برنامج علمي وثقافي وفني حافل على مدى يومين “الشارقة للتراث” يفتتح الدورة 13 لملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية تحت شعار “النسيج والسجاد”
برنامج علمي وثقافي وفني حافل على مدى يومين
“الشارقة للتراث” يفتتح الدورة 13 لملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية تحت شعار “النسيج والسجاد”
كتب شريف الزهيري وعلي صبرى
شهد سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث صباح الأربعاء انطلاق فعاليات الدورة الثالثة عشر لملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية تحت شعار (النسيج والسجاد)، بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وبمشاركة 17 جهة عربية ودولية، ويشتمل الملتقى على برنامج علمي وثقافي وفني حافل على مدى يومي 18 و19 يناير الجاري.
وعلى عروض أنغام النسيج والسجاد التي شاركت فيها الفرقة المصرية، شارك في حضور مراسم افتتاح الملتقى سعادة عبدالقادر ميميدي سفير جمهورية شمال مقدونيا لدى الدولة، والسيد سالم علي المهيري رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، والسيد راشد خميس النقبي رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان، والسيد حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وخلود الهاجري، مدير مركز الحرف الإماراتية، المنسق العام للملتقى، وممثلي الجهات المشاركة، ونخبة من الباحثين والأكاديميين والحرفيين والحرفيات المشاركين في الملتقى، ولفيف من موظفي المعهد والمهتمين بالشأن التراثي وصناعة النسيج والسجاد.
ويحظى الملتقى برعاية استراتيجية من المدينة الجامعية بالشارقة، وشراكة إعلامية من هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
وصون الهوية باعتبارها الأساس للمنظومة الثقافية والحضارية الراسخة للمجتمعات والشعوب
وفي هذا الإطار، قال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث بمناسبة افتتاح الملتقى: يتبنى المعهد رؤية راسخة لتعزيز الوعي بالتراث بصوره المختلفة، وصون الهوية باعتبارها الأساس للمنظومة الثقافية والحضارية الراسخة للمجتمعات والشعوب، حيث تنسجم أهداف ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية مع جهود المعهد في الاحتفاء بمختلف الصناعات والفنون التي ارتبطت منذ القدم بالإنسان ومهاراته وتمثلت في حرف تقليدية وثقت تطور تاريخ الأمم عبر التاريخ”.
وأوضح بأن الملتقى منذ انطلاقته الأولى عام 2007 شهد مراحل متعددة من التطوير في بنيته وأهدافه ورؤيته الاستشرافية، متخذًا في كل دورة شعارًا مميزًا يتناغم مع كافة التحديثات والتطويرات الجوهرية التي تلامس عمق الحرفة التقليدية في الإمارات وتعبر عن أصالتها وأهميتها وحضورها في الحياة اليومية للسكان، ليغدو بمرور السنوات تقليدًا تراثيًا دوليًا، يسعى لاحتضان التراث الحرفي بكافة أبعاده، وينهض بقيمه ورموزه العتيقة، ويحتفي برواد وأعلامه.
وأعرب رئيس معهد الشارقة للتراث عن سعادته واعتزازه بمستوى المشاركات في دورة هذا العام، والتي تبلغ 17 مشاركة من دول عربية وعالمية، تمثلت في دولة الإمارات وباقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، والسودان، بالإضافة إلى مشاركة كل من أذربيجان، وإيطاليا، وإسبانيا، ورومانيا، وسان مارينو، وشمال مقدونيا.
استعراض مجموعة من التجارب المميزة المحلية والعربية والدولية
من جانبها، قالت خلود الهاجري، المنسق العام للملتقى:” سيكون جمهور الملتقى في دورة هذا العام على موعد مع موضوع جديد يرتبط بالموروث الحرفي ويتركز على صناعة النسيج والسجاد، وكيف تطورت منتجاتها وتشكيلاتها النسيجية المختلفة بروعة ألوانها وجماليات أنواعها، من خلال استعراض مجموعة من التجارب المميزة المحلية والعربية والدولية، حيث تم اعتماد برنامج فكري وثقافي وفني حافل بالعديد من الفعاليات والفقرات المتنوعة التي تنظم على فترتين صباحية ومسائية، وتشمل باقة من الندوات والمحاضرات للحديث عن عالم النسيج والسجاد والصناعات المرتبطة بهما وعدد من ورش العمل للتدريب على هذه الحرف، بالإضافة إلى إصدار مجموعة من الكتب التي ترصد مسيرة هذه الصناعة، إلى جانب المعرض العالمي المصاحب”.
فعاليات اليوم الأول “ورشة ثقافية حول صناعة النسيج والسجاد”
وضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للملتقى، تناولت الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور مني بونعامة مدير إدارة المحتوى والنشر بالمعهد، موضوع صناعة النسيج والسجاد، حيث تحدث الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث في ورقته حول الصناعات التقليدية.. السجاد والنسيج نموذجًا، فيما تطرقت ورقة الأستاذ الدكتور مسعود إدريس من دولة شمال مقدونيا صناعة المنسوجات البلقانية ولا سيما الأزياء التقليدية من ألبانيا والبوسنة وأثر هذه المنتجات في الارتقاء بمعيشة الأسرة هناك. ومن دولة المغرب الشقيقة استعرض الأستاذ محمد أبوفارس رئيس عمليات المكتبات في بيت الحكمة بالشارقة موضوع المنسوجات وأثرها في التراث الإنساني.. مجموعة لاتنهاوزن نموذجًا، واختتمت هذه الجلسة بورقة للدكتور عبدالعزيز حميد علي، أخصائي برامج المكتب الإقليمي للإيسيسكو بالشارقة، ركز فيها على وتاريخ تطور مسيرة النسيج والسجاد في العالم الإسلامي، وكيف استوعب المجتمع الإسلامي تطورات هذه الصناعة لتصبح علامة فارقة في اهتمامات الحرفيين المسلمين ومركز اهتمام الطبقات الراقية في المجتمع، علماً بأن أجندة البرنامج الثقافي تتضمن عقد ثلاث جلسات أخرى خلال يومي الملتقى.
معارض فنية وعروض حية
وفيما يتعلق بالمعارض الفنية المشاركة في الملتقى، تم افتتاح معرض الفنان السعودي عبدالله الفيصل الرشيد، ومعرض (الأصول.. رحلة إلى الوعي) للفنان النسيج والصباغ المكسيكي بورفيريو جوتيريز.
كما استمتع الحضور بالعروض الحية وورش العمل التي قدمها كل من جناح السجاد التركي وجناح السجاد الإيراني، وبما يعكس الطابع الخاص بصناعة كل دولة، إلى جانب عرض الأزياء التقليدية للدول المشاركة.
ورش فنية تفاعلية
وفي واحة النسيج والسجاد، عقدت مجموعة من الورش التدريبية والتفاعلية الموجهة للأطفال شملت ورشة (الحشرة القرمزية) للفنان بورفيريو غوتيريز، وورشة (السدو على الأوراق) للفنانة ريا تكاو، وورشة (سلة من الصوف) التي قدمها نادي تراث الإمارات، فيما عقدت إدارة الفعاليات بالمعهد ورشة (قبعة النسيج)، بالإضافة إلى ورشة (أسوار النسيج) المقدمة من مركز الحرف الإماراتية بالمعهد، علمًا بأنه سيستمر عقد هذه الورش وعدد من الورش الجديدة الأخرى على مدى يومي الملتقى وخلال فترتيه الصباحية والمسائية.
كما تضم أجندة المدرسة الدولية للحكاية التابعة للمعهد باقة من الورش الهادفة، حيث عقدت في صباح اليوم الأول ورشة (هيا بناء نحلق في عالم الحكايات.. السجادة السحرية)، وورشة (نسيج السدو.. فن وإبداع وابتكار) من تنفيذ الطالبة علياء المهيري بكلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة، كما قدمت الأستاذة ناعمة عبيد من نادي سجايا الشارقة ورشة بعنوان (النسيج.. تراث يتوارثه الأبناء عن الأجداد).