(العمق نيوز)الدكروري يكتب عن تكوين الفرد وصقل شخصيته

(العمق نيوز)الدكروري يكتب عن تكوين الفرد وصقل شخصيته

(العمق نيوز)الدكروري يكتب عن تكوين الفرد وصقل شخصيته

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن للتربية الإسلامية هدفان أساسيان هما تكوين الفرد وصقل شخصيته، والمساهمة في ترقية المجتمع وتطويره، ومن الجدير بالذكر أن قيام الأسرة بدورها في الرعاية والتربية باعتبارها المؤسسة التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذه المجالات من شأنه أن يساهم في إبراز أهميتها العظمى وهي الأهمية الاجتماعية، وتكمن أهمية الأسرة في أنها تبني شخصية الطفل اجتماعيا ونفسيا لكي يكون قادرا على القيام بدوره في المستقبل، بحيث يصبح الطفل قادرا على تحمل المسؤولية، فيتم تعزيز قيم ومبادئ الاحترام والتقدير لذاته وللآخرين، فإذا ضعفت الخلية الأولى في المجتمع وهي الأسرة ضعف أساس الفرد ونقطة ارتكازه مما يؤدي إلى معاناة المجتمع من الانحطاط الفكري والإنساني في العلاقات الإنسانية وغياب التكامل الاجتماعي بين مختلف أوساط المجتمع.
ويمكن تلخيص دور الأسرة التربوي في أنها تنشئ الروابط الأسرية والعائلية للطفل، والتي تكون أساسا لتشكّل العواطف الاجتماعية لدى الطفل والتي تدفعه للتفاعل مع الآخرين، وكذلك تهيئ الأسرة للطفل اكتساب مكانة معينة في البيئة والمجتمع، حيث تعد المكانة التي توفرها الأسرة للطفل بالميلاد والتنشئة محددا مهما لمعاملته في المجتمع ونظرة الآخرين إليه، وكذلك أيضا تعتبر الأسرة الوسيط الأول والموثوق لنقل ثقافة المجتمع إلى الأطفال، ونقل الثقافة من جيل الآباء إلى جيل الأبناء، وتمثّل الأسرة المرجعية الأولى للطفل في معارفه وقيمه، ومعاييره، فهي توفر للطفل المصدر الأول لإشباع الحاجات الأساسية له، وتشكّل الأساس الاجتماعي والنفسي له أيضا، وتنفرد الأسرة بتزويد الطفل بمختلف الخبرات أثناء سنوات تكوينه الأولى.
وتكون الأسرة مسؤولة عن تكوين القيم الروحية والوجدانية والخلقية، وتعليم الأفراد أدوارهم المتوقعة منهم، وتكون الأسرة الشخصية الإنسانية والقومية في المجتمع، وتغرس في أفرادها مفاهيم حب الوطن والانتماء إليه، وتعلمهم التفاعل الاجتماعي وتكوين العلاقات الاجتماعية، وتلعب الأسرة دورا فاعلا بكونها أكثر المؤسسات انضباطا فمن خلال الرقابة والضبط الاجتماعي تعمل الأسرة على توجيه السلوك الوجهة السليمة التي تنسجم مع المجتمع، ولقد اعتنى الشرع الشريف بالأسرة عناية خاصة لما تؤديه من وظائف أساسية تحافظ من خلالها على وجود النوع البشرى، واستمرار الحياة الإنسانية وفق ضوابط وأحكام ومقاصد شرعية تحفظ مراعاتها ديمومة الصلاح والخير والعمران، فهى نواة أصلية لهذه الحياة، وصورة مصغرة من مجتمعاتها.
التى بدونها تنقرض السلالة البشرية وتنتهى الحياة الإنسانية، وتتنوع تلك الوظائف تنوعا يشمل جوانب الإنسان، فمن الناحية البيولوجية تعتبر الأسرة الملاذ المباشر لتوفير الرعاية البدنية والصحية والمسكن والغذاء لأفرادها، فضلا عن كونها الوسيلة الوحيدة التى تحافظ على بقاء النوع الإنسانى بالتوالد والإنجاب، وهى مهمة قائمة منذ هبط سيدنا آدم إلى الأرض وكوّن الأسرة، وتبرز أهمية الأسرة من قيامها بوظيفة ذات أهمية كبري، فى بناء المجتمعات والأوطان على أسس قوية، وهى الوظيفة التربوية، سواء كان ذلك دينيا، أو علميا أو جسميا، أو خُلقيا، ويكون ذلك من خلال التنشئة على القيم الصحيحة، والأخلاق الرفيعة، والعادات والتقاليد النافعة التى تتكون منها شخصية الفرد وتغرس فيها المعانى السامية كحب الخير، وفعل الصلاح، وأهمية الوقت وتنظيمه، وحب الأوطان والنهوض بها.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *