انعقاد المهرجان الوطني للتسامح والتعايش في إكسبو 2020 دبي
كتب – علاء حمدي
أكد معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة , ان دولةُ الإماراتِ تعتبر واحةً للتَّسامحِ والتَّعايُشِ في المنطقةِ والعالمِ، وضَرَبتْ أُنموذجاً رائعاً في التَّرابُطِ والتَّآلفِ بينَ مُختَلَفِ مُكوناتِ المجتمعِ على اختلافِ أفكارِهم وتوجُّهاتهِم .
جاء ذلك في كلمة له اليوم بمناسبة انعقاد المهرجان الوطني للتسامح والتعايش في إكسبو 2020 دبي والذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش مع “أسبوع التسامح والشمولية” .
وقال معاليه إنَّ نهجَ المغفورِ لهُ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيَّان رَحِمَهُ اللهُ، في التسامح والتعايش والمحبة الإنسانيِّ الذي تَخَطَّى حُدودُهُ الوطنَ، يُعدُّ قدوةً ونَموذجاً تسيرُ عليهِ القيادةُ الرَّشيدةُ، وإرثٌ متأَصِّلٌ في شخصيةِ الإنسانِ الإماراتيِّ. لقدْ أرْسى رحِمَهُ اللهُ ثقافةَ حبِّ الْخيرِ والْعطاءِ، وأبناءُ زايدَ تربُوا على نَهجِ الإنسانيةِ وقِيَمِها الرَّاقيةِ التي غَرَسَها في نفوسِهِم لِتُصبِحَ بالتَّالي غريزةً فِطْريةً تنتقلُ مِنْ جيلٍ إلى آخرٍ مِنْ أجيالِ البلادِ.
وأضاف قائلا ” يُعدُّ التَّسامحُ أَحدَ الرَّكائزِ الأساسيةِ التي يقومُ عليها المجتمعُ الإماراتيّ، وباتَ هذا المفهومُ مُلازِماً للشَّخصيةِ الإماراتيةِ، عبرَ الْعديدِ مِنَ السُّلوكياتِ الشَّخصيةِ والاجتماعيةِ والسِّياسيةِ للقادةِ والأفرادِ عَبرَ الزَّمنِ، بحيثُ اعتُبِرتْ دولةُ الإماراتِ واحةً للتَّسامحِ والتَّعايُشِ في المنطقةِ والعالمِ، وضَرَبتْ أُنموذجاً رائعاً في التَّرابُطِ والتَّآلفِ بينَ مُختَلَفِ مُكوناتِ المجتمعِ على اختلافِ أفكارِهم وتوجُّهاتهِم، وهوَ ما أكَّدتهُ العاداتُ والتَّقاليدُ المُتوارَثةُ التي جعلت مِنْ دولةِ الإماراتِ بَوتقةً تَنصهِرُ فيها أكثرُ مِنْ 10 دياناتٍ ولأكثرِ من 200 جنسيةٍ مِنْ مُختلَفِ الأديانِ والطَّوائفِ مِنْ جميعِ أنحاءِ العالمِ، ويعملُ الجميعُ ويُسهمون في تحقيقِ تقدُّمٍ اجتماعيٍ واقتصادي، حيثُ يسعى قادةُ الدَّولةِ جاهدينَ لِجعلِ البلادِ منارةً للتَّسامُحِ والاعتدالِ والتَّعايُشِ بينَ جميعِ الأديانِ، لاسيما الإسلامُ والمسيحيةُ، بالشَّكلِ الذي يُؤكِّدُ قيمةَ التَّسامُحِ تاريخياً في الإماراتِ، باعتبارهِ مِنَ المُقوِّماتِ الأساسيةِ في الموروثِ المجتمعيِّ والشَّعبيِّ على هذهِ الأرضِ مُنذُ أزمنةٍ بعيدةٍ، وهوَ ما يظهرُ عبرَ تسليطِ الضَّوءِ على المسيحيةِ وحُريةِ العبادةِ في دولةِ الإماراتِ عبرَ التَّاريخ.
ومضى يقول ” لقد بذلَ المغفورُ لهُ الشَّيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّبَ اللهُ ثراهُ، جهوداً كبيرةً وملموسةً في ترسيخِ مبدأِ التَّسامحِ داخلَ المجتمعِ الإماراتيِّ، عبرَ الْعديدِ مِنْ أقوالِهِ وأفعالِهِ، حيثُ دأَبَ – رحِمهُ اللهُ – على مدِّ يدِ الْخيرِ والْعطاءِ والحُبِّ لِجميعِ شُعوبِ الأرضِ، فَكانَ – رَحِمهُ اللهُ – خيرَ مثالٍ للقادةِ الذينَ أكَّدوا قيمةَ التَّسامُحِ والتَّعايُشِ، ودورَها الكبيرِ في نهضةِ الإنسانِ في كلِّ مكانٍ، وهوَ نموذجٌ يشهدُ الجميعُ بِنجاحِهِ على أرضِ الإماراتِ، ويَعُدُّونَ التَّجرِبةَ الإماراتيةَ خيرَ مثالٍ للتَّسامُحِ والْحُبِّ وقبولِ الآخرِ في الْعصرِ الْحديثِ. “
وقال معاليه ان الشَّيخ زايد رحِمهُ الله إتخذ مِنَ الحُبِّ والْحنانِ والأُبُوّةِ منهَجاً لهُ في الحياةِ والحُكمِ، ومِنْ واجبِنَا الحفاظُ على هذا النَّهْجِ القيِّمِ وتوريثِهِ للأجيالِ القادِمةِ، وغَرسِ قيمِ ومفاهيمِ العراقةِ والأصالةِ وحُبُّ الْخيرِ والتَّسامُحِ في نُفوسِ الشَّبابِ مِنْ خِلالِ المُحافظةِ على جَذبِ الأبناءِ إلى مُناسباتِنا اليوميةِ ومَجالِسِنا التي تُشكِّلُ بيئةً خصبةً للتَّواصُلِ بينَ جيلِ الْيومِ وجيلِ الأَمسِ “فالمجالسُ مدارس”، الأمرُ الذي سيُسهِمُ في حثِّ الشَّبابِ على التمسُّكِ بقيمِ الأصالةِ والاعتزازِ بعاداتِهم وتقاليدِهم الأصيلةِ كجُزءٍ مِنْ هُويتِهِم الإماراتيةِ الْخالدةِ التي تَعكِسُ إرْثَ زايد الحضاريِّ والإنسانيِّ الفريدِ.
وذكر ان مؤسِسَ وبانيَ نهضةِ دولةِ الإماراتِ، المغفورُ لهُ، الشَّيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وخِصَالِهِ الْوطنيةِ والإنسانيةِ، التي كانتْ مُرادِفاً لِشَخصيتِهِ، وتَحمِلُ بيْنَ ثَنَاياها سِجِلاً حافِلاً بالعطاءِ والْخيرِ للوطنِ مِنْ دونِ مُقابِلٍ. كانَ نموذجاً في التَّسامُحِ والتَّضحيةِ في عصرٍ نَدرَ أمثالهُ، بَعدَ أنْ استفادَ مِنْ تجربةٍ ثريَّةٍ في حياةِ الصَّحراءِ أكسبَتْهُ الحِكمةَ والكَرَمَ والشَّهامَةَ، فكانتْ هذِهِ الصِّفاتُ رصيداً في شخصيةٍ وظَّفَها لِخدْمةِ قضايا وطنِهِ وشَعِبِهِ وأُمَّتِهِ العربيةِ والإسلاميةِ، فَسَكَنَ الْوِجدانَ والْخاطِرَ.