اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة

بقلم المستشار الدكتور خالد السلامي

اليوم هو الثالث من شهر ديسمبر، تم تخصيصه لفئة مهمة في مجتمعنا، فئة أصحاب الهمم. هذه الفئة التي تحتاج إلى من يفهمهم ويستوعبهم أكثر من حاجتهم لمن يساعدهم. حياتنا كلها تحديات، وهذا هو سر جمالها. نواجه تحديات مالية، فلا نعتبرها نهاية العالم. نواجه تحديات وظيفية، فلا نستسلم. نواجه تحديات اجتماعية، فلا نكتئب. ومنا من يواجه تحديات جسدية، فنشير إليهم جميعا ونعتبرهم حالة استثنائية.

إن الإعاقة الجسدية لا تتعدى كونها مجرد تحديا مثل كل التحديات التي نواجه في حياتنا. وكما أن التحديات الأخرى لا تجعلنا أصحاب عجز، كذلك تحديات الإعاقة لا يجب أن تصبح مصدر للضعف والعجز.

إن ذوو الهمم يمتلكون من الطاقة الكثير والكثير. بل إن لهم من الإبداع ما يعجز العقل عن إدراكه. ويمتلكون إصرارا فولاذيا نابعا من قلب يحب الحياة ويعشقها. إنهم بالفعل استثنائيون، لكن في طموحهم وعزيمتهم. هم أصحاب العزيمة، أصحاب الهمم، الذين استطاعوا أن يصنعوا المستحيل بعزيمتهم وحبهم للحياة. هم أولاء الذي لم يعتبروا الإعاقة نهاية لهم، بل بداية لطريق طويل، مملوء بالنجاح والتميز.

إن أصحاب الهمم حول العالم ما زالوا يواجهون أشكالاً مختلفة من التمييز وسوء المعاملة على الرغم من تحسن الخدمات المخصصة لهم على مدى العقود القليلة الماضية. الإعاقة تمنع الأفراد من بلوغ كامل طاقاتهم. دور كل واحد منا هو التعرف على هذه الإعاقات ودعمها لتصبح مشاركين فاعلين في المجتمع. يجب إدخال الوعي الاجتماعي المستمر في المدارس والقوى العاملة والمراكز لتثقيف أفراد المجتمع، الذين غالباً ما يجدون أنفسهم عالقين عند التعامل مع أصحاب الهمم.

علينا ألا ننظر إلى أصحاب الهمم بضعف وشفقة، بل بفخر وحب. لا يحتاج هؤلاء منا إلا أن نفسح الطريق أمامهم ليسابقونا إلى المستقبل، وسنعجز نحن عن مجاراتهم. علينا أن نعلم أن أصحاب الهمم لم يكونوا يوما معاقين، إن المعاق هو هذا الذي يقف في طريق نجاح الأخرين. المعاق هو ذلك الذي فشل أن يدرك معنى التنوع في المجتمع. إن المعاق هو معاق الأخلاق والمبادئ.

فيا أصحاب العزائم والهمم، يا أصحاب العجائب في القمم، يا من أبيتم أن تكونوا هامشا بين الأمم. إليكم تحية إعظام وإجلال أنتم وهؤلاء الواقين خلفكم بالدعم والتشجيع. فأنتم الأبطال الحقيقيين الذين وقفوا في وجه التحديات لتخريج جيل مبدع رغم الإعاقة.

قالوا عني بأني معاق، ولكن الزمان لم يُعِقْ عزماتي. إن الحياة أمامي، لا تستهينوا حياتي. من قال إن نجاحنا يأتي بقوة العضلاتِ. إن الطموح شعارنا، والعجز ليس من مصطلحاتي. كن قويا كن كما أنت،، وانطلق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *