القضب الصوفي ابو الحسن الشاذلي.. بقلم. محمد سعيد مصطفي

القطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي

بقلم محمد سعيد مصطفي

….
بين دير الأنبا انطونيوس ودير الأنبا بولا35كيلومتر وفي الصحراء الشرقية وعلى نفس الامتداد جنوبا وربما بمحاذاتهما وعلى بعد 500 كيلومتر يقع مقام وضريح قطب التصوف أبو الحسن الشاذلي
وكأن الصحراء الشرقية احتضنت وحمت رهبان المسيحية من بطش الرومان ووفرت لهم حياة الزهد والخلوة وكذلك ضمت واحتضنت تحت أرضها جسد أبي الحسن الشاذلي العالم الفقيه الناسك .
ويقع المقام بقرية أبي الحسن الشاذلي وهي قرية تضم تجمعا بدويا لقبائل العبابدة الذين ينتهي نسبهم لعبد الله بن الزبير بن العوام ويسكن القرية حوالي 2000نسمة وتبعد القرية عن مرسى علم حوالي 150كم وعن الغردقة حوالي 380كم والمدخل لها من طريق أدفو مرسى علم لمسافة 100كم جنوبا في قلب الصحراء بوادي حميثرا
هو:أبو الحسن بن عبد الله بن عبد الجبار ..ولدبالاخماس بالمغرب في عام 571..على الرأي الراجح ..وتوفي في اوائل ذي القعدة 656هجرية ..1196_1258ميلادية ..وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم..
رحل إلى تونس حيث تصوف وتفقه ببلدة شاذلة
التي ينسب إليها .
كان الشاذلي عازما على الحج في ذلك العام الذي توفي فيه فطلب من خادمه ان يصطحب معه في رحلته فأسا وقفة وحنوطا (وهوبهذا يستشعر دنو أجله ووفاته) ولما سأله خادمه لماذا؟رد عليه :(في حميثرا سوف ترى )..كما ذكر ابن بطوطة .أخذ الشاذلي علومه عن الشيخ عبد السلام بن مشيش وهو استاذ للشيخ أبو العباس المرسى صاحب المقام الشهير بالإسكندرية حيث تتلمذ المرسى على يد الشاذلي .
يقع ضريح سيدي أبو الحسن الشاذلي .. الذي يتم الإحتفال بمولده هذه الأيام حتى العيد .. بوادي حميثرا تحت جبل حميثرا ..بصحراء عيذاب .وقد بنى مسجد الشاذلي هناك مريدوه ومحبوه اتباع الطريقة الحامدية الشاذلية وتنشر حول المقام بعض الساحات التي تقدم خدماتها للزائرين ومن أشهرها ساحة الحاجة زكية وهي من مواليد الدقهلية عام 1900ابنةاحد كبار الاعيان وقد زارها سيدي أبو الحسن في المنام وطلب منها إنشاء ساحة بجوار الضريح وطلبت من المسئولين توفير أرض وأنشات الساحة ودخلت الخدمة في عام 1980
في أيام الاحتفال بالمولد تكون معظم الطرق الصوفية حاضرة هناك وكذلك الزوار من مختلف المحافظات ومن الدول العربية والأجنبية
وتتم في المولد بعض الطقوس والتي تتزامن وتتشابه مع الحج مثل صعود جبل حميثرا يوم الوقفة وفي نفس اليوم يتم تتغيير كسوة الضريح ويأخذ العوام قطعة قماش من الكسوة القديمة للتبرك ويذبح الزوار ما أخذوه معهم من خراف وماشية وياكلونها هناك وبعض الطقوس الأخرى التي تحتاج إلى كثير من التوعية …
هذا بعيدا عن الخلاف الفقهي في زيارة الأضرحة والتوسل بالأولياءوحديث ..شد الرحال …
فنحن نعرض لسيرة أحد المتصوفة الأقطاب الأنقياء
ولسنا بصدد تحرير موضع الخلاف في حكم فقهي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *