يحتفل العالم باليوم العالمي للبريد من كل عام في التاسع من أكتوبر. وقد تم اختيار هذا اليوم وفق مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي الذي عقد في طوكيو، اليابان عام 1969م، وأعلن عن اتخاذ تاريخ 9 أكتوبر يومًا عالميًا للبريد.
يقولون بأن الحاجة هي أم الاختراع، وقد احتاج الإنسان إلى نقل كلامه إلى أماكن بعيدة مما دفعه إلى اختراع الكتابة. وقد أثبت ذلك الرسائل التاريخية التي عثر العلماء عليها من الحضارات الفرعونية والآشورية والصينية.
وقد عرف الإنسان البريد في شكله البدائي الأول من خلال الرسائل المتبادلة بين الأباطرة والملوك القدماء. وقد استمر تبادل البريد لفترات طويلة مجرد حكراً على السياسيين والعسكريين، حتى شاع استخدام الحمام الزاجل في توصيل الرسائل العاجلة.
تحتفل الكثير من الدول بهذا اليوم من خلال تنظيم معارض لهواة جمع الطوابع وإصدار طوابع جديدة، وتضم أنشطة أخرى، مثل عرض ملصقات بمناسبة يوم البريد العالمي في مكاتب البريد والأماكن العامة، بهدف تعزيز الوعي بدور البريد وأهميته في حياة الناس.
وفي بلدان أخرى تُنظم أيام مفتوحة في مكاتب ومراكز البريد والمتاحف البريدية، كما تعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل، وكذلك الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية، وتصدر العديد من الإدارات البريدية هدايا تذكارية خاصة بهذه المناسبة.
وقد شاهد العالم تقدما هائلا وسريعا في الخدمات البريدية في نهاية القرن التاسع عشر بسبب تطور وسائل النقل واستخدام السكك الحديدية، وزيادة خطوط الملاحة البحرية. ولم يتأخر البريد الجوي في الظهور بعد الطائرة فكانت البداية 1910 عندما نقل البريد جواً للمرة الأولى بين مدينتين بريطانيتين، وأضيفت بعدها خدمات نقل الطرود والوثائق الرسمية وغيرها حتى وصلت الخدمات البريدية عصرها الذهبي في ثمانينات القرن الماضي.
إن الاحتفال بهذا اليوم يأتي تذكيراً بأهمية البريد في خدمة المجتمعات ومراحل التطور التي شهدها البريد على مرّ العصور. وتعد خدمات الاتصالات في الدول العربية أحد أبرز جسور التواصل والانفتاح على الاقتصاد العالمي باعتبار أن هذا القطاع محركا أساسيا للتنمية الاقتصادية الشاملة. يؤكد ذلك اليوم على أهمية التواصل في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات والوقوف على فرص دفع التعاون للنهوض بقطاع البريد بين الدول.
وقد كان لمؤسسة بريد الإمارات دور بارز في رصد وتوثيق وإبراز الإنجازات المحلية والعالمية في كافة الأنشطة والأحداث والمناسبات الهامة محلياً وخارجياً، وذلك عبر إصدار طوابع بريدية تذكارية توثق ذلك على اعتبار أن الطوابع البريدية وسيلة من وسائل الاتصال الإعلامي والثقافي التي تصل إلى مختلف دول وشعوب العالم، ما يعطيها انتشارا واسعا ورسالة تاريخية تناقلها الشعوب والحضارات.