تائه عبر ردهات الزمن(2)
معالجة درامية وحوار/محمد ريحان.
العمق نيوز
وهكذا تمضى يوميات حاتم يجلس فى غرفته البحرية التى تطل على الشارع العمومى فى دمنهور -محاطا بأكوام من الكتب المكدسة فوق أرفف خشبية وتحت مكتبه ،وبجوار سريره يلتهمها إلتهاما ويقبل على قراءتها بشغف ووله غير عادى ،وكأنه يبحث عن شىء ،ويبدو أنه لا يجد إجابة.
وثمةتساؤلات تنطلق عبر دهاليز عقله ،وتسرى خلال تلافيف مخه تؤرق مضجعه ، وتوقظ نوبات السهر فى عينيه المجهدتين ،ولكن الإجابة عنها لا تزال غامضة حائرة فلا تجد مفرا من الغرق فى قاع الذاكرة.
((هل أنا مجنون …أم تائه …أم شخص رومانسى حالم بيوتوبيا لا توجد فى الواقع …إن مدينة أفلاطون الفاضلة لا يوجد لها أثر فى هذا الواقع البائس ….إنها مدينة تكونت أبنيتها فى الخيال ..وشيدت جدرانهامن أمنيات لم يستطع الواقع الكئيب تحقيقها ….إذن فالخيال هو الخل…..)) هكذا تساءل حاتم بينه وبين نفسه وكان الوقت فى ساعة متأخرة من ليلة باردة فى شهر يناير غاصت فيها الأحلام فى جوف الليل الممتد عبر نوافذ الزمن الموصدة أمام أحلام توشك ان تحتضر وآمال على أعتاب التلاشى ثم كان آذان الفجر فى مسجد التوبة القريب من منزل حاتم فأحس بشذرات من نور تسكب فى قلبه ضياءا ويقين فانجلى الليل وانجابت الظلمة ،وشعر بوهج من النور والراحة يسريان فى جسده …..
وساد صمت عميق.
(تحياتى محمد ريحان ..كاتب وسينارست)
اترك تعليقاً