الدكروري يكتب عن نعمة الهداية والتوحيد(العمق نيوز)
الدكروري يكتب عن نعمة الهداية والتوحيد(العمق نيوز)
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن أعظم ما امتن الله سبحانه وتعالى به علينا هو نعمة الهداية للتوحيد وامتن الله عز وجل علينا بسبب الهداية الأكبر وهي بعثة النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم وافترض سبحانه على عباده أن يتضرعوا إليه بطلب الهداية فى اليوم مرات ومرات وذلك في كل ركعة من ركعات الصلاة في قراءة الفاتحة حيث نقرأ قوله تعالى ” اهدنا الصراط المستقيم” وامتلأت آيات القرآن وأحاديث النبى الكريم صلى الله عليه وسلم بهذه اللفظة الجميلة في مبناها ومعناها “الهداية” ومشتقاتها الكثيرة، وإن الهداية فى اللغة هى الدلالة والتعريف والإرشاد والبيان، وقيل أن النبى صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فكان من دأب أبى بكر أنه كان ردفا للنبي صلى الله عليه وسلم وكان شيخا يعرف.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف فيلقى الرجل أبا بكر فيقول من هذا الرجل الذى بين يديك؟ فيقول أبو بكر رضى الله عنه هذا هاد يهدينى الطريق أى يعرفنى ويدلنى ويرشدنى إلى الطريق فيحسب الحاسب أن أبا بكر يريد الطريق، وإنما هو يعني سبيل الخير وطريق الوصول إلى الله تعالى، وهذا هو معنى الهداية، وإلا فكيف بمجموعة من الرجال صغيرة العدد فرت من مكة في جنح الظلام معظمهم من الفقراء وبعضهم من العبيد أن تنشئ دولة عظيمة في عشر سنوات من الزمان ثم تقارع كلا الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية, ثم تواجه خطر تمرد القبائل العربية وحروب الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم, ولقد كان لابد من صمام أمان لهذه الأمة حتى يشتد عودها.
وقد كانت العدالة الاجتماعية جزء من هذا الصمام، وإن الحديث النبوي الشريف، أو السنة النبوية الشريفه، عند أهل السنة والجماعة هو ما ورد عن الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو صفة خُلقية أو سيرة سواء قبل البعثة أي بدء الوحي والنبوة، أو بعدها، والحديث والسنة عند أهل السنة والجماعة، هما المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وذلك أن الحديث خصوصا والسنة عموما مبينان لقواعد وأحكام الشريعة ونظمها، ومفصلان لما جاء مجملا في القرآن الكريم، ومضيفان لما سكت عنه، وموضحان لبيانه ومعانيه ودلالاته، وكما جاء في سورة النجم فى القرآن الكريم حيث قال الله تعالى”وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى”
فالحديث النبوي الشريف، هو بمثابة القرآن الكريم، في التشريع من حيث كونه وحياً أوحاه الله للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والحديث والسنة مرادفان للقرآن الكريم في الحجية ووجوب العمل بهما، حيث يستمد منهما أصول العقيدة والأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات بالإضافة إلى نظم الحياة من أخلاق وآداب وتربية، وكما جاء الحديث الشريف مخاطبا الناس بالسلام، ووصف الله عز وجل عباد الرحمن، بأن عباد الرحمن الصالحون يمشون على الأرض بسكينة متواضعين، وإذا خاطبهم الجهلة السفهاء بالأذى أجابوهم بالمعروف من القول، وخاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم، ومن مقابلة الجاهل بجهله، كما اهتم الجديث الشريف بإفشاء السلام بين الناس، وتحقيق السلام مع الناس.
فما أجمل أن يعيش الإنسان في سلام مع أسرته، وسلام مع عائلته، وسلام مع جيرانه، وسلام مع زملائه، وسلام مع أصدقائه، وسلام مع المجتمع كله، وسلام مع الناس أجمعين ولا يكون هذا إلا بتطهير النفوس والقلوب من الغل والحقد والبغضاء والكراهية.