رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن لشهر شعبان منزلة عظيمة وفضل كبير

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن لشهر شعبان منزلة عظيمة وفضل كبير
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن لشهر شعبان منزلة عظيمة, وفضل كبير, ولذلك خصه الرسول صلى الله عليه وسلم بكثرة الصيام فيه, ومما لاشك فيه أن للصيام ثوابا كبيرا, وأجرا وافرا, فالصيام والقرآن يشفعان للإنسان يوم القيامة، يقول الصيام أى رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعنى فيه, ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعنى فيه فيشفعان،
الصيام عبادة عظيمة جليلة يظهر فيها الإخلاص، جعل الله أجره عليه ، فكيف يكون هذا الأجر؟
جاء في الحديث القدسي يقول الله عز وجل: ((كل عمل أبن آدم له إلا الصيام لي وأنا أجزي به))؛ وجعله النبي سبباً في تكفير الذنوب والخطايا فقال: ((فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفّرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) رواه الترمذي
وقال مرغباً فيه : ((في الجنة باب يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد))
ولأهمية الصيام, ولمنزلة شعبان كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شهر شعبان. قالت السيدة عائشة رضى الله عنه: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان, وما رأيته فى شهر أكثر منه صياما فى شعبان. وعن أسامة بن زيد رضى الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان, وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين, فأحب أن يرفع عملى وأنا صائم.
ويتضح من هذا الحديث ان حكمة تخصيص الرسول صلى الله عليه وسلم شهر شعبان بكثرة الصيام تتلخص فى أمرين: الأول: فهو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان, ولاشك أن العبادة فى أوقات الغفلة تكون أكثر ثوابا وتكون لها أهميتها ـ لدلالتها على الإخلاص وزيادة التقرب إلى الله تعالي, ولذا كان لصلاة الليل وهى فى وقت الغفلة ونوم الناس اكبر الأثر وعظيم الثواب فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون, وأما بالنسبة للأمر الثاني: فلأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك معربا أنه يحب أن يرفع عمله وهو صائم. وهكذا نرى أن لشهر شعبان منزلة كريمة وضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم, ووضح السبب فى كثرة صيامه فى هذا الشهر.
وشهر شعبان كالمقدمة لشهر رمضان شرع فيه ما يشرع في شهر رمضان على جهة الاستحباب من الصيام، وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي شهر رمضان المبارك وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن فيكون ذلك كالتمرين على صيام رمضان، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: “لم يكن النبي يصوم من شهر أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله” (متفق عليه).
وفي رواية: “كان يصوم شعبان إلا قليلاً” (متفق عليه). أي كان رسول الله يصوم في شعبان وفي غيره من الشهور، سوى رمضان، وكان صيامه في شعبان أكثر من صيامه فيما سواه.
والمراد بقول عائشة رضي الله عنها (يصوم شعبان كله) أي غالبه، تأكيد لإفادة الشمول، أي كان يصوم تارة من أوله وتارة من آخره وتارة من بينهما.
ووردت أحاديث أخرى تدل على استحباب كثرة صيام التطوع في شعبان وصح عن النبي أنه قال: “من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً” (متفق عليه)، (سبعين خريفاً، يعني: سبعين سنة).
وقال رسول الله r: “من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض” (أخرجه الترمذي).
و إن الصيام بما أنه طاعة للرحمن وعلامة على صحة الإيمان فإنه كذلك من أسباب الصحة للأبدان..كما قال عليه الصلاة والسلام: “صوموا تصحوا” (أخرجه ابن السني، وأبو نعيم).
وفى شهر شعبان تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة, ارضاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم, حيث كان الرسول عليه الصلاة
والسلام, يقلب وجهه فى السماء متمنيا أن يحول الله القبلة إلى الكعبة المشرفة, فكان يكتفى بأن يقلب وجهه فى السماء, ولكنه لم يتلفظ بشيء مخافة أن يكون ما يطلبه مخالفا لمراد الله تعالي, فأدبا وتواضعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتفى بأن يقلب وجهه دون طلب ، فأجاب الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم وحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة, وأنزل الله تعالى قوله: قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره.
ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران، ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ولهذه المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر..
ولذلك فإن السلف كان يجدّون في شعبان، و يتهيئون فيه لرمضان ..
-قال سلمة بن كهيل : كان يقال شهر شعبان شهر القراء.
-قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع .
-وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان، وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان ، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *