الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والإسلامي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
رئيس المركز القومي لعلماء فلسطين، والأستاذ الجامعي غير المتفرغ
الأمين العام لاتحاد المثقفين والأدباء والكتاب والعرب فرع فلسطين
عضو مؤسس في الاتحاد الدولي للأدباء والكتاب و للمثقفين العرب
رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين، وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين
dr.jamalnahel@gmail.com
أصّرت إصرارها، وعزمت عزّمَها وحزمت أمرّهَا، بقدِّهِاْ وقَدّيِدَها، وفُجّوُرِهَا، وسّفُورِهَا وغِّيهَا وبَّغِيهِا وظُلّمِهَا!؛ إنها عصابة كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والتي قررت المُضي في إجراءات جريمة الضّمْ!؛
وفرض سَّيَطرتهُم الكاملة على جميع التجمعات الاستيطانية السكنية اليهودية في الضفة الغربية المُحَتلة، وضّمْ أكثر من 130 مغتصبة “مستوطنة”،
غير شرعية أقُيّمَتْ على أراضي الضفة الفلسطينية، وغور الأردن الذي يمتد بين بحيرة طبريا، والبحر الميت، لُيصبح جزءًا من حدود فلسطين المحتلة شرقاً مع الأردن؛ بكُل صلف وظُلم وعدوان، مُتجاوزة كل الخطوط الحمراء!
. إن كُلْ تلك الإجراءات التعسُفية، والعنصرية لن تعُطي وتمنح الشرعية لِعَّصابة الاحتلال الصهيوني الغاصب لفلسطين المحُتلة!؛ بل إن كُل ما يفعله الاحتلال باطل، ومُدَان دُولياً ومخالف لكل القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية،
وقرصنة ونهب، وسرقة، واغتصاب لما تبقي من فلسطين التاريخية، وَوَأَّدْ لِمَا تبقي من بصيص أمل بِّحَلْ الدولتين!؛ ودّق المسمار الأخير في نعشهِ،
ودفنهِ إلي الأبد!.. وسيّنَدُم المحتلون على عدوانهم، وجرائمهم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني يُوم لا ينفع الندم؛ وخاصةً زُعَماء عصابة الاحتلال الإسرائيلي المتُطرفِين جميعهًم وجُلُهُمْ من ُغلاة المستوطنين الغاصبين،
وعلى رأسهم شّيطانهُمْ الدجال الفاسد الأكبر رئيس عصابة اليهُود “نتنياهو”؛؛ ولن يكُون طريق ضّم الاحتلال العنصري لما تبقي من فلسطين التاريخية وتحديداً الضفة، والأغوار، وتهويد المسجد الأقصى المبارك،
مفروشاً بِالُوروُد والرياحين، بّلْ العكس، فإن الضَّمٌ سيُفّجِرْ، ويجّرُ شلالاً وبحراً من اَلَدّمْ؛ وأجلاً أم عاجلاً سيتُوحد الصف الفلسطيني، ووينتهي الانقسام، وسيصبح شعار الفلسطينيين جميعاً: “هبت رياحُ الجنة”؛
“وجاوز الظالمون المحتلون المدى فحق الجهادُ، وحق الفدى؛ فإما أحد الحُسنين إما النصر أو الشهادة، وحتى لو وقف العالم جميعاً صامتاً وأخرساً أمام جرائم الاحتلال المتكررة والمستمرة،
فلن يقف الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي أمام جرائم زُعماء عصابة حكومة الاحتلال!؛ والتي من المُقرر أن تصادق على مشروع القانون الضّمْ!؛ مما سيجعل المنطقة كلها علي فوهة بركان مُتفجرْ!؛
وإن بنيامين نتنياهو المتطرف زعيم عصابة الاحتلال، الغارق بملفات الفساد لا يزال مُصراً على عزمهِ تنفيذ خطته لَّلضَم في يوليو- تموز المقبل، مُستغلاً انشغال العالم بفيروس كورونا، ومؤكدًا أن كيانهم الغاصب لديهِ “فرصة تاريخية” لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط والتوسع الكبير،
لا يمكن تفويتها في ظّلْ الأجواء العالمية والإقليمية الحالية لم تحدث منذ عام النكبة، وقيام كيان الاحتلال الغاصب (إسرائيل)، عام 1948م، “واللص الفاسد نتنياهو”، عازماً المضي قُدمًا في تطبيق تلك الخطة الجُهنمية الشيطانية على أرض الواقع قائلا:
“لدينا موعد مستهدف لشهر يوليو/تموز، ولا ننوي تغييره!؛ ويذكرُنا نتنياهو الفاجر العاهر بأخيهِ في الكُفرْ والطغيان، والبغي والفجُور فرعون زمانهِ حينما قال لقومه:” ما أُريكمُ إلا ما أرى، وما أهديكُم إلا سبيل الرشاد”!.
إن ما يدُبر له اليوم بات واضحًا وجليلاً من تنفيذ صفقة القرن، من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وظهُور””العلو الكبير لإسرائيل الكبرى””،
من النيل إلي الفُرات!؛ كل ذلك يجري في ظّل ضعف ترهُلْ في الموقف العربي، والإسلامي الرسمي!؛ بل إن الكارثة أن بعضاً من الزعماء العرب،
والمسلمين يُطبعون علناً مع الاحتلال وينشدُون وُدْ زعيم عصابة الاحتلال نتنياهو، ويرجُون رضاه، ويقولون له: “”اقّضِّي ما أنت قاضْ”؛ فإننا خلفك سائرون، ومؤيدون وداعمون لكل ما تفعلهُ!!.
وما يجري باختصار هو العلو الكبير لليهود قبل نهايتهم!؛ ونراهُم اليوم يزداد كثيرًا عُلوهم وفجورهم وعنُصريتهم، متُسلحين بالحليف الاستراتيجي الأميركي الرئيس ترامب وإدارته المُتصهينة؛ ويحاول زُعماء عصابة الاحتلال تسريع الضّم،
قبل حلُول موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر- تشرين الثاني المقبل، بسبب عدم وضوح الرؤية في إمكانية إعادة انتخاب ترامب،
رئيساً للولايات المتحدة مرة ثانية؛ والذي يعتبر ونتنياهو أصحاب مشروع مؤامرة ومهزلة: “صفقة القرن”؛ والتي كشف عنها النقاب في يناير/ كانون الثاني الماضي، وتهدف لضم أجزاء من الضفة الغربية لكيان الاحتلال،
في المقابل تكون باقي مناطق الضفة من نصيب الفلسطينيين، مع تحسين الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي لا يرقى إلى أقّلْ تطلعات الشعب الفلسطيني،
المتمثلة في انسحاب الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967م وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، تلك المطالب التي تؤيدها الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن”؛
لذلك فِإن الفلسطينيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تلك القرصنة والعربدة والعنصرية من الاحتلال؛ وبدأت فعلاً الإجراءات الرسمية من قبل الرئيس الفلسطيني “محمود عباس أبو مازن”، والتي كان من أهمها وقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال؛ وسَّوُفْ ّيُقُاتل الشعب الفلسطيني
بكل ما يملك من الوسائل والطرق المتاحة للدفاع عن كرامتهِ، وحريتهِ، للظّفر بِحقوقهم المشروعة؛ ولن يكون الرد بالتصريحات، والتهديدات الكلامية فقط!، مقابل هذا التغول والطغيان من الاحتلال؛ وإنما من خلال توافق الموقف الفلسطيني الرسمي مع الشعبي حول تصعيد المقاومة والكفاح الشعبي والسياسي والدبلوماسي، مع محاولة كسب وتدعيم للموقف الفلسطيني
بمواقف عربية وإسلامية ودولية، وكل الخيارات مفتوحة من الانفجار الثوري والعودة للكفاح المسلح؛ مع وحدة الصف الفلسطيني،
ولا نستعبد أن يتفجر شلال الغضب الفلسطيني، متُوجاً بإشعال فتيل انتفاضة فلسطينية مُجدداً في كل فلسطين،
لتقلب الطاولة فوق الاحتلال وأعوانهِ،
فكُّلْ السيناريوهات مُتوُقعة في المشهد الفلسطيني؛ فالضمّ والقضم والظّلم سيفجر بحراً وشلالاً وأنهاراً من الدم.