تعقيبا علي كيف تصنع أمة بقلم : محمد فتحي شعبان

تعقيبا علي كيف تصنع أمة

بقلم : محمد فتحي شعبان

*القومية العربية هل تصنع أمة العرب، القومية المصرية القديمة هل تصنع أمة ، القومية التورانية هل تصنع أمة ، الأمازيغية هل تصنع أمة ، و..و…و إلي خلاف ذلك لم تصنع أي قومية من هذه القوميات أمة ، كانوا متفرقين يتناحرون ، لم يكن إلا العصبية القبلية والقتال ،نعم كان هناك دول ولكن لم يكن أمة متماسكة .
*القومية هذه الفكرة وليدة الاحتلال الغربي لدول الإسلام ، زرعها في نفوس المسلمين ليفرق بها شملهم و يشتت جمعهم ، فهؤلاء فراعين وهؤلاء كنعانيين وهؤلاء أمازيغ ، فتركوا منهجهم الواحد و مشربهم الواحد و نسوا قول النبي صلوات الله عليه وسلامه ( دعوها فإنها منتنة ) ونسوا أن القومية جاهلية ، أعود فأقول إن القارئ للتاريخ يري جيدا أن العرب وغير العرب كانوا متفرقين متناحرين فما جمعهم إلا الإسلام وصهرهم في بوتقته فصاروا أمة واحدة سادت العالم لقرون عديدة ، جمعهم الإسلام علي عقيدة واحدة وعلي منهج واحد فلما لم يستطع الغرب إنهاء وجودهم بالطرق العسكرية ابتدع طرق الغزو الفكري وكانت إحداها القومية ، فأثار تلك النعرات وأثار كل منهج قديم وأحيا كل ديانة ميتة ليفرق الناس ، فتجدهم في بحوثهم الأستشراقية يبحثون في مذاهب الفرق القديمة وفي الديانات القديمة ليعيدوا بعثها من جديد على،ويظهرونها علي أنها هي الإسلام ،يبحثون في القوميات القديمة للدول الإسلامية ثم يزينوها ويقدموها علي أنها الحل لمشاكل تلك الدول ، وقد كان ذلك جليا في الثورة العربية الكبري ١٩١٦ بقيادة الشريف الحسين بن علي و لورانس العرب ذلك العميل الإنجليزي ، و مصطفي اتاتورك و إحياء القومية التورانية في تركيا والإنقلاب علي الخلافة وتجدهم منذ زمن قريب يحاولون بعث الأمازيغية في الشمال الأفريقي.
* أمة متماسكة
إن أردت أمة متماسكة أمة قائدة فلا بد أولا من إرساء قواعد عقدية صحيحة لها ثم تكمل البناء بالشرائع والأخلاق لأنها أعمدة البناء فلا بد من التكامل ، فإن هناك بعض المحاولات التي قامت للإصلاح كانت تعتمد علي العقيدة فقط والبعض الآخر اعتمد علي الشرائع والبعض ابتعد عن كلتاهما فذهب إلي الزهد و التقشف وكلهم أخذ بجانب واحد وترك بقية الجوانب ونسوا أن الله قال ( ادخلوا في السلم كآفة ) فلا يؤخذ البعض ويترك البعض .
* وأخيرا إذا أردت بناء أمة فعليك بناء الفرد أولا فهو اللبنة الأولي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *