رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يؤكد أن فصل الشتاء بستان الطائعين، وميدان العابدين
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن فصل الشتاء بستان الطائعين، وميدان العابدين
بقلم \ المفكرالعربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية
الرئيس الشرفي للإتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية
قائمة تحيا مصر
مما لاشك فيه أن الشتاء بستان الطائعين، وميدان العابدين، فيتميز بنهاره القصير، وليله الطويل؛ فهو فرصة حقيقية أمام المسلم للتقرب إلى الله تعالى بالصيام والقيام، وجميع أنواع العبادات، والمؤمن بحق يحرص على استثمار كل دقيقة من وقته، ويُوظف كل ذرة من عمره وأنفاسه في طاعة ربه، ولا يترك فرصة سانحة أمامه لتحصيل مثوبة من الله تعالى إلا يغتنمها، ولا يترك بابًا من الأبواب الموصلة إلى رضا الله ورضوانه إلا يلج من خلاله، والشتاء باب خير من الأبواب التي تُعِين المسلم على الحصول على مرضات ربه تبارك وتعالى؛ فالمسلم يقدر فيه على الطاعة بيُسر؛ الصيام والقيام؛ حيث يقل فيه الجوع والتعب؛ فالنهار قصير، والليل طويل.
ومن الأدلة وأقوال أهل العلم يتبين لنا فضل الشتاء، ونذكر منها ما يلي:
1- روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الشتاء ربيع المؤمن))، وأخرجه البيهقي وزاد فيه: ((طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه))، (وهذا الحديث قال عنه بعض علماء الحديث: حسن، ومنهم من ضعفه).
قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه: لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف: (إنما كان الشتاء ربيع المؤمن؛ لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه، كما ترتع البهائم في مرعى الربيع فتسمن وتصلح أجسادها، فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسَّر الله فيه من الطاعات؛ فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش؛ فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقة الصيام).
2- عن عامر بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصوم في الشتاء: الغنيمة الباردة))؛ (رواه أحمد والطبراني، وحسنه الألباني).
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه: لطائف المعارف: (وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: ألا أدلُّكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء).
قال الإمام الخطابي: الغنيمة الباردة؛ أي: السهلة، ولأن حرة العطش لا تنال الصائم فيه.
قال ابن رجب الحنبلي: معنى أنها غنيمة باردة: أنها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة؛ فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوًا صفوًا بغير كلفة.
3- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (الشتاء غنيمة العابدين)؛ (رواه أبو نعيم بإسناد صحيح).
4- قال الحسن البصري رحمه الله: (نعم زمان المؤمن الشتاء؛ ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه).
5- عن عبيد بن عمير الليثي رحمه الله أحد كبار التابعين: أنه كان إذا جاء الشتاء قال: (يا أهل القرآن، طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا).
6- قال ابن رجب الحنبلي: (قيام ليل الشتاء يعدِل صيام نهار الصيف)، (معنى يعدل: يساوي).
7- كان أبو هريرة رضي الله عنه يقسم ليله ثلاثة أقسام بين القيام، والنوم، وطلب العلم، وكان يقول: جزأت الليل ثلاثة أجزاء: ثلثًا أصلي، وثلثًا أنام، وثلثًا أذكر فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم).
8- بكى معاذ بن جبل رضي الله عنه عند الاحتضار، فقيل له: أتجزع من الموت وتبكي؟! فقال: ((ما لي لا أبكي، ومن أحق بذلك مني؟ والله ما أبكي جزعًا من الموت، ولا حرصًا على دنياكم، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء)؛ (معنى ظمأ الهواجر: الصوم في الحر).
وعن قتادة أن عامر بن قيس لما حضره الموت جعل يبكي، فقيل له: (ما يبكيك؟!)، قال: (ما أبكي جزعًا من الموت، ولا حرصًا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وعلى قيام الليل في الشتاء).
وبكى عامر بن عبدالله عند الموت، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: (هذا الموت غاية الساعين، وإنا لله وإنا إليه راجعون، والله ما أبكي جزعًا من الموت، ولكني أبكي على حر النهار وبرد الليل – يقصد الصيام والقيام – وإني أستعين اللهَ على مصرعي هذا بين يديه).
وبكى أحد السلف بكاءً شديدًا عند الموت، فقيل له في ذلك فقال: (ما أبكي إلا على أن يصوم الصائمون لله ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم، ويذكره الذاكرون ولست فيهم، فذلك الذي أبكاني).
9- قال التابعي الجليل معضد أبو زيد العجلي: (لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وطول ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله عز وجل – ما باليتُ أن أكون يعسوبًا)؛ (أي: ما عَبَأْتُ أن أكون شيئًا ولو يعسوبًا، واليعسوب: ذكَر النَّحْل).
وقول معضد رحمه الله ليس بغريب؛ لأن في العبادة لذة، من وجدها وجد كل شيء، ومن حُرِمها حُرِم الخير الكثير؛ قال عبدالله بن وهب: (كل ملذوذ إنما له لذة واحدة، إلا العبادة؛ فإن لها ثلاث لذاتٍ: إذا كنت فيها، وإذا تذكرتها، وإذا أعطيت ثوابها)، أسأل الله أن يرزقنا اللذة الأولى والثانية، وألا يحرمنا من اللذة الثالثة يوم نلقاه.