السُّكَّرِ الجَلَّاب آتَيتُها ذاتَ ليلَةٍ
السُّكَّرِ الجَلَّاب
آتَيتُها ذاتَ ليلَةٍ
فيها ضَوءُ القًمًر جَذَّاب
كانت تَغتَسِلُ فى البَحرِ
وتُحَدِّثُ نَفسَها بإسهاب
فاستَولت على نَظري بِقَدٍّ
احلىَ مِنَ السُّكَّرِ الجَلَّاب
ظَننتُها طَرحُ بَحرٍ
كَواعِبٌ أتراب
هل ما اراه حقيقَة
أم ما أراهُ سراب
فتَوَجَّستْ خيفةً
واستَنكَرتْ باستِرهاب
قالت ما خَطبُكَ
ولِما اقتَحمتَ هذا الرِّحاب
قُلتُ لا تَفزعي
رمَاني المَوجُ
والهوا قَلَّاب
أوليسَ هذا بحرُ الهوىَ
وفيه مُلتَقىَ الأحباب
فلَمَّا اطمَأنَّتْ لنَظرَتي
وشَعرتْ انَّ إعجابي
فاقَ حَدَّ النِّصاب
قَضَينا ليلَنا
بينَ غَنجٍ مُستَعذَبٍ
وشَهيقٍ ودُنُوٍّ
وتلاصُقٍ وانجِذاب
فباتَ ماءُ البَحرِ يَغلي
وفاقَ الإلتِهاب
وخَرجت الأسماكُ تصرُخ
اغيثونا مِن العَذاب
بقلم / ممدوح العيسوى
مصر