تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن إسم الله تعالى ( التواب )
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن لغة القراّن الكريم
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يوجه تحية إجلال وتقدير لذوي الإحتياجات الخاصة
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي وجه كلمة مساء اليوم الثلاثاء في الإحتفالية السنوية بعيد الطفولة بالإسكندرية
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ينعي اللواء أسامة القاضي محافظ إلمنيا الأسبق وعضو الإتحاد
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن دعم ورعاية أصحاب الهمم واجب وطني
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن اليوم العالمي لذوي الهمم
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن خطر الإشاعة على الفرد والمجتمع.
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يهنىء رئيس وزراء جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية بذكرى اليوم الوطني
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يهنىء الشعب اليمني بمناسبة ذكرى عيد الجلاء
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن روائع الإنسان فى حلاوة اللسان
بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية
الرئيس الشرفي للإتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية
قائمة تحيا مصر
مما لاشك فيه أنه باللسان يدرك الإنسانُ معاليَ الأمور، وبه قد يَخْسر الدنيا والآخرة، ومن أجمل روائع اللسان الفصاحةُ والبلاغة، فهُمَا من صفات العرب؛ حيث كانوا يتباهون ويتبارون بهما، وكانوا يهتمُّون بتنشئةِ أبنائهم على الفصاحة وسلامة اللغة، فيذهبون بهم إلى البادية من أجل ذلك.
وهي موهبة من الله بالدرجة الأولى، يهبُها لمن يشاء من عباده، ويحرمها مَن يشاء؛ فهذا موسى عليه السلام يطلب من الله أن يعينَه بهارون؛ لفصاحة لسانه: ﴿ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا ﴾ [القصص: 34]، فتسمع مَن رُزق هاتين الموهبتين كأنما يخرج من فمه الدُّرر، ما تدري مِن أين التقطه وجَمَعه.
كأنَّ كلامَ النَّاس جُمِّع حولَه فأطلق في إحسانه يتخيَّرُ
وللتدريب وكثرة المطالعة والاختلاط دورٌ كبير في تنمية هذه المهارة لدى مَن لديه الهمَّة والحماس لتعلُّمِها، رَزَقَني الله وإيَّاكم إياهما.
وفصاحة اللسان وبلاغة الكلام لهما نفعٌ عظيم، وأَثَرٌ بالغ في التأثير على مَن يستمع؛ قال الخليفة المقتدي بأمر الله: “الألسن الفصيحة أنفَعُ من الوجوه الصَّبيحة”.
وأفضل كلام سَمِعَتْه أذنا الإنسان هو كلام ربِّ العالمين، الذي كان سببًا في إسلام مَن يَعرفون فنَّ الخطاب وذوق بلاغة الكلام، وقد شهد له المشركون بذلك، فلم يمنع الكفرُ والكِبر عتبةَ بنَ ربيعة مِن صَدْعِه بشهادةِ الحق لكلام ربِّ العالمين حينما سمعه وهو يُتْلى عليه من النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فقال بعد كلام:
“والله ما هو بِسِحْر، والله ما هو بشِعر، وإنه ليعلو ولا يُعلى، إنَّ له لحلاوةً، وإنَّ أعلاه لمورق، وإنَّ أسفله لمُغْدِق”.
وشهد بذلك الجن: ﴿ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴾ [الجن: 1]؛ فبلاغة القرآن الكريم وجمال كلماته أثَّرت في نفوس السامعين لتلاوته من الجنِّ والإنس؛ حتى عَرَفوا وشهدوا أنه ليس من كلام البشر.
ومناقبٌ شَهِد العدوُّ بفضلها والفضلُ ما شهدت به الأعداءُ
وهو السبب الذي هُزِم مِن أجله وفدُ بني تميم هزيمةً ساحقةً في حوارهم مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: خطيبُهم أخطَبُ مِن خطيبنا، وشاعرهم أشعَرُ مِن شاعرنا؛ فأسلَموا، وهذا يدلُّ على قوةِ أَثَر الفصاحة والبلاغة على المستمع، وكما في الحديث ((إنَّ من البيان لسِحرًا)).
، قد يوفَّق الإنسان في الثناء على غيره بأدقِّ التفاصيل، ولكن قد يخيِّبه وصفُه غيرُ الصائب؛ لما يحمله مِن ألفاظٍ قد تكون سببًا في هلاكه ونهايته، كما أنَّ للبيئة التي تحيط بالشخص والمجتمع الذي يعيش فيه أثرًا فيما لديه من مخزون مِن أجمل العبارات أو أسوئها.
فهذا علي بن الجهم شاعرٌ فصيح بليغ دقيق الوصف، لكنَّ مشكلته البيئة الصحراوية التي عاش فيها، فليس في مخزون ذاكرته من الأوصاف إلا ما يسمعه ويراه في صحرائه القاحلة، فمهما تخيَّل أجمل ما يصف به في شعره فلن يجد إلا صورًا قليلةَ العدد؛ كالتيس والعنز والبعير والكلب وغيرها، هذه كل ما في بيئته التي يتخيَّلها أثناء شِعْره، فلمَّا وصل إلى المتوكِّل مع بعض الشعراء وأراد أن يمدحه بالوفاء والكرم وغيرها من الصفات الحميدة، ما وجد ما يشبِّهه به إلا ما قاله في قصيدته، والتي منها:
أنت كالكلب في حِفاظِكَ للوُدِّ
وكالتَّيسِ في قراعِ الخطوبِ
أنت كالدلوِ لا عدمناك دلوًا
مِن كبار الدِّلا كثير الذَّنوبِ
الذنوب: معناها كثير السيلان بسبب امتلائه.
فعندما قال هذه الأبيات لخليفة المؤمنين، أجمَعَ الحضور على ضربه، ولكن قال لهم المتوكِّل: اتركوه! لقد عرَف المتوكِّل قوةَ عليِّ بن الجهم الشعرية، ولكن قسوة الألفاظ تُسيطر عليه بحكم البيئة التي يعيشها؛ لذلك أصدر المتوكِّل أمرًا بأن يُمنح علي بن الجهم قصرًا فارهًا بين البساتين والسوق والخضرة والنضرة، وربما رأى الجواري الحسان وجالَسَ الشعراء وهم يتغنَّون بالنساء والجمال، فتأثَّر بذلك كلِّه، وتغيَّر ما لديه من مخزون الثقافة، وسعة مساحة الخيال، وبعد فترة طويلة، وقد تأقلم علي بن الجهم على ذلك المكان، تذكَّره المتوكِّل، فدعاه للحضور وجمع الناس، وقال لعلي بن الجهم: أَنْشِدنا شعرًا؛ فقال علي بن الجهم قصيدةً تعتبر مِن أروع ما قاله، حتى قال عنها الشعراء: لو لم يكن لديه إلا هي لكانت تكفيه أنْ يكون أشعر الناس؛ فقال عليُّ بن الجهم:
عيونُ المها بين الرصافة والجسرِ
جَلَبْن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أَعَدْنَ ليَ الشوقَ القديم ولم أكن
سَلَوْتُ ولكن زِدْنَ جمرًا على جمرِ
فلاحِظ المقارنة في العبارات بين زمن البادية وزمن الحاضرة، بين عبارة (أنت كالكلب)، وعبارة (عيون المها)؛ فالبيئة والمجتمع لا شك في تأثيرهما على لغة الفرد وسلوكه.
والأصل في مخاطبة الناس أن تكون بالقول الحسن، في أمور الدين والدنيا؛ قال تعالى: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83].
فما جعل الله للدعوة قَبولًا في قلوب الناس إلا بحسن الكلام وأَعْذَبه، وإلا لانفضَّ الناس من الدعوة إلى الله.