دعم التنازل عن حماية براءات إختراع لقاحات كورونا سيخفف من النقص الحاد فى اللقاحات

 

كتب /أيمن بحر

اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب الرئيس الأمريكى بايدن يؤيد إجراءات إسثنائية حيث أحدث تغيير مذهل فى سياسته أن الأوقات غير العادية تتطلب هذا الإجراء. وأيدته نحو مائة دولة بمنظمة الصحة العالمية. حيث التنازل عن براءات الإختراع سيمكن العديد من الدول الحصول على اللقاح وسيسرع من نهاية الجائحة فى العالم. لكن شركات الأدوية تعارض ذلك بزعم خفضه روح الإبتكار.

مؤشر السلام العالمى يرصد عنفاً متصاعداً فى عام الجائحة. فيما تراجعت الوفيات الناتجة عن أعمال إرهابية فى سنة الجائحة الا أن مستويات الإضطرابات المدنية إرتفعت فى 2020 لأسباب مرتبطة بكورونا. أفغانستان تصدرت قائمة أقل البلدان سلاماً” فى العالم تليها اليمن وسوريا والعراق.

إرتفعت مستويات الصراع فى جميع أنحاء العالم منذ تفشى جائحة كورونا، وفقاً لمؤشر السلام العالمى السنوى، الذى نشره معهد الإقتصاد والسلام يوم الخميس (17 حزيران/يونيو 2021). ويظهر التقرير، الذى يُقيّم الوضع فى عام 2020، أن الصراع إزداد فى جميع أنحاء العالم للمرة التاسعة فى غضون 12 عاماً.

وقال مؤسس المعهد ستيف كيليليا إن الجائحة هى السبب. وأضاف أنه على الرغم من إنخفاض المستويات الإجمالية للصراع والإرهاب فى عام 2020، الا أن عدم الإستقرار السياسى والمظاهرات العنيفة قد شهد تزايداً. وقال إن الأثر الإقتصادى للجائحة سيؤدى الى المزيد من عدم اليقين، لاسيما بالنسبة للبلدان التى كانت تكافح بالفعل قبل الجائحة. ورجح أن يكون التعافى متفاوتاً للغاية، مما قد يهدد بزيادة تعميق الإنقسامات. وبشكل عام، سجل مؤشر السلام العالمى أكثر من خمسة آلاف حادث عنف مرتبط بالجائحة بين كانون ثان/يناير 2020 ونيسان/أبريل من العام الجارى. وشهد 25 بلداً عدداً أكبر من المظاهرات العنيفة، فى حين تحسنت ثمانى دول فقط فى هذه الفئة.
وكان الوضع أسوأ فى بيلاروس وميانمار وروسيا، حيث فرضت السلطات قيوداً عنيفة على المتظاهرين. وزادت الإضطرابات المدنية بشكل حاد فى الولايات المتحدة خلال الفترة محل التقييم، ليس فقط بسبب الجائحة ولكن أيضاً جزئياً مع نمو حركة حياة السود مهمة وكذلك إقتحام مبنى الكابيتول الأمريكى فى واشنطن فى كانون ثان/يناير.

وعلى النقيض من ذلك، ينخفض معدل القتل والوفيات الناجمة عن الإرهاب والجريمة بصورة كبيرة فى أماكن عديدة فى جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن الحالة تختلف إختلافاً كبيراً من منطقة الى أخرى. ففى أفغانستان والبرازيل وجنوب أفريقيا والمكسيك، على سبيل المثال، مازال أكثر من نصف السكان يشيرون الى العنف بإعتباره أكبر خطر على سلامتهم فى الحياة اليومية.
وخلص التقرير الى أن أفغانستان هى أقل البلدان سلاماً فى العالم، تليها اليمن وسوريا وجنوب السودان والعراق. ومن ناحية أخرى، تصدرت أيسلندا مرة أخرى التصنيف بإعتبارها البلد الأكثر سلاماً، وإحتلت هذا الوضع منذ عام 2008. وكمنطقة، فإن أوروبا هى أيضاً الأكثر سلاماً، وفقا للمؤشر الذى أشار رغم ذلك الى أن عدم الإستقرار السياسى قد إزداد هناك أيضاً.

ويغطى مؤشر السلام العالمى 99,7 بالمائة من سكان العالم، كما يقول ناشرو المؤشر، ويُقيم الحالة بإستخدام 23 مؤشراً نوعياً وكمياً مجمعاً فى ثلاثة مجالات هى الصراع المستمر والأمن والعسكرة.

على صعيد منفصل إعتبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائى أن المانيا ودولاً أخرى تُبطئ المعركة العالمية ضد فيروس كورونا، من خلال منع التنازل عن براءات إختراع اللقاحات. وإعتبر رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائى أكيم شتاينر فى تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن حقوق الملكية الفكرية تشكل قيداً أمام تسريع توزيع وإنتاج اللقاحات. وطالب شتاينر بالتنازل عن براءات الإختراع كواحد من عدة تدابير لمعالجة عدم المساواة الصارخة فى توزيع اللقاحات. وطرح الرئيس الأمريكى جو بايدن مؤخراً فكرة التنازل عن براءات الإختراع. وإنضمت المانيا وبريطانيا مؤخراً الى قمة مجموعة السبع فى كورنوول لإعادة تأكيد معارضتهما لرفع تدابير الحماية بموجب براءات الإختراع للسماح بإنتاج اللقاحات بدون ترخيص فى البلدان النامية. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فى أيار/مايو إن ذلك ليس حلاً لتوفير اللقاحات لمزيد من الأشخاص. وقالت إن الإبداع والإبتكار مطلوبان من الشركات، وإن حماية براءات الإختراع شرط أساسى لذلك.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *