمة الكذاب في اليمامة والأسود العنسى في اليمن، وازدادت الحالات، في العهدين الأموى والعباسى، وكان معظم ذلك هو ناتج عن السحر والدجل والتخاريف، وإن من علاج السحر ومن أنفع علاجه، هو بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك، فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر وهذا ما تيسر بيانه من الأمور التي يُتقى بها السحر ويعالج بها، وأما علاجه بعمل السحرة الذى هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز لأنه من عمل الشيطان.
بل من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر من ذلك، كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون لأنهم لا يؤمنون، ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس، وقد حذر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة؟ فقال “هي من عمل الشيطان” رواه الإمام أحمد وأبو داود، والنشرة هي حل السحر عن المسحور ومراده صلى الله عليه وسلم بكلامه هذا النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية، وهي سؤال الساحر ليحل السحر أو حله بسحر مثله من ساحر آخر، أما حله بالرقية والمتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك، وإنه يتذكر الناس عند قدوم شهر رمضان.
بشائره وانتصارات المسلمين فيه، وهذا حق، ولكن ثمة بشائر أخرى تغيب، وهي إهلاك الله للظالمين في شهر رمضان، وكان من بينهم أبو جهل عمرو بن هشام فرعون هذه الأمة، والمحرض الأول على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يُبن موقفه على جهل أو التباس، بل كانت قضيته كيف يخرج من بني هاشم نبي؟ إنه أمر يحسم المنافسة بينهم وبين بني مخزوم، وهكذا سيطرت عليه التنافسية القبلية العصبية الجاهلية حتى كان أشد الناس وأخبثهم وأشرسهم في عداوة هذا الدين، فكان اللسان السليط والسوط المديد، أشرف بنفسه على تعذيب من آمنوا من بني مخزوم ومواليهم ومن استطاع من الضعفاء في مكة، ولما جاء الخبر بأن قافلة قريش في خطر نهض يجمع لحرب المسلمين دفاعا عن القافلة.
فمن رأى منه ضعفا أو تكاسلا في الخروج عيّره وأهانه حتى يلزمه الخروج، ثم لما وصل الخبر بأن القافلة قد نجت ومال القوم إلى السكوت أجج من جديد نار الحرب وقال لا والله، حتى نأتي بدرا فننحر الجزور وتغني القينات فلا تزال العرب تهابنا ولشدة تهييجه وحميته لم يستطع أحد من كبار قريش أن يحجزه عن رأيه ولا أن يمنع وقوع الحرب، ولقد طمس الله على قلبه حتى دعا على نفسه قبل بدر، يقول اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرفه فأحنه الغداة أى فاهزمه غدا، وقد كان، وأسفرت معركة بدر عن مقتلة هائلة حصدت الصف الأول من زعماء قريش، من رضي منهم بالخروج ومن لم يرض، ومن سعى في منع الحرب ومن لم يسع، وهكذا أورد الرجل قومه موارد الهلاك.
وقد شاء الله تعالى أن تكون ميتته على يد غلامين صغيرين من الأنصار ترصدا له حتى رمياه، ثم أجهز عليه الرجل القليل النحيف الضعيف عبد الله بن مسعود، وكان ممن ناله أذاه من قبل، فجزّ رأسه ولم يستطع حملها، وقتله وأبو جهل يقول له لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم، فلم يترك الكبر ولا السب حتى في لحظته الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *