رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن فقه المواطنة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن فقه المواطنة
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الشباب
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية بولاية فلوريدا الأمريكية
مما لا شك فيه أن الوطنيةُ ليست كلمةً تُكتب، أو شعارًا يُرفع، بل الوطنيةُ إيمانٌ وخُلق وسلوك، الوطنية شعورٌ ليس للتشدقِ، والتباهي، والتهجم على الآخرين، الوطنيةُ ليست نعرة ممجوجة، أو عصبية مرفوضة، أو عنصرية مزعومة، الوطنية أسمى وأعلى، الوطنية إحساسٌ لا يقبلُ المساومة.
إنَّ المواطنَ الحقَّ هو من يجعل الوطنيةَ واقعًا ملموسًا بتجسيدِه لحُبِّه للدِّين، وولائه للوطن، وطاعته لولي الأمر، ومشاركته الفاعلة في تنميةِ بلاده وتطويرها، لا أن يسعى إلى دمارِها، وتخريبِها؛ إمَّا بإرهابٍ حاصد، أو عصيان حاشد، أو إفساد حاقد.
وهذا لن يتأتَّى إلا لمن فهم هذه الأمور، ووعاها فهمًا سليمًا، ووعيًا صحيحًا؛ ليأتي العملُ عن عِلم، وتأتي الممارسةُ عن قناعة دون تَملُّقٍ، أو مصلحة، أو إضرار.
إنَّ المواطنةَ الحَقَّة تأتي من تحسس معنى الوطنية، فالوطنيةُ تعني: حُب الوطن، والعمل من أجلِ إعلائه، والمحافظة عليه.
والمواطنةُ تعني: الوحدة لا التشتت، والاجتماع لا الافتراق، والسعي من أجلِ التماسك دون اللغو في قضايا مجتمعية تُشتِّتُ الآراء، وتُضعف الصَّف، وتُكثر الجدلَ من غير جدوى.
المواطنُ الحقُّ هو الذي يحفظ جميلَ الوطن ومعروفه، فلا يصف أهلَ وطنِه بالتخلفِ والرجعية من أجل نُشدته للتغريب، وتضييع مبادئ المجتمع، وتمييع خصائصِه بنارِ الجموح وراءَ الحقوقِ الخائبة، ولا يتهمُ أحدًا من أبناءِ وطنه بنقصِ ولائهم لوطنِهم في وقتٍ يُنادى فيه بضرورةِ التماسك في الأزمات، لا الصدع لإيجادِ الصراعات.
إنَّ الحُب يعني: العطاء بدون توقف، ولقد أحبَّ النبيُّ – عليه الصلاة والسلام – مكَّة، وحزن عند خروجِه منها، وأحبَّ المدينةَ، ودعا لها كما دعا إبراهيم – عليه السلام – لمكة.
وإنَّ السلوكَ الحسن المحافظ على الوطن؛ لَيدلُّ دلالةً واضحة على المواطنةِ الحقة، فالمحافظةُ لا التخريب، والطاعةُ لا المعصية، والبناء لا الهدم، والاحترام لا السخرية؛ لأنَّ المواطنَ مُحترَمٌ مهما صغر أو كبر فهو مواطن في دارِه ووطنه، وهو الوطن الذي نُحبه، ولن نساومَ على حبه، والمواطنُ الحقُّ هو الذي يسعى لإعلاءِ شأنه؛ مواطنٌ في الدَّاخلِ يَجْهَد من أجلِ التقدم، ودارسٌ في الخارجِ يَلْغَب من أجلِ رسم لوحةٍ جميلة بديعة للوطن بدينه ولغته، وحضارته وتراثه، وأصالته وتقدُّمه وتطوره.
فلنرمِ كلَّ خلافاتِنا وراء ظهورنا، ولنتنفسْ هواءَ الوطن، ولننظر لأنفسِنا نظرةَ عِزٍّ وشموخ؛ لأننا في وطنٍ هو منطلق نور الإسلام، وهو الوطنُ الذي يوقِّر العلماء، ويُقدِّر الرِّجال، ويدعم الشباب، ويصون النساء، ويرعى الأطفال، ويواسي جراحَ مَن لهم حقُّ الجوار، وهو الصَّلْدُ الذي يُكسِّر قرونَ الفتن والأطماع.
فَحَيَّ على حُب وطننا، وليكن حُبُّنا أقوالاً صادقةً، وأفعالاً صالحةً.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *