رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن الإستشهاد بشعر العرب في النحو عند اليزدي

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإستشهاد بشعر العرب في النحو عند اليزدي
بقلم \ المفكر العربى الدكتورخالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية
الرئيس الفخري للمركز الدولي الفرنسي للعلماء والمخترعين
الرئيس الشرفي للإتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية
قائمة تحيا مصر
كلام العرب يراد به كلام القبائل العربية الموثوق بفصاحتها وصفاء لغتها من منثور ومنظوم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي زمنه، وبعده إلى زمن فسدت الألسنة بدخول الأعاجم وكثرة المولَّدين، وفشوِّ اللحن[1].
وهو المصدر الشامل للاستشهاد، وأهم العناصر التي اعتمد عليها علماء اللغة بصفة رئيسة في بناء القواعد والاحتجاج لها، لدرجة أنَّ أبا علي الفارسي قال في تعريفه للنحو: “علمٌ بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب”[2].
وكلام العرب لم ينته إلينا بكليته، والذي جاءنا عن العرب قليل من كثير، وكثير من الكلام ذهب بذَهاب أهله؛ قال أبو عمرو بن العلاء: “ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علمٌ وشعرٌ كثيرٌ”[3].
قال ابن فارس: “وأحرِ بهذا القول أن يكون صحيحًا؛ لأنا نرى علماء اللغة يختلفون في كثير مما قالته العرب، فلا يكاد واحد منهم يُخَبِّر عن حقيقة ما خولف فيه، بل يسلك طريق الاحتمال والإمكان”[4].
1- الشعر:
“الشعر ديوان العرب، وبه حُفظت الأنساب، وعرفت المآثر، ومنه تعلمت اللغة، وهو حجة فيما أشكل من غريب كتاب الله – جل ثناؤه – وغريب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديث صحابته والتابعين”[5].
لذا أولاه علماء اللغة عناية فائقة، واهتموا به اهتمامًا كبيرًا؛، إذ يكاد يكون وحده العنصر الغالب في دراسات النحاة المتقدمين والمتأخرين من بين مصادر الاستشهاد[6]، حتى “تخصصت كلمة الشاهد فيما بعد، وأصبحت مقصورة على الشعر فقط؛ لذلك نجد كتب الشواهد لا تحتوي غير الشعر، ولا تهتم بما عداه”[7]، وقد نُقل عن ابن نباتة قوله: “من فضْل النظم أن الشواهد لا توجد إلا فيه، والحُجج لا تؤخذ إلا منه، أعني أنَّ العلماء والحكماء والفقهاء والنحويين واللغويين يقولون: قال الشاعر، وهذا كثير في الشعر، والشعر قد أتى به، فعلى هذا الشاعر هو صاحب الحُجَّة، والشعر هو الحجة”[8].
وهذا الاهتمام بالشعر كان قديمًا، روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنَّه قال: “إذا سألتموني عن غريب القرآن، فالتمسوه في الشعر؛ فإنَّ الشعر ديوان العرب”[9]، زيادة على ذلك فقد اهتم علماء الأدب واللغة بالشعراء وقسموهم على طبقات، وألفوا الكتب القيمة فيهم، منها: طبقات فحول الشعراء لابن سلام، والشعر والشعراء لابن قتيبة، ونحوهما؛ ليجمعوا لنا من الشعر الجاهلي والإسلامي ما يصح أن يكون مادة للتفسير والفقه واللغة والنحو والصرف وغيرها من علوم العربية[10].
لذلك قسم علماؤنا – رحمهم الله – الشعراء الذين يحتج بشعرهم ويُستشهد به في اللغة والنحو على أربع طبقات[11]:
الطبقة الأولى: الشعراء الجاهليون، وهم من عاش في الجاهلية ولم يدركوا الإسلام؛ كامرئ القيس، والأعشى.
الطبقة الثانية: المخضرمون، وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام؛ كلبيد، وحسَّان.
الطبقة الثالثة: المتقدمون، ويقال لهم: الإسلاميون، وهم الذين كانوا في صدر الإسلام؛ كجرير، والفرزدق.
الطبقة الرابعة: المولَّدون، ويقال لهم المُحْدَثون، وهم من جاؤوا بعدهم؛ كبشَّار بن برد، وأبي نواس.
فالطبقتان الأوليان يُستشهَد بشِعرهما إجماعًا، وأما الثالثة فالصحيح صحَّة الاستشهاد بكلامها، وإن كان أبو عمرو بن العلاء وعبدالله بن أبي إسحاق والحسن البصري وعبدالله بن شبرمة يُلحنون الفرزدق والكميت وذا الرمة وأضرابهم، وكانوا يعدُّونهم من المولدين؛ لأنَّهم كانوا في عصرهم، والمعاصَرةُ حجاب[12].
وأما الرابعة، فالصحيح أنه لا يستشهد بكلامها مطلقًا، وقيل: يستشهد بكلام مَن يُوثَق به منهم، واختاره الزمخشري[13]، وتبعه المحقق الرضي[14]، فقد استشهد كل منهما بشعر المولَّدين.
وعلماؤنا – رحمهم الله – لم تكن ثقتهم مطلقة بكل ما سُمِعَ أو رُوِيَ في الطبقة الواحدة، أي: لم يعاملوا الشعراء في المدة الموثقة معاملة واحدة؛ إذ صرح العلماء أنهم غير حُجة، فرفضوا شعرهم ولم يَسمحوا له بدخول مجال الدراسة، وكان منهم شعراء جاهليون وإسلاميون وأمويون[15]، ومن هؤلاء الشعراء:
1 – عدي بن زيد العبادي[16]:
قال ابن سلام: “كان يسكن الحيرة، ويُراكن الريف فَلانَ لسانه، وسهل منطقه، فحمل عليه شيء كثير”[17]، وقال ابن قتيبة: “وعلماؤنا لا يَرون شِعره حجة”[18].
2 – أبو دؤاد الإيادي[19]:
قال المرزباني: “عن الأصمعي قال: عدي بن زيد وأبو دؤاد الإيادي لا تَروي العرب أشعارهما؛ لأن ألفاظهما ليست بنجديَّة”[20].
وبعد هذا العرض، نأتي إلى اليزدي نتلمَّس أثر هذا الأصل، فقد عُني بالشواهد الشعرية واعتمد عليها في الاحتجاج وتقرير القواعد في أغلب المسائل التي تناولها في أثناء شرحه؛ إذ بلغت عدد شواهده “98” ثمانية وتسعين شاهدًا، ولم ينسب معظمها إلى قائليها، إلا عددًا قليلاً لا يتجاوز العشرين بيتًا.
ومن خلال هذا العدد أستطيع أن أقرر أن اليزدي قد جعل القرآن الكريم على رأس مصادر الاستشهاد عنده، وأنَّه اعتمد عليه أكثر من اعتماده على أيِّ مصدر آخر للمادة كالشعر والحديث والأمثال، وهذا طريق أغلب العلماء المتأخرين الذين عنوا عناية خاصة بنصوص القرآن[21].
وقد استشهد اليزدي بشعر الشعراء الذين يستشهد بشعرهم، وهم الجاهليون، والمخضرمون، والإسلاميون، فجاء استشهاده ممثِّلاً لشعراء الطبقات المعتمدة.
ولم يستشهد بشعر شعراء الطبقة الرابعة، وهم المولَّدون “المحدثون”، إلا أنه أورد في شرحه بيتًا واحدًا لأبي تمام، وهو من الشعراء الذين لا يُعتدُّ بشِعرهم، لكن هذا البيت الذي أورده لم يرد لغرض الاستشهاد الصرفي، بل ذكره عندما تحدث عن وزن “إنسان” فإنه “فِعْلانٌ” من الإنس عند البصريين، و”إفْعَان” من النسيان عند الكوفيين، وهم يستشهدون بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: “إنما سمي إنسانًا؛ لأنَّه عُهد إليه فنَسِيَ”[22]، وبقول أبي تمام[23]:
لا تَنسَيَنْ تِلكَ العُهودَ فَإِنَّما
سُمِّيتَ إِنسانًا لأَنَّكَ ناسي
يقول اليزدي: “أما حديث ابن عباس، فلا نسلِّم ثبوته، وأما قول أبي تمام فمن تخيلات الشعراء؛ إذ التخييل من ذاتيات الشعر، ولا يستلزم التحقيق”[24].
فاليزدي هنا يرفض الاستشهاد بالحديث؛ لأنه لم يثبت، وهذا كلام اعترض عليه[25]؛ لأنَّه قد ثبت وروي في كتب الحديث[26]، وكذلك يرفض الاستشهاد بشعر أبي تمام؛ لأنه يعدُّ قوله تخيُّلاً، وهذا الذي ادعاه اليزدي مرفوض؛ وذلك أن أبا تمام شاعر كغيره من الشعراء، والنحويون يستشهدون بكلام الشعراء كثيرًا على استنباط القواعد وتقعيدها في النحو والصرف، فلماذا يستشهد بها إذا كان التخييل من ذاتيات الشعر؟ واليزدي نفسه يستشهد على كثير من القواعد الصرفية بأقوال الشعراء، وإذا كان الشعراء يتخيلون فهل كان ابن عباس رضي الله عنهما يتخيل؟ وهل كان شاعرًا مثل الشعراء؟ ولو قال: إن أبا تمام من الشعراء الذين لا يُستشهد بشِعرهم، لكان قوله حسنًا.
وأكثر من استشهد بشعره باسمه هو الأعشى؛ إذ استشهد له بثلاثة شواهد[27]، ويليه: زهير بن أبي سلمى؛ إذ استشهد له بشاهدين[28]، ثم استشهد لكل من امرئ القيس[29]، وعنترة[30]، والنابغة[31]، وحاتم الطائي[32]، وعلقمة بن عبدة[33]، وقيس بن زهير العبسي[34]، وحسان بن ثابت[35]، والحطيئة[36]، وكعب بن مالك[37]، وبنت عبدالرحمن بن حسان أو عبدالرحمن[38]، والعجاج[39]، وأبي النجم[40]، وذي الرمة[41]، والفرزدق[42]، وأبي تمام[43]، بشاهد واحد.
ويلاحظ من استشهاد اليزدي في شرحه بالشواهد الشعرية أمور، منها:
1- لم يُعْنَ اليزدي بنسبة الشواهد التي ساقها سواء أكانت أشعارًا أم أرجازًا إلا قليلاً؛ فقد نسب منها عشرين شاهدًا إلى قائليها، وبقي ثمانية وسبعون من غير نسبة؛ لأنَّ بعضها مجهول القائل[44]، وبعضها الآخر تنسب إلى أكثر من شاعر[45]، يصل عددهم أحيانًا إلى الخمسة[46].
والملاحظ كذلك أنَّ هناك شواهد لا ينسبها لشخص معين، وإنما ينسبها إلى القبيلة، والأمثلة على ذلك قوله: “إنَّ طيِّئًا أقوام من العرب يَقلبون كل كسرة متقدمة على ياء مفتوحة فتحة البناء فتحةً، فيقلبون الياء ألفًا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها قياسًا؛ طلبًا للتخفيف وقصدًا له، وذلك مثل قولهم في: بَقِيَ يَبْقَى، بَقَى يَبْقَى، وفي مثل دُعِيَ: دُعَا؛ قال شاعرهم[47]:
نستوقدُ النَّبلَ بالحضيض ونص
طادُ نفوسًا بُنَتْ على الكَرَمِ
والمراد: بُنِيَتْ”[48]، ومثله كذلك قوله: “وأما هذيل، فتسوي بين العين الصحيحة والمعتلة، فتفتح، قال قائلهم[49]:
أخو بَيَضَاتٍ رَائِحٌ مُتَأوِّبُ
……………………..”[50]
2- يذكر في بعض الأحيان المناسبة التي قيل فيها البيت الذي يسوقه، والأمثلة على ذلك قوله: “ومن أبيات الكتاب قول حسان رضي الله عنه[51]:
سالَت هُذَيلٌ رَسولَ اللهِ فاحِشَةً
ضَلَّت هُذَيلٌ بِما قالَت وَلَم تُصِبِ
التمس هذيل النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيح لهم الزنا فمنعهم، فقال حسان هذا”[52].
وقال كذلك: “كقوله[53]:
أَلَم يأتيك وَالأَنباءُ تَنمي
بِما لاقَت لَبونُ بَني زِيادِ
أراد: ألم يأتك، والواو بمعنى الحال، والباء في “بما” زائدة، وقصته أن الربيع بن زياد غصب درعًا من قيس بن زهير، فأغار قيس على إبل الربيع وساقها إلى مكة وباعها”[54].
3- كان في بعض المواضع يذكر المعاني اللغوية التي ترد في البيت الشعري، ومن ذلك ما ورد في قوله: “كقوله[55]:
قَدْ كَادَ يَذْهَبُ بِالدُّنْيَا وَلَذَّتِهَا
مَوَالِيٌ كَكِبَاشِ العُوسِ سُحَّاحِ
والكباش: جمع الكبش، والعُوس: ضرب من الغنم، وسُحَّاح، بالضم والتشديد: جمع ساحٍّ، وهو السَّمين”[56]، ومثله قوله: “قال[57]:
غَدَاةَ طَفَتْ عَلْمَاءِ بَكْرُ بنُ وَائِلِ
وَعاجَتْ صُدُورُ الخيلِ شطرَ تَميمِ
طفا العود على الماء؛ أي: جرى، وطَفَتْ عَلْمَاءِ، يذكر في موضع المدح؛ لأن ما طفا فقد علا، وعاجت: مالت، والشطر: النحو”[58].
4- كان اليزدي يصرح في بعض الأحيان بشواهده من كتاب سيبويه؛ إذ صرح باستشهاده من كتاب سيبويه في ثمانية مواضع[59]، من ذلك قوله: “ومنه قول الكتاب[60]:
أسْتَغْفِرُ الله ذَنْبًا لستُ مُحْصِيَهُ
رَبَّ العِبادِ إليهِ الوَجْهُ والعَمَلُ”[61]
وصرح في موضع واحد بشاهد أنشده أبو زيد[62].
5- كان لا يقتصر على الشاهد الذي يسوقه ابن الحاجب، وإنما يأتي معه ببعض الأبيات من القصيدة نفسها، كقوله: “قوله[63]: ونحو[64]:
أُمَّهَتِي خِنْدِفُ والياسُ أبي
خِنْدِفُ هي امرأة إلياس بن مضر، واسمها ليلى، باهى الشاعر بالأبوين لكونهما مشهورين بالمجد، وأوله:
إِنِّي لَدى الحَرْبِ رَخِيُّ اللَّبَبِ
مُعْتَزِمُ الصَّوْلَةِ عَالِي النَّسَبِ[65].
وأحيانًا يكمل البيت الذي أورد ابن الحاجب أحد شطرَيه، ومثل ذلك قوله: “قول الشاعر[66]:
أَلا طَرَقَتْنَا مَيَّةُ ابْنَةُ مُنْذِرٍ
فَمَا أَرَّقَ النُّيَّامَ إِلا سَلامُهَا”[67]
وابن الحاجب في المتن[68] ذكر عجز البيت الشعري من دون صدره، وأكمله اليزدي كما ترى.
6- كان اليزدي لا يكرر الأبيات التي يستشهد بها في أثناء شرحه، إلا عجز بيت واحد[69]، وهو قول الشاعر[70]:
لا يُبْعِدُ اللهُ إِخْوَانًا تَرَكْتُهُمُ
لَمْ أَدْرِ بَعْدَ غَدَاةِ الأَمْسِ مَا صَنع
7- أنه كان في أغلب المواضع يذكر البيت كاملاً، سواء أكان منسوبًا إلى صاحبه أم غير منسوب[71].
8- يستشهد أحيانًا بشطر من البيت[72]، ومن ذلك قوله: “قال الشاعر[73]:
……………………………
إِنَّ لَيْتًا وَإِنَّ لَوًّا عَنَاءُ”[74]
9- كان أحيانًا يورد للمسألة الواحدة أكثر من شاهد؛ كما فعل حين استشهد لإثبات الألف في حالة الجزم، إذ قال: “فأما الألف فلا تثبت في الجزم إلا ما شذ من قوله[75]:
مَا أَنْسَ لا أَنْسَاهُ آخِرَ عِيشَتِي
مَا لاحَ بِالمَعْزَاء رِيعُ سَرَابِ
… وكقوله[76]:
إِذَا العَجُوزُ كَبِرَتْ فَطَلِّقِ
وَلا تَرَضَّاهَا وَلا تَمَلَّقِ”[77]
10- قد يَهِمُ في عزو الشعر؛ فقد عزا بيتًا لابنة عبدالرحمن بن حسان بن ثابت رضي الله عنهما، وهو لأبيها عبدالرحمن؛ إذ قال: (اعلم أن الشعر قالته ابنة عبدالرحمن، وقبل البيت:
فَأَمَّا ذِكْرُكَ الخُلَفَاءَ مِنْكُم
فَهُمْ مَنَعُوا وَرِيدَكَ مِنْ وِدَاجِي
وَلَولاهُمْ لَكُنْتَ كَعَظْمِ حُوتٍ
هَوَى فِي مُظْلِمِ الغَمَرَاتِ دَاجِي
وَكُنْتَ أَذَلَّ مِنْ وَتِدٍ بِقَاعٍ
يُشَجِّجُ رَأسَهُ بِالفِهْرِ وَاجِي
ومعناها أنها تهجو أباها بأن ذكَرَ مساوئ الخلفاء”[78].
وهذه الأبيات التي ذكرها اليزدي، نسبها المبرد في كتابه “الكامل”[79] لعبدالرحمن بن حسان بن ثابت لا لابنته، يهجو بها عبدالرحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أُمَيَّة، ونسبها كذلك البغدادي لعبدالرحمن بن حسان[80].
11- لم يهتم بالتنبيه على روايات الشاهد إلا في موضع واحد؛ كقوله عند كلامه على إدغام تاء الافتعال: “ومن الجائز الحسن ما يقع بعد الظاء، إما بقلب الأولى إلى الثانية، أو العكس، كـ”اظْطَلَمَ، واطَّلَمَ”، وروي الثلاث في قول زهير[81]:
هُوَ الجوادُ الذي يُعطيكَ نائِلَهُ
عَفوًا، وَيُظلَمُ أَحيانًا فَيَظْطَلِمُ”[82]
والروايات الثلاث هي[83]: فيظَّلم، وفيظطلم، وفيطَّلم.
والملاحظ في شرحه أن أكثر الأبيات الشعرية[84] التي استشهد بها مسبوق إليها من الشراح الذين سبقوه؛ كرضي الدين الإستراباذي[85]، والجاربردي[86].
________________________________________
[1] ينظر: الاقتراح (ص: 24).
[2] التكملة (ص: 181).
[3] الخصائص (1 / 386).
[4] الصاحبي في فقه اللغة (ص: 36).
[5] المصدر نفسه (ص: 212).
[6] ينظر: الرواية والاستشهاد (ص: 138).
[7] البحث اللغوي عند العرب (ص: 43).
[8] الإمتاع والمؤانسة (1 / 252).
[9] الإتقان في علوم القرآن (1 / 242).
[10] ينظر: الشاهد وأصول النحو في كتاب سيبويه (ص: 104، 158).
[11] ينظر: المزهر (2 / 489)، وخزانة الأدب للبغدادي (1 / 😎.
[12] ينظر: خزانة الأدب للبغدادي (1 / 6).
[13] ينظر: الكشاف (1 / 65).
[14] ينظر: شرح الكافية في النحو (1 / 203، 211).
[15] ينظر: الرواية والاستشهاد (ص: 167).
[16] عدي بن زيد شاعر جاهلي وكان نصرانيًّا، وكان أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى، وجعله ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول الجاهلية، تنظر ترجمته في: طبقات فحول الشعراء (1 / 137)، والشعر والشعراء (1 / 219).
[17] طبقات فحول الشعراء (1 / 140).
[18] الشعر والشعراء (1 / 220).
[19] اسمه جارية بن الحجاج بن حذاق، وهو شاعر جاهلي، وأحد نُعّات الخيل المجيدين، تنظر ترجمته في الأصمعيات (ص: 185)، والشعر والشعراء (1 / 231).
[20] الموشح (ص: 73)، وينظر: خزانة الأدب للبغدادي (9 / 591).
[21] من هؤلاء العلماء ابن هشام الأنصاري الذي وجَّه عناية خاصة لنصوص القرآن الكريم.
[22] هذا الحديث سبق ذِكره.
[23] البيت لأبي تمام في ديوانه بشرح التبريزي (2 / 245)، وينظر: رسالة الغفران (ص: 166)، والدر المصون (1 / 120)، وشرح شواهد الشافية (4 / 492).
[24] شرح الشافية لليزدي (1 / 610).
[25] ينظر: حاشية الغزي على شرح الجاربردي (ص: 211).
[26] جاء في الدر المنثور للسيوطي (5 / 603): (“وأخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الصغير وابن منده في التوحيد والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: “إنما سمي الإنسان؛ لأنه عهد إليه فنسي”.
[27] ينظر: شرح الشافية لليزدي (1 / 453، 524)، (2 / 918).
[28] ينظر: المصدر نفسه (1 / 547)، (2 / 1039).
[29] ينظر: المصدر نفسه (2 / 951).
[30] ينظر: المصدر نفسه (1 / 548).
[31] ينظر: المصدر نفسه (2 / 953).
[32] ينظر: المصدر نفسه (1 / 223).
[33] ينظر: شرح الشافية لليزدي (2 / 1041).
[34] ينظر: المصدر نفسه (2 / 919).
[35] ينظر: المصدر نفسه (2 / 768).
[36] ينظر: المصدر نفسه (1 / 402).
[37] ينظر: المصدر نفسه (1 / 171).
[38] ينظر: المصدر نفسه (2 / 769).
[39] ينظر: المصدر نفسه (1 / 588).
[40] ينظر: المصدر نفسه (1 / 588).
[41] ينظر: المصدر نفسه (2 / 795).
[42] ينظر: المصدر نفسه (1 / 284).
[43] ينظر: المصدر نفسه (1 / 610).
[44] ينظر: المصدر نفسه (1 / 200، 258، 274، 403، 418، 879، 932).
[45] ينظر: المصدر نفسه (1 / 258، 290، 372، 385، 474، 502، 510، 529).
[46] ينظر: المصدر نفسه (1 / 220)، 2 / 1049).
[47] وهو أحد بني بولان من طيِّئ، وهو في ديوان الحماسة لأبي تمام (ص: 54)، وشرح شواهد الشافية (4 / 48)، وعنقود الزواهر (ص: 337).
[48] شرح الشافية لليزدي (1 / 251).
[49] صدر بيت لشاعر من هذيل، وهو ليس في أشعارهم، وعجزه: “رفيقٌ بمسح المنكبين سَبُوحُ”، وينظر: المحتسب (1 / 58)، والدر المصون (8 / 399)، والهمع (1 / 89).
[50] شرح الشافية لليزدي (1 / 422).
[51] البيت لحسان بن ثابت، وهو في ديوانه (ص: 34)، وينظر: الكتاب (3 / 468)، وشرح الملوكي لابن يعيش (ص: 230)، والممتع (1 / 405).
[52] شرح الشافية لليزدي (2 / 768).
[53] البيت لقيس بن زهير العبسي، وهو في شرح أبيات سيبويه (1 / 340)، والدرر اللوامع (1 / 162)، وهو بلا نسبة في: الكتاب (3 / 316)، وشرح جمل الزجاجي لابن عصفور (2 / 351).
[54] شرح الشافية لليزدي (2 / 919).
[55] البيت في: فرحة الأديب (ص: 129)، وإسفار الفصيح (2 / 704)، وشرح الشافية للرضي (3 / 182).
[56] شرح الشافية لليزدي (2 / 917).
[57] البيت نسبه المبرد في الكامل (3 / 215) لقطري بن الفجاءة، وينظر: المفصل (ص: 342)، وشرح الشافية للرضي (1 / 557)، والكفاية في النحو (ص: 349).
[58] شرح الشافية لليزدي (2 / 1049 – 1050).
[59] ينظر: المصدر نفسه (1 / 259، 388، 403، 430، 588)، (2 / 768، 1041).
[60] ينظر: الكتاب (1 / 37) والبيت مجهول القائل.
[61] شرح الشافية لليزدي (1 / 200).
[62] ينظر: المصدر نفسه (2 / 795).
[63] الشافية في علم التصريف (ص: 58).
[64] الرجز لقصي بن كلاب، وهو في سر صناعة الإعراب (2 / 216)، والروض الأنف (1 / 7)، والهمع (1 / 23).
[65] شرح الشافية لليزدي (2 / 875).
[66] البيت لذي الرمة، وليس في ديوانه، والرواية في ديوانه هكذا:
أَلا خَلَّيَتْ مَيٌّ وَقَدْ نَامَ صُحْبَتِي فَمَا نَفَّرَ التَّهْوِيمَ إِلا iiسَلامُهَا
وهو في: المنصف (ص: 291)، وأوضح المسالك (ص: 322)، وشرح شواهد الشافية (ص: 4 / 382)، وشذا العرف في فن الصرف (ص: 197).
[67] شرح الشافية لليزدي (2 / 875).
[68] ينظر: الشافية في علم التصريف (ص: 72).
[69] ينظر: شرح الشافية لليزدي (1 / 547)، (2 / 772).
[70] البيت لتميم بن أبي مقبل في ديوانه (ص: 168)، وينظر: شرح أبيات سيبويه (2 / 383)، وبلا نسبة في الكتاب (2 / 301)، وسر صناعة الإعراب (2 / 177).
[71] ينظر: شرح الشافية لليزدي (1 / 135، 171، 200، 223، 251، 258، 274، 277، 283، وغيرها).
[72] ينظر: شرح الشافية لليزدي (1 / 283، 299، 422، 548).
[73] الشاهد عجز بيت، وصدره: “ليت شعري وأين منِّي ليت”، وهو لأبي زبيد الطائي في شعره (ص: 24)، وينظر: الكتاب (3 / 261)، ونكت الشنتمري (2 / 846).
[74] شرح الشافية لليزدي (1 / 396).
[75] البيت للحُصَين بن قعقاع التميمي، ينظر: أمالي ابن الشجري (1 / 129)، وشرح المفصل لابن يعيش (ص: 10 / 104)، وشرح شواهد الشافية (4 / 413).
[76] الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه (ص: 179)، وينظر: الخصائص (1 / 308)، والمفصل (ص: 330)، وشرح جمل الزجاجي لابن عصفور (2 / 351).
[77] شرح الشافية لليزدي (2 / 920).
[78] شرح الشافية لليزدي (2 / 772 – 773).
[79] ينظر: الكامل في اللغة (1 / 209)، (2 / 77).
[80] ينظر: شرح شواهد الشافية (4 / 343).
[81] البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه (ص: 115)، والرواية فيه كذا: فيظَّلِمُ، وينظر: الكتاب (4 / 468)، والمنصف (ص: 545)، وشرح الملوكي لابن يعيش (ص: 316، 319)، وشرح شواهد الشافية (4 / 493).
[82] شرح الشافية لليزدي (2 / 1039).
[83] جاء في المنصف (ص: 545)، “ويروى “فينظلم”: ينفعل”، وهو رواية رابعة.
[84] ينظر: شرح الشافية لليزدي (1 / 171، 251، 258، 259، 274، 284، 385، وغيرها).
[85] ينظر: شرح الشافية للرضي (1 / 37، 124، 139، 165، 177)، (2 / 88، 250، وغيرها).
[86] ينظر: شرح الشافية للجاربردي (ص: 30، 57، 58، 64، 118، 126، 134، 146، وغيرها).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *