العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الدكروري يكتب عن وجه طليق وكلام لين

0

الدكروري يكتب عن وجه طليق وكلام لين

 

بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يقول “إن البر شيء هين، وجه طليق، وكلام لين” ومن أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج هو ما وصّى به النبي صلى الله عليه وسلم أبا جُري الهُجيمي حين قال له “لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض” رواه أحمد، ومنها الاستكثار من أنواع الطاعات، والبعد عن المعاصي والمخالفات، فقد حث الله تعالي عباده على التزود من الصالحات وقت أداء النسك، ونهاهم عن الرفث والفسوق والجدال في الحج.
وقال صلى الله عليه وسلم “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” متفق عليه، والرفث هو الجماع وما دونه من فاحش القول وبذيئه، وأما الفسوق، فقد رُوى عن ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد من السلف أنه المعاصي بجميع أنواعها، والجدال هو المراء بغير حق، فينبغي عليك أيها الحاج إذا أردت أن يكون حجك مبرورا أن تلزم طاعة ربك، وذلك بالمحافظة على الفرائض، وشغل الوقت بكل ما يقربك من الله عز وجل من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، وغير ذلك من أبواب الخير، وأن تحفظ حدود الله ومحارمه، فتصون سمعك وبصرك ولسانك عما لا يحل لك، وأن يستشعر حكم الحج وأسراره، وهناك فرق كبير بين من يحج وهو يستحضر أنه يؤدي شعيرة من شعائر الله.
وأن هذه المواقف قد وقفها قبله الأنبياء والعلماء والصالحون، فيذكر بحجه يوم يجتمع العباد للعرض على الله، وبين من يحج على سبيل العادة، أو للسياحة والنزهة، أو لمجرد أن يسقط الفرض عنه، أو ليقال “الحاج فلان” وإن العلماء قد اختلفوا هل فرض الحج في السنة السادسة من الهجرة، أم في السنة التاسعة من الهجرة؟ والصواب أنه في السنة التاسعة من الهجرة، وأما قوله تعالى “وأتموا الحج والعمرة لله” التي نزلت في الحديبية فهذا أمر بالإتمام وليس أمر ابتداء، أمر الابتداء جاء في قوله تعالى “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا” وهذه الآية نزلت في السنة التاسعة من الهجرة، وإن العلماء قد اختلفوا هل فرض الحج في السنة السادسة من الهجرة، أم في السنة التاسعة من الهجرة؟
والصواب أنه في السنة التاسعة من الهجرة، وأما قوله تعالى “وأتموا الحج والعمرة لله” التي نزلت في الحديبية فهذا أمر بالإتمام وليس أمر ابتداء، أمر الابتداء جاء في قوله تعالى “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا” وهذه الآية نزلت في السنة التاسعة من الهجرة، ولأن الحكمة تقتضي ذلك لأن مكة كانت قبل فتحها بلاد كفر، ومنع قريش للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من إتمام العمرة ليس ببعيد إذ أنهم منعوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من إتمام العمرة لما جاء معتمرا في السنة السادسة من الهجرة، فليس من الحكمة أن يفرض الله سبحانه وتعالى الحج على عباده وقريش لهم بالمرصاد، ولكن لما فتحت مكة وصارت بلاد إسلام في السنة الثامنة، حينئذ اقتضت حكمة الله عز وجل فرض الحج، ففرض في السنة التاسعة من الهجرة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد