الظلم: آفة المجتمعات وأصل الخراب

الظلم: آفة المجتمعات وأصل الخراب

كتبت /هدوى محمود

الظلم هو انحراف عن ميزان العدالة، وتعدٍّ على حقوق الآخرين، سواء أكان بالقول أو الفعل أو حتى بالصمت عن قول الحق. وهو من أخطر السلوكيات التي تهدد استقرار الأفراد والمجتمعات، لأنه يولّد الحقد، ويفسد القلوب، ويقوّض الثقة بين الناس. الظلم لا يقتصر على الحكومات أو السلطات فقط، بل قد يمارسه الإنسان في بيته، في عمله، أو حتى بين أصدقائه. حين يُحرَم طفل من الحنان، أو يُجبر عامل على العمل دون أجرٍ كافٍ، أو تُتهم امرأة زورًا، فذلك ظلم، وإن لم يظهر في العناوين. وقد حذر الإسلام والديانات السماوية جميعها من الظلم، وعدّته كبيرة من الكبائر. يقول الله تعالى في الحديث القدسي: “يا عبادي، إني حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّمًا، فلا تظالموا”، وهذا يدلّ على عِظم شأنه. الظلم لا يدوم. قد يعلو الظالم يومًا، لكن دعوة المظلوم كفيلة بهدم جبروته. فما من قوة على الأرض تستطيع أن تحجب نور الحق إلى الأبد، والتاريخ خير شاهد على نهاية كل ظالم، وسقوط كل طاغية، مهما طال ظلمه. مقاومة الظلم تبدأ من داخلنا، حين نرفض أن نكون جزءًا منه، أو شهود زور عليه. فبكلمة حق، أو موقف شجاع، يمكننا أن نُحدث فرقًا، وأن نعيد للعدالة مكانتها في عالم يكاد ينسى معناها.

الظلم: آفة المجتمعات وأصل الخرابكتبت /هدوى محمود
الظلم: آفة المجتمعات وأصل الخراب
كتبت /هدوى محمود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *