العلوم في حياتنا اليومية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العلوم في حياتنا اليومية

زمن القراءة: 5 دقائق

 

عندما نقرأ قول الله سبحانه وتعالى لنا في القرآن الكريم: “وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا.” سورة طه114، نعلم أن العلم كله بيد الله سبحانه وتعالى العليم، وأننا نعمل على زيادة علمنا وعلومنا بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى، وأن العلم يبدأ بالقرآن الكريم ويسير إلى التطبيق العملي في السنة النبوية الشريفة، ليكون لوحة مرئية حولنا في الحياة والبيئة التي نعيشها. ولم تكن نعم الله سبحانه وتعالى حولنا مُسَخَّرة إلا لعبادة الله سبحانه وتعالى من خلال الفرائض والأعمال الصالحة التي تشمل الاجتهاد في العلم والبحث والدراسة من أجل تحقيق أفضل استفادة نعمر بها أرضنا وحياتنا.

لذلك نرى دراسة العلوم النافعة المختلفة جزء من ديننا الحنيف لنرتقي بمعارفنا وحياتنا بإذن الله تعالى. فما هو العلم؟ العلم عبارة عن دراسة منهجية ومنطقية متسلسلة حول كيفية عمل الكون بكل مفرداته من كائنات حية وغير حية، لذلك فهو ديناميكي متحرك لأنه يتطور ويتغير مع الوقت. كما أنه دراسة منهجية لطبيعة وسلوك المادة والكون المادي، بناءً على الملاحظة والتجربة والقياس، وصياغة القوانين لوصف هذه الحقائق بشكل عام.

هذه الملاحظة نعلمها من مشاهداتنا بالعين، أو نسمعها بالأذن، أو نتحسسها بالملمس، أو نتذوقها باللسان، أو نشمها بالأنف، أو نفهمها بالعقل. ذلك لأن ناتجها جميعا عبارة عن معلومات نتعرف منها على عالمنا الخارجي، ونكون وجهات نظرنا حولها، ونحل مشاكلنا من خلالها، ونطور ونبتكر فيها بما أعطانا الله سبحانه وتعالى من إمكانيات فيها.

أما التجربة والقياس، فنعلمها باستخدام أدواتنا مثل استخدام الكمبيوتر في اختبار صحة وصدق معلومة معينة، أو استخدام عداد السيارة في معرفة سرعتها. كذلك صياغة القوانين تُبنى على ما تكرر وثبت من نتائج ومخرجات من هذه الملاحظة والتجربة والقياس، كأن نقول أن سرعة السيارة تتأثر إيجابا أو سلبا بتضاريس الأرض التي تسير عليها.

لذلك كان العلم من أعظم النعم الإلهية للبشرية، فهو يلعب دور رئيسي في تحسين جودة حياة الإنسان. ومن أجمل الأمور، أن الله سبحانه وتعالى جعل لنا  إمكانية رؤية وممارسة العلم في كل مكان وفي كل مناحي حياتنا بدءا من أجسادنا، إلى الأرض التي نسير عليها وما فيها والأدوات التي نصنعها منها، وصولا إلى السماء وما فيها.

وهناك أنواع مختلفة من العلوم: 1. العلوم الفيزيائية، مثل الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وعلوم الأرض، و2. علوم الحياة، مثل علم الأحياء والعلوم الاجتماعية، و3. العلوم التطبيقية، مثل الهندسة والرعاية الصحية.

وإذا نظرنا سنجد أن العلم يشارك في الطبخ، والأكل، والتنفس، وقيادة السيارات، واللعب ، إلخ. إن النسيج الذي نرتديه، والفرشاة والمعجون الذي نستخدمه، والشامبو، ومسحوق التلك، والزيت الذي نستخدمه، وكل شيء هو نتيجة ومخرج من مخرجات تقدم العلم فضلا ونعمة من عند الله العليم سبحانه.

وعلى سبيل المثال، لا الحصر:

الطهي: يتم فيه تحويل الطاقة الحرارية من النار إلى وعاء الطهي في شكل إشعاع، وتوصيل، وحمل حراري. وبعد مرور الطاقة الحرارية، تبدأ المكونات المختلفة مثل الملح أو السكر أو أي مادة صالحة للأكل في كسر الروابط وتشكيل روابط جديدة تعطينا طعامًا لذيذًا. لذلك، يتم تضمين الفيزياء وكذلك الكيمياء كعلوم في هذه العملية.

الأجهزة المنزلية: مثل الخلاط أو العصارة، يتم فيها تحويل الطاقة الكهربائية من مصدر الكهرباء إلى طاقة ميكانيكية في صورة حركة الخلاط ودورانه، وفيها يستخدم مبدأ قوة الطرد المركزي. كذلك الثلاجة، يتم فيها تحويل الطاقة الكهربائية (مصدر الكهرباء) إلى طاقة حرارية  في صورة تبريد.

فسبحان الله رب العالمين الذي عَلَّم الإنسان ما لم يعلم.

 

مقال مترجم مفتوح (من ويكي فيرستي)

https://en.wikiversity.org/wiki/Use_of_science_concepts_in_daily_lives

 

ترجمة وكتابة: داليا السيد حسين

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *