بالصور : سجالات و نقاشات و تكريمات و إبداعات و مطالبات في عرس الدقهلية الأدبى الـ 12
ننفرد بنشر التفاصيل الكاملة لفاعليات مؤتمر الدقهلية الأدبى الثانى عشر بجمصة بالصور
البريشى و خليل يثنيان على رئيسة جمصة و يطالبون بالهتمام بالمثقفين
خليل يفجر مفاجآت و يطالب بمقر الحزب الوطنى المنحل
عميرة يطالب بقصر ثقافة بجمصة و لطفى تطالبه بزيادة الفاعليات بالمدينة
العوضى يغرد خارج السرب و ينتقد غياب المحافظ عن المشاركة
د الغريب : الدقهلية موطن خلاق للإبداع و المبدعين
عميرة : بعض أندية الأدب رفضت استضافة المؤتمر لأغراض شخصية
نقاشات حادة تزيد المؤتمر حيوية بالجلسة البحثية الأولى
شلبى تغلبه دموعه عند تناوله لديوان صديقه الراحل
تغطية و متابعة : محمود عاطف ياسين
احتفل فرع ثقافة الدقهلية بعرسه السنوي حيث نظم مؤتمره الأدبى الثانى عشر يوم الخميس 3 مايو 2018 بفندق ضباط الشرطة بمدينة جمصة و ذلك بالتعاون مع مجلس مدينة جمصة وسط حضور مكثف من الأدباء و المثقفين و الإعلاميين و المهتمين بالشأن الثقافي من أبناء الدقهلية و محافظات إقليم شرق الدلتا الثقافي و قد شهد المؤتمر كلمات و نقاشات بحثية عن الثقافة و الأعمال الأدبية المتنوعة ، كما شهد تكريما لعدد من الرموز الأدبية و الصحفية و الثقافية و إبداعات شعرية من المشاركين …
ففي عرس ثقافى مهيب في أجواء من الصفاء بين الطبيعة الخلابة من رمال رائعة الجمال و مياه البحر الأبيض المتوسط و أمواجه الهادئة و كأنها ترحب بالضيوف و السماء الصافية البديعة و كأنها تقول للضيوف أهلا وسهلا بكم تحت ظلى و على أرضى الرملية الجميلة و على ضفاف مياهى و أمواجى الهادئة لتملأوا أجوائى بجميل إبداعاتكم … وسط هذا الترحاب من الطبيعة نظم ثقافة الدقهلية برئاسة أ . عاطف عميرة يوم الخنيس 3 مايو 2018 مؤتمر الدقهلية الأدبى الثانى عشر تحت عنوان ( ملامح من الواقع الإبداعى بالدقهلية ) و ذلك في قاعة فندق ضباط الشرطة بمدينة جمصة بالتعاون مع مع مجلس مدينة جمصة برئاسة المهندسة ” سحر لطفى ” ، و قد حملت هذه الدورة اسم الشاعر الكبير الراحل ” سيد حجاب “
بدأت فعاليات المؤتمر في حوالى الحادية عشر صباحا بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم عزف السلام الوطنى ، و بعده مباشرة بدأت الجلسة الافتتاحية و التي أدارتها بجدارة الأديبة ” د . سمية عودة ” مقررة التنظيم للمؤتمر حيث بدأت الجلسة بكلمة رئيس المؤتمر ” أ.د . على الغريب الشناوى ” أستاذ علوم العربية و الدراسات الأندلسية بجامعة المنصورة و الذى أكد في كلمته أن محافظة الدقهلية كانت و لا تزال موطنا خلاقا للإبداع و المبدعين بألوانهم المختلفة و أطيافهم المتميزة ، و أشاد بانعقاد المؤتمر في مدينة جمصة مضيفا أن نعقاده بها يمثل قفزة ثقافية في توزيع حق الثقافة لكل المواطنين في كل مكان بالمحافظة ، و طالب الغريب المسئولين في الحكومة على كل المستويات برعاية الإبداع بكل أنواعه حتى يمكن بناء أمة واعية قادرة على مواجهة التحديات الراهنة التي يأتي في مقدمتها الإرهاب الذى يأتي في مقدمة وسائل محاربته الكلمة بكل فنونها .
تلا ذلك كلمة الشاعر فتحى البريشى أمين عام المؤتمر تحدث فيها عما لاقاه هذا المؤتمر من صعاب و عقبات مادية حتى ينعقد ، و أثنى كثيرا على رئيسة مجلس مدينة جمصة لتحمسها الشديد و موافقتها الفورية على إقامة المؤتمر بالمدينة و دعمها و مشاركتها في التنظيم و شبه المؤتمر في دورته هذه بجنين في حالة ولادة متعسرة تدور به أمانته العامة بين مدن و قرى المحافظة دون أن يجد ” قابلة ” تساعده للخروج للحياة و دون أن يحصنه طبيب إلى أن انتشلته و احتضنته يد الحنان للفاضلة المهندسة سحر لطفى رئيسة المدينة ، و توجه البريشى في كلمته بعدد من الطلبات لمحافظ الدقهلية – و الذى غاب عن المشاركة – لدعم الأدباء و الثقافة بصفة عامة منها إنشاء قناة تليفزيونية خاصة بالمحافظة و إصدار جريدة رسمية يومية تهتم بشئون المحافظة أيضا و كذلك تخصيص مكان يكون مقرا رسميا ثابتا لاتحاد كتاب مصر فرع الدقهلية و دمياط مختتما كلمته برجاء ألا تكون هذه مجرد أحلام سعيدة !!.
أعقب ذلك كلمة الأديب أ . محمد خليل رئيس نادى الأدب المركزى الذى أثنى في كلمته هو أيضا على رئيسة مدينة جمصة لاستضافتها المؤتمر و حفاوة الاستقبال الذى قابلت به أعضاء المؤتمر و المشاركين فيه بعكس كثير من رؤساء المدن الأخرى مفجرا مفاجأة أن هناك أربع رؤساء مدن بالمحافظة رفضوا استضافة المؤتمر برغم وجود الإمكانيات و الأماكن المتاحة لديهم كما قدم الشكر للقائمين على فندق ضباط الشرطة لحسن تنظيم و تجهيز المكان و حفاوة الاستقبال ثم أردف حديثه حول مشكلات المثقفين و أنه للأسف لدينا لدينا مسئولون لا يؤمنون بالثقافة ، ثم عقب على طلبات أمين المؤتمر للمحافظ موضحا أنه من الصعب أن يكون هناك قناة تليفزيونية خاصة بالمحافظة خاصة في ظل وجود قناة الدلتا مفجرا مفاجأة أخرى بأن قناة الدلتا الموجودة حاليا كانت في البداية مقررا لها أن تقام في مدينة المنصورة تحديدا في المكان الذى تقع فيه حاليا مديرية أمن الدقهلية لولا تدخل صفوت الشريف – بما له و ما عليه – فجعلها في طنطا ، و ساق خليل مفاجأة سارة للمثقفين بأنه قد أخذ مؤخرا وعدا من المحافظ بإصدار جريدة رسمية للمحافظة قريبا ، و طالب خليل من جهة أخرى المحافظ بتخصيص مقر الحزب الوطنى المنحل المغلق على النيل أو جزءا منه ليكون مقرا ثابتا لا تحاد كتاب مصر فرع الدقهلية بدلا من أن يكون مرتعا للحشرات و الحيوانات و القوارض موضحا أن الرئاسة منحت الكتاب في القاهرة قصرا أثريا متمنيا أن يحذو المحافظ نفس الحذو .
ثم تحدث ” أ . ربيع حسانين ” ممثلا عن رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي في كلمة موجزة رحب فيها بالحضور و شكر القائمين على ثقافة الدقهلية و ثمن جهدهم المبذول لإقامة المؤتمر و شكر المسئولين بمدينة جمصة و فندق ضباط الشرطة على حسن الاستقبال و التنظيم متمنيا التوفيق للجميع .
ثم أخذ الكلمة ” أ. عاطف عميرة ” مدير عام ثقافة الدقهلية و الذى أكد في كلمته أن الدقهلية بالفعل مميزة ثقافيا عن باقى محافظات إقليم شرق الدلتا و أنها بها العديد من المثقفين و الأدباء المميزين المجتهدين النشطين ، ثم انتقد بشدة أندية الأدب بالمحافظة التي رفضت استضافة و تنظيم المؤتمر لأغراض و أهواء شخصية ، و أضاف أن الدقهلية كمحافظة زراعية لها امتدادات ريفية عميقة هذه الامتدادات لعمقها و بعدها قد تكون بؤرا جيدة و مؤهلة للإرهاب و الفساد ، لذا فمن الأولى أن تقام مثل هذه المؤتمرات في الأماكن التي تكون أقرب للمواطنين في تللك المناطق في أندية الأدب و مراكز الشباب و ليس في المدن حتى تكون سبيلا لمحاربة الإرهاب بالفكر و الثقافة لتكون جهودنا متناسقة مع جهود القوات المسلحة و الشرطة ، و طالب عميرة في آخر كلمته رئيسة مجلس مدينة جمصة بضرورة إقامة قصر ثقافة بالمدينة ليكون شعلة ثقافية منيرة و مكانا جاذبا خاصة و أن المدينة يرتادها المواطنون من مختلف الفئات و الأطياف و الأماكن .
ثم كان ختام الكلمات لشريكة التنظيم و صاحبة الاستضافة الكريمة ” مهندسة / سحر لطفى ” رئيس مجلس مدينة جمصة و التي بدأت كلمتها بالطلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الوطن من الجيش و الشرطة ، و اعتذرت نيابة عن المحافظ لعدم حضوره لانشغاله في أمور خاصة بالمحافظة ، و تابعت حديثها مؤكدة أهمية دور الثقافة و الأدب و المثقفين في المجتمع و أن لهم دور كبير في تشكيل الوعى المجتمعى ثم عددت المزايا الطبيعية الجمالية الخلابة التي تتميز بها المدينة من طيور مهاجرة نادرة متواجدة طوال العام و من مياه و شاطئ ممتد و صافى و غيره و تعقيبا على طلب مدير ثقافة الدقهلية بإنشاء قصر ثقافة بالمدينة مؤكدة أن هذا حلم و هدف من أهدافها الأولية و أبدت استياءها و تحسرها من عدم وجود مسرح أو حتى قاعة تسع لضم عدد من الأدباء و المفكرين لعقد لقاءات فكرية و أدبية بالمدينة مضيفة أن إنشاء بيت ثقافة بالمدينة هو بمثابة نقلة نوعية للمدينة و طالبت عميرة بتكرار الفعاليات الثقافية بالمدينة كما طالبته بتنظيم فعاليات ثقافية على الشاطئ بالتعاون بين مجلس المدينة و ثقافة الدقهلية .
و في نهاية الجلسة الافتتاحية كانت فقرة التكريم حيث قام المؤتمر بتكريم عدد من الأدباء الراحلين و الأحياء كان على رأسهم الأديب الكبير ” فؤاد حجازى ” ضيف شرف المؤتمر بالإضافة لعدد من الصحفيين و رئيسة مجلس مدينة جمصة و مدير العلاقات العامة بمجلس المدينة .
ثم بدأت الجلسة البحثية الأولى و التي أدارها ببراعة الأديب و الصحفى ” أ . طارق العوضى ” و الذى بدأها مغردا خارج السرب – على حد قوله – بانتقاده لمحافظ الدقهلية الحالي و كذلك سابقيه جميعا لتخلفهم الدائم عن حضور هذا المؤتمر في كل دوراته السابقة قائلا أن الثقافة يجب أن تنال الاهتمام من المسئول الأول بالمحافظة ثم بدأ المشاركون في الجلسة على المنصة بعرض الدراسات النقدية التي تتضمنها الجلسة و هي : ” نيسج الأصوات و الانفعالات و الرؤى في شعرية سيد حجاب ” و هي دراسة للأستاذ ” محمود الحلوانى ” و ألقاها نيابة عنه ” الشاعر على عبدالعزيز ” ، و الدراسة الثانية بعنوان ” أثر العنوان في إعادة إنتاج الدلالة ” للدكتور ” السيد نعيم ” و ألقاها نيابة عنه ” الأديب فرج مجاهد ” ، و الدراسة الثالثة التي تضمنتها الجلسة كانت بعنوان ” من على شاطئ النيل باقة ورد لأدباء جزيرة الورد ” للباحث ” د / محمود سلامة الهايشة ” ، و قد شارك الشاعر السيد عبدالصمد لجنة الأبحاث للمؤتمر على المنصة في هذه الجلسة .
ثم سمح أ. طارق العوضى بمداخلات من الحضور المشاركين في المؤتمر و كانت المداخلات جادة و حادة بعض الشئ و لعل أكثرها حدة مداخلة من أديب من فرع ثقافة كفر الشيخ حيث انتقد التنظيم ككل و انتقد المؤتمر و كثرة الترحيبات و كامات الشكر و انتقد حتى الدراسات النقدية و مستواها و غياب أصحابها مما استدعى أ . محمد خليل رئيس نادى الأدب المركزى للتعقيب على حديثه و التوضيح له العديد من الأمور التي لا يعلمها عن الظروف التي مر بها المؤتمر و ما واجهه حتى يكون واقعا حقيقيا اليوم ، و أعقبه رد و تعقيب من رئيس المؤتمر د / على الغريب تعقيبا على انتقاده للدراسات النقدية و عقب البعض على ما ورد في رد و تعقيب د / على و عارضه البعض في آرائه خاصة فيما يخص الشعر الشعبى و الأدب الشعبى ، و بالرغم من حدة بعض المشاركات و المداخلات من المشاركين بالقاعة إلا أنها أثرت الأجواء و منحتها حيوية و قوة .
و بعد فترة الاستراحة بدأت مباشرة الجلسة البحثية الثانية و التي أدارها القاص ” محمد صادق عبدالعال ” و شارك فيها أيضا على المنصة الشاعر السيد عبدالصمد و قد تضمنت الجلسة دراستان نقديتان هما ” قراءة نقدية في خمسة دواوين شعرية للأديب ” مجدى شليى ” تناول في دراسته دواوين ” رجفة الوحى الأخير ” للشاعرة فاطمة عبدالكريم ، و ” راهبة في محراب العشق ” للشاعرة شيرين عجيز ، و ” إليها في الخيال ” للشاعر علاء التليس ، و ” كيف أكون نبيا ” للشاعر حسن مأمون ، و ” مرسى العشاق ” للشاعر على نور الدين ، و قد استرسل شلبى في حديثه و عرض رؤاه النقدية إلا أنه عند تناوله لديوان الشاعر الراحل ” على نور الدين ” غلبته مشاعره و دموعه حيث أنه كان صديقه المقرب و قد رحل عنا مؤخرا و قد غلبته دموعه حتى جعلته عاجزا عن الحديث مما استدعى مدير الجلسة لتوضيح الأمر للحضور الذين قدروا و انبهروا بمشاعر الأديب الذى غلبته ثم استئنفت الجلسة تباعا ، و كانت الدراسة الثانية في الجلسة البحثية بعنوان ” العامية ليست إلا وجه آخر للفصحى ” للأديب ” وحيد راغب ” و الذى تناول في دراسته تشريحا للغة و أسلوب ثلاثة من شعراء العامية المعاصرين من أبناء الدقهلية و هم ” خالد مهنى ” ، و ” مجدى سالم ” ، و ” جمال السمطى ” ، ثم اختتمت الجلسة بعرض توصيات المؤتمر .
و كان ختام فاعليات العرس الأدبى الثقافي أمسية شعرية أدارها الكاتب الصحفى ” محمد شلبى أمين ” سكرتير تحرير الهلال شارك فيها الشعراء الحضور المشاركين بالمؤتمر و عدد من الحضور .
جدير بالذكرأن المؤتمر قد ترأسه د .علي الغريب وتولى الأمانة العامة للمؤتمر الشاعر فتحي البريشي ورأس لجنة الأبحاث الشاعر السيد عبدالصمد فيما تولى التنظيم الدكتورة سمية عودة، وتضم عضوية الأمانة كلا من محمد خليل رئيس نادي الادب المركزي بالدقهليه، عبدالباسط السرسي، منصور البغدادي، مني المنير، مني الضويني، فرج مجاهد، محمد مسلم، وعبدالعال عبدالرحيم.. و تم تحت إشراف ممدوح عبد الرازق مدير ادارة الشئون الثقافية بالفرع ، و قد تم تنظيمه تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، والدكتور احمد الشعراوى محافظ الدقهلية ، و الدكتور احمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وهشام فرحات مدير عام إقليم شرق الدلتا الثقافي.
من جهة أخرى فقد شارك في المؤتمر مجموعة من محبي وأصدقاء الشاعر الراحل ” سيد حجاب ” و الذى حملت الدورة اسمه و منهم الاستاذ طارق العوضي والاديب مجدي شلبي والشاعر علي عبد العزيز والشاعر مجدي سالم والصحفي محمد شلبي امين ، إضافة إلى أعضاء لجنة الشعر بالمجلس، والتي كان حجاب واحد من أعضائها، إضافة لكونه ضمن الأعضاء الدائمين بالمجلس الأعلى
و يذكر ان الشاعر “سيد حجاب ” ابن محافظه الدقهليه ولد في 23 سبتمبر عام 1940 بمدينة المطرية بالدقهلية. أتم دراسات حرة في المسرح. ويعتبر الشاعر حجاب من أهم الشعراء العرب فقد شغل وظيفة باحث بالإدارة النقابية بهيئة المسرح كما عمل رئيسًا للقسم الفني والأدبي بمجلة الشباب. وله العديد من المشاركات الفنية في الندوات والأمسيات الشعرية والأعمال التليفزيونية والسينمائية، وأشتهر أيضا بكتابة أشعار العديد من الفوازير لشريهان وغيرها فيما وافته المنية يوم 25 يناير 2017 الماضي، في مستشفى المعادي العسكري بعد معاناة طويلة مع المرض.