القدوة ….الشخصية …الحضارة

القدوة ….الشخصية …الحضارة

مقال بقلم : محمد فتحى شعبان
بداية سنلقي الضوء علي بعض التعريفات لتكون ماثلة فى الذهن حين الحديث عنها فى المقال .
١- تعريف الشخصية :
هى الطريقة المميزة فى التفكير والشعور والتصرف وقد عرفها مورتن برنس : بأنها المجموع الشامل لخصائص الفرد والاستعدادات البيولوجية الموروثة ، والخبرات والأنماط المكتسبة من البيئة الخارجية .
وقد عرفها أيضا ماي وفلمينغ : أنها مجمل السمات والصفات والعادات التى من شأنها التأثير فى الأخرين واتجاهاتهم .
٢- تعريف الهوية :
هى مجمل السمات التى تميز شيئا عن غيره أو شخصا عن غيره أو مجموعة عن غيرها وقد عرفها محمد أبو خليف : بأنها مزيج من الخصائص الاجتماعية والثقافية التى يتقاسمها الأفراد ويمكن على أساسها التمييز بين مجموعة وأخرى كما تعرف على أنها مجموعة من الانتماءات التى ينتمي إليها الفرد وتحدد سلوكه أو كيفية إدراكه لنفسه .
*تكوين الهوية : يعرف تكوين الهوية وفقا لعلم النفس بأنه العثور على الذات وفهمها من خلال مطابقة مواهب وقدرات الفرد مع الأدوار الاجتماعية المتاحة ، ولذلك يعد تعريف الفرد لذاته خيارا غاية في الصعوبة نظرا لاتساع العالم الاجتماعي من حوله .
٣- تعريف الحضارة :
هي حالة متقدمة للمجتمع الإنساني تجاوز فيها هذا المجتمع حالة الفوضى ووضع أسسا تنظيمية لحياة الناس مما نشر نمط حياة أكثر راحة وفتح مجالات تفكير وعمل أكثر أمامهم كمجالات التعليم والفنون وغيرها ، وقد عرفها رالف بدنجتون : إن حضارة أى شعب ما هي إلا حزمة ادوات فكرية ومادية تمكن هذا الشعب من قضاء حاجاته الاجتماعية والحيوية بإشباع وتمكنه كذلك من أن يتكيف فى بيئته بشكل مناسب ، كذلك عرفها إدوارد تايلور : أنها الكل المركب الذى يجمع بداخله جميع المعتقدات والقيم والتقاليد والقوانين والمعلومات والفنون ، وأى عادات أو سلوكيات أو إمكانات يمكن أن يحصل عليها فرد ما في مجتمع ما .
ويمكن تعريفها فى النهاية على أنها : إرث الإنسان المادى والمعنوي الذى خلفه فى الماضى والذى اعتمد عليه الإنسان لإكمال مسيرة حياته وتقدمه الحالى سواء أكانت مظاهر معنوية كأسلوب الحياة ، والمعيشة اليومية والعلوم والمعارف أو أدوات ووسائل مادية بقيت أثرا لوجوده كالبنيان والمسكوكات والأعمال اليدوية المختلفة .
٤- تعريف القدوة :
هي عبارة عن الشخص والمثال الأعلى الذي يقتدى به ، والنموذج المثالي في تصرفاته وأفعاله وسلوكه ، بحيث يطابق قوله عمله ويصدقه ، تعرف أيضا على أنها اتباع الغير على الحالة التى يكون عليها حسنة أو قبيحة
٥- تعريف السير و التراجم :
* هى إحدى أصناف العلوم الإنسانية التى تهتم بحياة الأشخاص والأعمال التى قاموا بها خلالها .
* هو العلم الذى يتناول سير حياة الأعلام من الناس عيدبر العصور المختلفة ، وهو علم دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد من الناس الذين تركوا آثارا فى المجتمع .
كانت هذه بعض التعريفات الضرورية لتكوين صورة ذهنية عما سيدور حوله الحديث من الترابط بين السير و التراجم واختيار القدوة ودورها في بناء الشخصية والحفاظ علي الهوية ومن ثم إعادة بعث حضارتنا مرة أخرى .
بداية القدوة وكما تم تعريفها بأنها الإنسان النموذج الذى يتخذ مثالا في كل شىء ، فيقتدى به سواء كان هذا النموذج سيئا أو حسنا ، وهناك فرق بين القدوة و الأسوة
( هناك من فرق بينهما فجعل القدوة تعنى اتباع شخص ما فى أفعاله وفلسفته ونفس معتقداته فيتم النظر إلى الشخص المقتدى به على أنه شخص كامل وفى منزلة راقية عن الشخص المقتدى والقدوة على هذا القول شبيهة بالتقليد نوعا ما ولكن ليس تقليدا اعمى ، أما الأسوة فهى مرتبطة بأفعال الأشخاص و تأتى الأسوأ للقيام بفعل كان يفعله السابقون من قبلنا ، لكن هذا التفريق جانبه الصواب لأن الأسوة تكون بالأشخاص أما القدوة بالمعنى وهذا ما دل عليه القرءان فقال سبحانه ( فبهداهم أقتده ) فكان للمعنى وقال ( ولكم فى رسول الله أسوة حسنة ) فكان فى الشخص) ، إذن القدوة تكون بهدي اشخاص ما سواء كانوا أحياء ام سبقونا إلي الدار الآخرة ، وسواء كانت حسنة ام سيئة ، وفى هذا الزمن يعانى الكثير من شبابنا من غياب القدوة الحسنة أو أنه لا يحسن اختيار قدوة اى اختيار من يهتدى بأفعالهم وهداهم ومن أهم أسباب ذلك اولا عدم قراءة التاريخ فكثير من الشباب لا يعرف شيئا عن أسلافنا ، أيضا دور الأعلام فى تزيين بعض الشخصيات وتحسين أفعالها وتلميعها لتكون قدوة للناس والشباب خاصة ، ومن هنا تأتى أهمية إعادة قراءة السير والتراجم وتنقية ما يشوبها من افتراءات أو أغلاط فيعرف الشباب كيف كان هدى من قبلنا وكيف كان سمتهم وكيف كانت حياتهم ، أيضا أهمية تعريفهم بعلمائنا المعاصرين و الأفاضل من الناس وإظهار ما بذلوه من جهد في إعادة بعث الأمة ، فحين يتعرف الشباب على حياة هؤلاء يكون لديه القدرة على اتخاذ قدوة حسنة ،إذ أن القدوة من الأهمية بمكان ولها خطر عظيم فهى أصبحت تتعدى حدود المجتمع الذى نحيا فيه ، فمع انفتاح العالم وانتشار شبكات التواصل أصبح من السهل التأثير على العقول .
و للقدوة اثر فى بناء شخصية الإنسان فكما سبق في تعريف الشخصية أنها خصائص الفرد الموروثة و المكتسبة ، وتكتسب الخصائص عن طريق التجارب التى تكسب الفرد الخبرة ، وايضا عن طريق الاطلاع علي تجارب الآخرين المشهودة والمقروءة فمن السير و التراجم و المشاهدات الفعلية ، والقدوة و الأسوة فكل ذلك يساعد فى تكوين الشخصية التى هى اللبنة الأولى فى بناء المجتمع والحضارة .
أما الهوية فكما سبق تعريفها هى مجموعة السمات والصفات التى تميز شخص أو مجموعة عن غيرهم وتكون عن طريق الإرث الحضارى والإطلاع على سير السابقين ، وقراءة التاريخ من الأهمية بمكان للحفاظ على الهوية .
إذن مما سبق يتضح دور القدوة الخطير فى بناء الشخصية وأيضا دور السير والتراجم فى اختيار القدوة .
يتبع بإذن الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *