رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الصحابى الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الصحابى الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
بقلم \ المفكر العربى الدكتورخالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولي
هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، القرشي، التيمي.
كنيته:
يكنى بأبي محمد.
لقبه:
يعرف بطلحة الخير، وطلحة الفيّاض، وطلحة الجود، هكذا سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إسلامه:
أسلم طلحة قديماً بدعوة من أبي بكر، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، ومن الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وكان من المهاجرين.
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، إلا بدر؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله هو وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتحسسون عيراً لقريش راجعة من الشام، وضرب لهما بسهمهما وأجرهما من بدر.
أوصافه الخلقية:
كان طلحة رضي الله عنه أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعاً إلى القصر أقرب، رحب الصدر، بعيداً ما بين المنكبين، حسن الوجه، ضخم القدمين، إذا التفت التفت جميعاً، هذا ما وصفه به ابنه موسى بن طلحة.
ذكر شيء من فضائل طلحة:
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى طلحة فقال: “من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض؛ فلينظر إلى طلحة”.
قال علي بن أبي طالب: “طلحة أدهى الناس وأسخاهم”.
وروي أن علياً رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “طلحة والزبير جاراي في الجنة”.
وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “طلحة بن عبيد الله ممن قضى نحبه”. أخرجه الطيالسي في مسنده من حديث معاوية.
وروي أن أبا بكر الصديق كلما ذكر أحداً قال: “ذاك يوم كله لطلحة رضي الله عنه”.
لقد ضحى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يوم أحد بنفسه وأبلى بلاءً حسناً؛ فقد ذكر التاريخ أنه اتقى النبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده حتى شلت يده، وأصيب في أصبعه، وضرب ضربة في رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استقل على الصخرة؛ حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اليوم أوجب طلحة”. وفي رواية قال: “اليوم كله لطلحة رضي الله عنه”.
وروي عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: “بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد عصابة من أصحابه على الموت حين انهزم المسلمون؛ فصبروا، وبذلوا نفوسهم دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قُتل منهم من قُتل، فعد من جملة من بايع طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه”. وورد من طرق أنه أصيب ببضع وسبعين جراحة.
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه قال: “إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله فيهم: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر: 47]”.
وروي: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة ذي قرد على ماءٍ مالح يقال له بيسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هو نعمان، وهو طيب؛ فغير اسمه، فاشتراه طلحة ثم تصدق به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أنت إلا فياض”.
كان طلحة رضي الله عنه يعد من حكماء قريش، وكان كريماً سخياً.
ذكر شيء من جوده وسخاه وزهده في الدنيا رضي الله عنه:
روي: “أن طلحة جاءه مال من حضرموت سبع مئة ألف، فبات ليلته يتململ، فقالت له زوجته: مالك؟ قال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل يبيت وهذا المال في بيته؟ قالت: فأين أنت عن بعض أصدقائك، فإذا أصبحت؛ فادع بجفان وقصاع، فقسمه. فقال لها: رحمك الله، إنك موفقة بنت موفق. إنها أم كلثوم بنت الصديق، فلما أصبح؛ قسمها بين المهاجرين والأنصار، فلم يبق لبيته سوى صرة فيها نحو ألف درهم”. رواه الترمذي عن موسى بن طلحة.
وعن علي بن زيد قال: “جاء أعرابي إلى طلحة يسأله، فتقرب إليه برحم، فقال طلحة: إن هذا الرحم ما سألني بها أحد قبلك، إنّ لي أرضاً قد أعطاني بها عثمان ثلاث مئة ألف؛ فهي لك، وإن شئت بعتها لك على عثمان ودفعت لك ثمنها”.
وعن قبيصة بن جابر قال: “صحبت طلحة بن عبيد الله، فما رأيت رجلاً أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه”. أخرجه ابن سعد والطبراني في الكبير.
قتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يوم الجمل بسهم في ثغرة نحره، فمات، وفيما ذكر التاريخ أن الذي قتله مروان بن الحكم الأموي، وذلك سنة ست وثلاثين من الهجرة، ولما رآه علي رضي الله عنه مجندلاً في الأرض قال: “يعز علي أبا محمد أن أراك تحت نجوم السماء”.
فمسح التراب عن وجهه، وترحم عليه، كان قبره على شاطئ الكلاء بالعراق، وكان حول قبره طلول من ماء البحر، فرآه بعض أهله في المنام أتاه ليلة بعد ليلة وهو يقول: ألا تريحوني من هذا الماء؛ فإنه قد آذاني. فنبش قبره، ونقل إلى مكان آخر بعيداً عن الطلول والمياه. قيل: إنه لم يتغير منه شيء لما نبش غير الشق الذي يلي الأرض؛ فإنه قد اخضّر من الماء، وكان بين دفنه ونبشه بضع وثلاثون سنة.
وكان سنه يوم مات اثنتين وستين سنة رضي الله عنه، وكان له أولاد نجباء أفضلهم محمد السجاد؛ كان شاباً، خيراً، عابداً، قانتاً لله، قُتل يوم الجمل؛ فحزن عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال: “صرعه بره بأبيه”.