تأملات في الشخصية المصرية.. من نحن؟ على مائدة ملتقى الهناجر الثقافى

تأملات في الشخصية المصرية.. من نحن؟ على مائدة ملتقى الهناجر الثقافى

كتب / سامح الخطيب
ناهد عبدالحميد: الشخصية المصرية موضوع لا ينتهى الحديث عنه
وسيم السيسي: العرب أحفاد هاجر وإسماعيل وزوجته
أسامة الأزهري: ما زالت كلمة بناء راسخة في وجدان الناس
عقد قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، ملتقى الهناجر الثقافي الشهري تحت عنوان “تأملات في الشخصية المصرية.. من نحن”، مساء أمس الخميس، بقاعة الدكتورة هدى وصفي بمركز الهناجر للفنون، تحت إشراف الفنان شادي سرور، بحضور الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، والدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وأدارات اللقاء الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس ملتقى الهناجر الثقافي، وذلك مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.
بدأ الملتقى بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه رحبت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس ملتقى الهناجر للفنون المنصة والحضور الكريم، وبفرقة باهر للآلات الشعبية بقيادة الموسيقار محمد باهر.
قالت عبد الحميد، إن ندوة هذا الشهر تحمل عنوان “تأملات في الشخصية المصرية.. من نحن”، ذلك السؤال الذي يأتي بعنوان من نحن؟ ليطرح نفسه على الساحة الثقافية في الوقت الراهن، فهناك محاولة للإجابة على هذا السؤال الحائر الذي يأتي ويذهب في كل العصور.
وأضافت عبد الحميد، أن الشخصية المصرية من الموضوعات المهمة، التي لا ينتهي الحديث عنها، فهو موضوع متعدد الجوانب والرؤى وأكبر من أن يحتويه ملتقى ثقافي واحد او عدة ملتقيات، لأنه من الموضوعات التي اهتم وانشغل بها الكثيرون من الباحثين، والدارسين، والعلماء المصريين والأجانب.
وأوضحت عبد الحميد، أن الشخصية المصرية لها أبعاد كثيرة ومتعددة، سواء كان تاريخيا أو جغرافيا أو مكانيا أو زمانيا أو سياسيا أو ثقافيا وغيرها، فالشخصية سواء بحكم القدم في التاريخ أو يحكم روافدها التاريخيين والجغرافيين والأنثربولوجيا التي ساهمت في تكوينها أو بحكم ما ساهمت به الشخصية ذاتها.
أعرب الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، عن سعادته لتلبية دعوة الدكتورة ناهد عبدالحميد في حضور هذا اللقاء والإجابة أيضًا على سؤال “إحنا مين؟”، والشكر أيضًا للدكتور أسامة الأزهري، على مشاركته في هذا اللقاء، وعندما يحضر في ذهني اسم الدكتور أسامة والاستماع إلى أحاديثه أتذكر مقولة “فولتير” على رجال الدين قائلا: “إن رجل الدين الجاهل يُثير احتقارنا.. ورجل الدين المتعصب يُثير اشمئزازنا، أما رجل الدين المثقف الواعي فهو جدير بحبنا واحترامنا”؛ مشرا إلى مقولة “سقراط” اعرف نفسك بنفسك، حتى لا يختلط الفكر ولم نعرف من نحن، مضيفا أن أحد الفلاسفة أيضا يرى أن كل إنسان أربعة: الإنسان كما يري نفسه، كما يراه الناس، كما يراه أقرب الناس إليه، كما يراه الله سبحانه وتعالى.
وقال السيسي: من نحن من قطع التاريخ ومن هم المصريين ما قبل التاريخ؟ يجيب عن هذا السؤال بحث أعده ثلاثة علماء بعنوان “المصريين فينا جميعا” الذي استغرق 10 سنوات من العمل، ويهدف إلى أين اتجهت البشرية لآسيا وأوروبا، هل من الحبشة، أم مصر، وقد نشر هذا البحث في مجلة أمريكية بعنوان “أمريكان جورنال” بتاريخ 25 يونيه 2015، مؤكدا خلاله أن الجينات المصرية موجودة في الآسيويين والأوروبيين عبر 55 ألف سنة مضدت، فنحن منذ أيام العصر الحجري القديم ومنتشرين بسرعة كبيرة.
وأشار السيسي إلى بحث آخر للأمريكية “مارجريت كاندل” ردا على من نحن جينيا؟ أعدت خلاله دراسة على جينات اليهود، بأن يهود روسيا مثل الروس، وكذلك يهود أمريكا مثل الأمريكان وهكذا ، فالأوروبيون يعتنقون الديانة اليهودية، وكاد السامريون أن ينقرضوا منذ حوالي 30 أو 40 عامًا، حتى وصل عددهم إلى 300 فرد، فسمحوا بالزواج من المسلمات والمسيحيات حتى أرتفع عددهم إلى ما يقرب من 850 فرد، وقد يصلوا الآن إلى 1000 فرد، ويطلق عليهم بني إسرائيل، أما باقي العناصر المتواجدة في إسرائيل ليسوا من بني إسرائيل، ولكن هم أوروبيون أعتنقوا اليهودية وحضروا إلينا، وأطلقوا على أنفسهم أنهم من بني إسرائيل، وقد تناولت دراسة البحث عينات من مدن وقرى ونجوع مصر من المسلمين والمسيحيين، وكانت النتيجة أن 97.5% من جينات المصريين المسلمين والمسحيين واحده، أي شعب واحد فأعتنق المسيحيون المسيحية، وجاء المسلمون فأعتنقوا الإسلام أيضا، وتصبح الفئتان هما شعب واحد.
وأكد السيسي، مصر اُحتلت أكثر من 2500 عامًا من قبل الغزاة، وهذا دليلا أنها مطمعًا للعالم أجمع، وعلى الرغم من 2500 سنة احتلال إلا أنه كان تغيرًا فكريًا ولم يكن تغيرًا جنسيًا، فالجين المصري كما هو في سر قوته، وأن 87.6 % من جينات توت عنخ آمون موجودة داخل المصريين جميعًا، فأنتم أحفاد هؤلاء العظماء، وهذا ما أكده بحث اللواء الدكتور طارق طه أيضا ليؤكد هذه النسبة بنسبة 98.5% على الجين المصري في العام 2015.
وتسائل السيسي من نحن من ناحية الهوية؟، نحن عرب مصريين، لأننا نتحدث العربية، مشيرًا إلى المادة الثانية في الدستور التي تنص على أن مصر دولة إسلامية، لأن الدين أو العقيدة لا يُنسب إلى كيان، ولكن للإنسان، والكثير من الدول الإسلامية لا تستطيع أن يطلق عليها عرب، ولكن العرب الفعليين هم المصريين، إذن الهوية ليست باللغة، والدين، ولا بفترة احتلالية، وإنما الهوية تكمن في الأرض ذاتها، فالعرب هم أحفاد هاجر وإسماعيل وزوجته.
من ناحيته قال الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس للشؤون الدينية، إن كتاب “الشخصية المصرية” يحمل قصة وحكاية استغرقت عدة سنوات، بدأت رحلتي مع هذا الكتاب بجمع كل ما أستطيع الوصول إلية من كتابات ومؤلفات، التي كُتبت عن تحليل ودراسة شخصية الإنسان المصري، فهي قائمة طويلة وممتدة بدء بالمدونة الخالدة للعبقري الدكتور الراحل جمال حمدان “شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان”، وصولا إلى كتاب “التحولات في الشخصية المصرية” للدكتورة عزة عزت، وكتاب “تشريح الشخصية المصرية” للدكتور أحمد عكاشة، وكتاب “الأعمدة السبعة للشخصية المصرية” للدكتور ميلاد حنا، وكتاب “ماذا حدث للمصريين ف الخمسين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *