النائب السابق لرئيس الموساد ينفي أن يكون المعتقلين في تركيا جواسيس إسرائيليين

عضو الكنيست رام بني باراك، الذي يترأس الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، ينفي التقارير الواردة في وسائل الإعلام التركية

النائب السابق لرئيس الموساد ينفي أن يكون المعتقلين في تركيا جواسيس إسرائيليين

هدوى محمود

قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست إن أيا من الرجال الخمسة عشر الذين تم اعتقالهم في تركيا في وقت سابق من هذا الأسبوع ليس عميلا للموساد، كما زعمت تقارير إعلامية تركية.

كما أشار عضو الكنيست رام بن باراك، النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات الموساد، إلى أن الحكومة التركية حريصة على إظهار “إنجازاتها” الاستخبارية، مما يؤدى إلى نشر معلومات كاذبة بين الحين والآخر.

وقال للقناة 12: “أي من الأسماء المنشورة لم تكون لجواسيس إسرائيليين، وبالتالي، يجب وضع الأمور في نصابها”.

أفادت صحيفة “صباح” التركية أن السلطات ألقت القبض على 15 شخصا يُزعم أنهم تجسسوا لصالح الموساد في وقت سابق من هذا الشهر.

وأجرت “صباح”، المقربة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة مقابلة مع أحد المعتقلين، الذي عرّفت عنه فقط بالأحرف الأولى من اسمه “م.ا.س”.

ولم يصدر تعليق رسمي من السلطات التركية بشأن الاعتقالات ولم يتضح كيف أجرت الصحيفة مقابلة مع الرجل إذا كان قد تم اعتقاله.

رام بن باراك، يترأس اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، في الكنيست بالقدس، 5 يوليو، 2021.

وقال “م.ا.س” لصحيفة “صباح”: “التقيت وجها لوجه مع مسؤول في الموساد. لقد علمني تشفير الملفات على الكمبيوتر المحمول”.

وقال الرجل، الذي لديه شركة تقدم خدمات استشارية للطلاب القادمين من الخارج إلى اسطنبول، للصحيفة إنه مكلف بمراقبة الفلسطينيين في تركيا. وأضاف أنه في البداية اتصل به رجلا ادعى أنه يمثل شخصا عربيا مقيما في ألمانيا كان معنيا بالدراسة في تركيا.

متظاهرون يلوحون بالاعلام الفلسطينية امام القنصلية الاسرائيلية في اسطنبول، 15 مايو، 2018.

بداية تم إرسال مئات اليوروهات إلى الرجل لتقديم معلومات حول كيفية دخول الطلاب الفلسطينيين إلى الجامعات التركية ونوع الدعم الذي يتلقونه من السلطات التركية.

كما ادعى لاحقا أنه قدم للعميل تفاصيل عن منظمة فلسطينية غير حكومية تعمل في تركيا.

وقال إنه تلقى حوالي 10,000 دولار مقابل تقديم معلومات على مدى ثلاث سنوات؛ تم إرسال بعض الأموال عبر “ويسترن يونيون”، وبعضها تم تسليمه في أحد أسواق اسطنبول من خلال إظهار هويته وإيصال.

خلال هذا الوقت تم إحضاره إلى سويسرا للقاء المسؤولين المزعومين عنه من الموساد، وتلقى تأشيرة برعاية منظمة تسمى “مركز توجيه الطلاب الأوروبي”.

خلال زيارته مدفوعة التكاليف، التقى برجلين بشكل منفصل، أحدهما علمه كيفية تشفير ملفات Word على Protonmail، وهي خدمة بريد إلكتروني مع تشفير من طرف إلى طرف. وقالت الصحيفة إنه تم إجراء مزيد من الاتصالات بين الاثنين من خلال Protonmail.

وقال “م.ا.س” إنه خلال زيارته الثانية إلى زيوريخ، التقى بالرجلين مرة أخرى وبرجل آخر يُدعى “جون”. بعد أن أصبح متشككا وسألهم عما إذا كانوا وكلاء استخبارات، قالوا له إنه يعملون في “منظمة شبيهة بالاستخبارات من واجبها إجراء أبحاث لمؤسسات الاتحاد الأوروبي”.

ولم يتضح متى توصل إلى استنتاج أنه تم تجنيده من قبل الموساد.

بحسب التقرير تم تنفيذ الاعتقالات في 7 أكتوبر في أعقاب عملية لجهاز الاستخبارات الوطنية التركي استمرت لعام وشارك فيها نحو 200 ضابط استخبارات الذي قاموا بتعقب الجواسيس المزعومين.

وذكر التقرير أن الجواسيس، الذين ورد أنهم من أصل عربي، عملوا في مجموعات من ثلاثة أفراد. والتقى البعض منهم مع عملاء للموساد في كرواتيا وسويسرا، حيث تم تبادل المعلومات.

وزعم التقرير أنهم تلقوا أوامر في العاصمة الرومانية بوخارست ونيروبي في كينيا.

وذكرت صحيفة “صباح” أن المجموعات الخمس عملت في مناطق مختلفة من البلاد.

وقدم المشتبهون للموساد معلومات عن طلاب يدرسون في البلاد، بعضهم مواطنون أتراك وآخرون أجانب، من بينهم فلسطينيون، وفقا لتقارير.

وزعمت الصحيفة أن الأهداف الرئيسية لعملية التجسس كانت فلسطينيين في تركيا والمنشآت التي استضافتهم.

وفقا للصحيفة، كشف جهاز الاستخبارات الوطنية أيضا عن كيفية دفع أجور العملاء، والتي شملت مدفوعات بالعملات المشفرة وتحويلات مالية من متاجر مجوهرات ومحلات صرافة.

رئيس التركي رجب طيب أردوغان يصافح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قبل لقائهما في اسطنبول، 1 فبراير، 2020.

زعم تقرير العام الماضي أن حركة “حماس” الفلسطينية كانت تدير سرا منشأة في تركيا حيث نفذت هجمات إلكترونية وعمليات استخبارات مضادة ضد إسرائيل.

وذكر التقرير أن المقر، المنفصل عن مكاتب حماس الرسمية في المدينة، أقيم دون علم السلطات التركية.

ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية أيضا في عام 2020 أن تركيا تمنح الجنسية لعشرات من نشطاء حماس رفيعي المستوى المتورطين في تنسيق هجمات، وهو ما أكده لاحقا القائم بالأعمال في سفارة إسرائيل في أنقرة.

تركيا تعتبر حماس حركة سياسية شرعية. وتحافظ الدولة التركية منذ فترة طويلة على علاقات وطيدة مع حماس، والتي نمت بشكل أكثر علنية مع تدهور العلاقات مع إسرائيل على مدى العقد الماضي. وذكر التقرير أن إسرائيل اشتكت لأنقرة من علاقاتها مع حماس، لكن دون جدوى.

في أغسطس 2020، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوفد من حماس ضم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية والقائد العسكري الثاني في الحركة صالح العاروري – وهو قيادي عسكري كبير رصدت الولايات المتحدة مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه.

وقد أدانت وزارة الخارجية الأمريكية الاجتماع بشدة في ذلك الوقت، لكن وزارة الخارجية التركية رفضت الانتقادات، واتهمت واشنطن بـ”خدمة مصالح إسرائيل”.

حماس وحزب “العدالة والتنمية” الذي يتزعمه أردوغان مرتبطان سياسيا. كلاهما له علاقات أيديولوجية وثيقة بحركة الإخوان المسلمين المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *