رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التسول اللاإرادى
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التسول اللاإرادى
بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أنه لا يمكنُ القولُ أنَّ كلَّ فعلٍ لا إراديٍّ من أفعالنا ينبعُ من اختلال عضويٍّ أو نفسيٍّ؛ فأعضاؤنا وجوارحنا أدواتٌ لعديدٍ من الأفعالِ اللا إراديَّةِ الصِّحِّيةِ والحيويَّةِ، بالإضافةِ لعديدٍ من الأفعالِ الإراديَّةِ. فأنتَ تتنفَّسُ بشكلٍ لا إراديٍّ، وهذا فعلٌ صحيٌّ طبعًا، بينما تكتبُ بشكلٍ إراديٍّ، وليستْ كلُّ كتابةٍ فعلاً صحيَّاً.
بمناسبةِ الحديثِ عن الكتابةِ كمثلٍ للشَّكلِ الإراديِّ للأفعالِ، أقولُ : نحنُ – حقيقةً – “لا نكتبُ إراديَّاً بشكلٍ مطلقٍ”، فأنتَ تلتقطُ أشياءَ جميلةً تزحفُ إليكَ أثناءَ الكتابةِ ما كانتْ تدورُ بخلدِكَ، وتضعُها على سطورِكَ، بينما تذهبُ عنكَ غيرها كنتَ تتعمَّدُ جمعَها، وتقولُ: كانتْ في بالي على شكلٍ ما ولكنَّها اختفتْ!، وهناكَ أشياءُ تجمعُها بطريقةٍ غير خبيرةٍ فتبدو معكَ أقلَّ جمالاً ممَّا كنتَ تراها حرَّةً على مسافةٍ منكَ، فتمسكُها على هُون.
بشكلٍ بريءٍ، يمكنُ الآنَ وضعُ توصيةٍ في ضوءِ ما تقدَّم : إذا أردتَّ ألاَّ تحسَّ عنتًا في التَّعبيرِ عن أفكارِكَ، وأن تجمعَ خواطركَ بلا تفريطٍ، بل وإذا أردتَّ أيضًا أن تطوِّرَ منهجَكَ التَّفكيريَّ، فيجبُ أن تحرِّرَ لغتَكَ؛ ولكي تحرِّرَ لغتَكَ فيجبُ أن تغوصَ في أعماقِها وتلتمسَ لآلئِها وتصبرُ على ذلكَ صبرًا جميلاً، حتى يمكنكَ التَّعبيرُ بشكلٍ حرٍّ عمَّا تريدُ قولَهُ باللُّغةِ العربيَّةِ، بحيث تكون لغتُكَ في بهاءِ تلكَ الأشياءِ الجميلةِ التي تزحفُ بالقربِ منكَ أثناء الكتابةِ؛ وكلَّما قوِيَتْ لغتُكَ وحسُنتْ كنتَ أكثرَ حرصًا وأكثرَ جمعًا للأفكارِ وأعلى قدرةً على التَّعبيرِ عنها.
هذا – طبعًا – بجانبِ النَّصيحةِ المعروفةِ: حرِّرْ لغتَكَ من غوايةِ العاميَّةِ وسطوةِ الإنجليزيَّةِ, وكاتبُ السُّطورِ لا يضع نفسه في موضعِ الأساتذةِ الفحولِ، فلا زال غرّاً تضيعُ منه أشياءُ جميلةٌ زاحفةٌ.
ولكن ما أريدُ قولَهُ بحيث يمثِّلُ لي ما يبدو جديدًا من القولِ في سبيلِ حمايةِ اللُّغةِ العربيَّةِ والثَّقافةِ والهُويَّةِ، هو أنَّه بجوارِ الانتباهِ إلى الدعاوَى المعروفةِ القائلةِ بسهولةِ العاميَّةِ كوسيلةٍ للتَّعبيرِ والفهمِ، والدعاوَى المشهورةِ القائلةِ بعجزِ اللُّغةِ العربيَّةِ عن استيعابِ العِلمِ الحديثِ من بابِ الاصطلاحِ ومن بابِ الشَّرحِ والتَّناولِ، يجبُ الانتباهُ أيضًا إلى نزعةٍ بلا دعوَى، نزعةٍ غير صحيَّةٍ وغير حيويَّةٍ تنبعُ من اختلالٍ نفسيٍّ في تعاملِ بعضٍ من أهلِ العربيَّةِ مع العربيَّةِ.
إنه “التَّسوُّلُ” باللُّغة؛ فاللُّغة العربيَّة، لغةُ القرآنِ الكريمِ اشتهرَ قطاعٌ ما من فصحائِها، بالقدرةِ الغريبةِ التي قد تصلُ إلى حدِّ إثارةِ الغثيانِ، في تطويعِ مهاراتهم اللُّغويَّة وقماشتِهم المعجميَّةِ العريضةِ في [أدب الاستجداء].
تجدُ لهذا ذيولاً في الحقيقةِ، في مشاهداتكَ الاجتماعيَّةِ، وذيولاً في الأدبِ الحديثِ، عن هذا المعمَّمِ الظَّريفِ كاتبِ عرائض الحيِّ، وكذا في المادَّةِ التَّلفازيَّةِ : صورةُ الرَّجلِ التَّقليديِّ الذي تلقَّى تعليمًا دينيَّاً ولُغويَّاً صِرْفًا، قد أتى إليه من أتوا يستنجدونَ به ليكتبَ لهم [عريضةً] إلى هذا المسؤولِ أو ذاكَ، من أجلِ إدخالِ الصَّرفِ الصِّحيِّ إلى البلدةِ، أو للطَّعْنِ في قرارٍ للبلديَّةِ لإزالةِ صفٍّ من البناياتِ المتهالكةِ، أو للحصولِ على قرارٍ لصرفِ معاشٍ شهريٍّ، أو أدنى من ذلكَ أو أكبر.
تجدُ صاحبَنا وقد انكبَّ على أوراقه يحبِّر خطابًا فيه من المديحِ ما لايقالُ عن الفاتحينَ، و ما لم يُكتَبْ في مُكتشِف (البنسلين)، ولا ما نظَّمَهُ شُعراءُ فرنسا (الشُّوفينيين) في نابليون بونابرت في عزِّ مجدِه.
أعتقدُ أن ما أردتُّ قولهُ يبدو مفهومًا الآن، و إن كان مخالفًا لقطعيَّة النَّصيحةِ التي قلتُها بشكلٍ بريءٍ عن تحريرِ رؤيةِ الإنسانِ العربيِّ و فِكرِه وإبداعه ولغة تعبيره من خلالِ تحسينِ القدرةِ اللُّغويَّةِ، لكي يلتقطَ أشياءَ جميلةً زاحفةً.
فهنا نجدُ – مُحرَجِين – أنَّ القدرةَ اللُّغويَّةَ المتميِّزةَ عند هذا النَّموذجِ الإنسانيِّ، عملتْ بشكلٍ يسترقُّ اللُّغةَ والفِكرَ ويستعبدُهما. كما أنَّها مكَّنتهُ من جمعِ أشياء هي بالفعلِ زاحفةٌ، زاحفةٌ جدَّاً، ولكنَّها ليستْ جميلةً. عملتِ القدرةُ اللُّغويَّة بشكلٍ يسترقُّ اللُّغةَ والفِكرَ ولا يحرِّرهما كما جاءَ في التَّوصيةِ، لذا فأنا أسحبُ التَّوصية؛ للتَّحسيناتِ؛ فعلى الإنسانِ أن يكونَ أكثرَ حذرًا و أكثرَ تحفُّظًا عندما يقدِّمُ نصيحةً، فهو مسؤولٌ عمَّا ينصحُ به؛ النَّصيحةُ فعلٌ إراديٌّ، والتَّنفُّسُ ليسَ كذلكَ.
ونعودُ لصاحبِنا المتفصِّحِ، الذي يعرضُ بضاعتَهُ اللُّغويَّةَ على جمهورِه البسيطِ الذي تحلَّقَ حَوله، ويقرأُ عليهم مستعرضًا ومفتخرًا بما دوَّنَ فيمن سمَّاه بـ (الوَجيه المُهاب) و (الفَحْل المُستجاب).
صاحبُنا اللُّغويُّ هذا، فتِّشْ فيه جيِّدًا، إنه “لا يرغبُ في التَّسوَّل”، و”لا يعنيه التَّسوُّل”، ولا يعنيه في المقامِ الأوَّلِ أن استجابَ الرجل أم لا ؛ إنَّما أعطاهُ “التَّسوَّلُ اللُّغويُّ” فُسحةً ومساحةً للتَّعبيرِ المتميِّزِ، وتفجيرِ إمكانيَّات اللُّغةِ بتراكيب يراها استثنائيِّةً!، فإنَّه يكتبُ بنشوةٍ، وهو أشبهُ ما يكون بمشجِّعِ الكرةِ المتميِّزِ صخّبًا وحُضورًا في المدرَّجات، الذي يقوم ويعطي ظهرَه للمباراةِ وينفعلُ مع الجمهور ويفرز ما شِيء له أن يفرز من (أدرينالين)؛ إنه أيضًا لا ينالُ شيئًا من لاعبي الفريقِ، و لا من إدارة النَّادي، وكذلكَ لا ينالُ حتى متعةَ المشاهدةِ، ولكنَّه يشجِّعُ بنشوة.
صاحبُنا مع كلِّ سطرٍ يزدادُ مبالغةً في التَّوسُّلِ ومبالغةً في المديحِ، بشكلٍ لا يمكنُه معهُ ضبطُ هذا التَّدفُّقِ المَرَضيِّ من (أدرينالين) اللُّغة، وهو مشغول تمامًا بالانطباع القويِّ الذي سيتركه خطابه فيمن سيقرأه.
ونحن بدورنا لا ندري هذا السِّرَّ الكامنَ في قلبِ الخطابِ التَّملُّقيِّ يجعلُ منهُ الأكثرَ جاذبيةً لاستعراضِ القدرةِ اللُّغويَّةِ، وأشدَّ تنويمًا وسحرًا لرجلٍ فصيحٍ، ظهرُه لموضوعِ الخطابِ، مثلما كان ظهرُ كبيرِ المشجِّعين للملعبِ، فصيح قد لا تتحقَّقُ له أيُّ فائدةٍ من التَّعبيرِ المتملِّقِ، غير لذَّةِ التَّعبيرِ المتملِّقِ، و هذا هو ما أعنيهُ حقَّاً بعنوانِ مقالتي : “التَّسوُّلُ اللا إراديُّ”، والكتابة الحرَّة – طبعًا – ليستْ كذلك.
والظَّاهرةُ اللُّغويَّةُ الثَّقافيَّةُ الفقيرة هذه، لا تُشارِكُنا فيها أيّ أمَّةٍ من أممِ الأرضِ قاطبةً، في العالمِ الأوَّلِ أو في العالمِ الثَّالثِ، فلن تجدَ هذا التَّوجُّهَ الثَّقافيَّ وهذه النَّزعةَ لجعلِ التَّذلُّلِ والنَّفاقِ ميدانًا لإثباتِ البراعةِ اللُّغويَّةِ، ولا هذا الإسرافَ في التَّوسُّلِ والتَّضرُّعِ باسم من يجأرونَ بالبكاءِ، ولاهذا التَّفخيمَ والتَّعظيمَ والتأليهَ لأشخاصٍ عابرينَ في أيَّامٍ عابرةٍ.. والبونُ شاسعٌ جِدَّاً بين عالمينِ مختلفينِ، بين انبطاحٍ تعبيريٍّ بزاويةٍ قد تصل إلى 90 درجةٍ، من أجلِ رفعِ حصَّةِ علفٍ لمزرعةِ دواجن أو دقيقٍ لمخبزٍ أو لتنحيةِ السِّكَّةِ الجديدةِ عن الزَّمامِ الزِّراعيِّ لقريةٍ ما، ممَّا لن تجدَ مثيلَهُ في نماذجِ الخطاباتِ في الدُّولِ المتقدِّمةِ لمن يطلبُ حتى (اللجوء السياسي)، هذا إذا كان هناك انبطاحٌ في طلباتِ اللُّجوءِ.
وهذهِ النَّزعةُ الغريبةُ المتعايشُ معها، تقبِّحُ الصُّورةَ الذِّهنيَّةَ للُّغة – وهي ليستْ كأيِّ لغة، حسبكَ أنَّها لغةُ القرآنِ – وتحطِّمُ كبريائَها، وتزهِّد الطُّلابَ والنَّابهينَ في التَّعمُّقِ في علومِها أو دراستِها دراسةً نظاميَّةً متخصِّصةً، وتعطي انطباعًا خاطئًا عمَّن نهلوا من علومِها وغاصوا في بحرِها بأنَّهم ضيِّقو الأفقِ مغيَّبونَ متكيِّفونَ مكبَّلونَ، ومنافقونَ ومحدودو الذَّكاءِ والغاياتِ، ويلبِّي مظنَّة السّوءِ في أنَّها لا تصلحُ للتَّعبيرِ الحميميِّ الصَّادقِ عمَّا يجيشُ بالنُّفوسِ مثلما تصلحُ العاميَّةُ، ولا تصلحُ للدَّرسِ العلميِّ الجادِّ الرَّصينِ البنَّاءِ التَّراكميِّ كما تصلحُ الانجليزيَّةُ.
إذن هذا الشَّيءُ الثَّقافيُّ الاجتماعيُّ الهلاميُّ المريضُ الذي غفلَ عنهُ المهتمُّونَ باللُّغةِ وبالدِّفاعِ عنها، وركَّزوا انتباهَهم على تأثيرِ العاميَّةِ و الانجليزيَّةِ، هذا الشَّيءُ الهلاميُّ ساعدَ بشكلٍ واضحٍ في دعمِ التَّصوراتِ السَّلبيَّةِ عن اللُّغةِ العربيَّةِ الفصحى، ممَّا ساعدَ بشكلٍ أقلِّ وضوحًا في دعمِ العاميَّةِ والانجليزيَّةِ.
فإذا ما كان المعوَّقونَ لغويَّاً والمنبهرونَ بالغربِ ثقافيَّاً قد أهانوا لغتَنا الجميلةَ وظلموها بادِّعائهم غَلبةَ العاميَّةِ في مجاليِّ الفهمِ والتَّواصل وكذا الصِّدقِ الابداعيِّ، وبادِّعائهم غَلبةَ الانجليزيَّةِ في مجالِ التَّدريسِ العلميِّ وصناعةِ المصطلحِ، فإنَّ بعضًا من سليمي اللُّغةِ اللَّبقينَ المتفصِّحينَ قد أهانوا لغةَ الضَّادِ إهانةً كبرَى بادِّعائهم بشكلٍ عمليٍّ أنَّها بحرٌ في الاسترضاءِ والاستعطافِ والخنوعِ و التَّوسُّلِ والتَّسوُّلِ.
وإنَّ بعضًا من المبدعينَ والسِّينمائيينَ أسقطوا إضاءةً قويَّةً كانتْ أحيانًا ما تبدو مريبةً على هذا النَّموذجِ الإنسانيِّ ممَّا آذى صورةَ رجالِ اللُّغةِ أذًى عظيمًا، وبعضهم قدَّمَ في مواجهتِه النَّموذجَ المعاكسَ لكي يظهرَ الضِّدُّ حسنَ الضِّدِّ، في صورةِ الفتى العصريِّ الثَّائرِ الواعي الحاسمِ الذي يرفضُ خطابَ اللُّغويِّ المعمَّمِ و يجمِّعُ النَّاسَ ويثيرُهم لنقلِ رسالةٍ للمتنفِّذِ المسؤولِ جريئةً وواضحةً ومتذمِّرةً ومختصرةً، وبالعاميَّةِ، حتى يستنتج المشاهدُ السَّلبيُّ أنَّ العاميَّة أكرمُ وأعزُّ و أقوَمُ فيما الفصحى هي الأخسُّ والأذلُّ والأكثرُ ثرثرةً!.
وإنَّ هذه الظاهرةَ الغريبةَ لا تجدُها فقط عند هؤلاء الذين يشمِّرونَ أكمامَ عباءاتِهم وأثوابَهم من أجلِ هذا النَّوعِ من كتابةِ العرائضِ لأجلِ جيرانِهم في الحيِّ، ولا تجدُها فقط عند إخوانِهم في الدَّواوينَ والهيئاتِ والشَّرِكاتِ ممَّن يكتبونَ خطاباتِ التَّهنئةِ للمديرينَ الجددِ والقصائدَ في وكلاءِ الوزاراتِ الأكفاءِ الذين شرَّفوا الهيئةِ بأنوارِ الزِّيارةِ، بل إنَّك لتعرفُها بشكلٍ أشدّ خطرًا وأقوى تأثيرًا وأحسنَ موهبةً في تسوِّلٍ لا تحرِّكهُ اللَّذَّةُ: هذا “التَّسوُّلُ الإراديُّ” الاحترافيُّ في النتاجِ الشَّعريِّ الذي لازال يتَّصلُ من قبل عصر مَن قال – فبئس ما قال! – : (ماشئت لا ماشاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار)، وصولاً إلى أحدثِ فعاليَّاتِ الشِّعرِ الإعلاميَّةِ، حيث وفدَ معظمُ الشُّعراءِ وقد عرفوا أطلسِ الكتفِ ومن أين تؤكلُ.
ويقابلُكَ مأزقٌ مثل المأزقِ السينمائيِّ، أو تشتمُّ نفْسَ هذه الرَّائحةَ الكريهةَ، في تناقضٍ آخر لا ريبة فيه ولا يصنعُه سينمائيٌّ يساريٌّ : ففي هذا الذي يُسمُّونهُ الشِّعرُ الحديثُ بأنواعِه المختلفةِ، قد تجدُ الغرابةَ والتَّشتُّتَ والخبالَ، وأكثرَ، ولكن لن تجدَ هذا الشَّيءَ الهلاميَّ كريهَ الرَّائحةَ، بينما يؤذي أنفَكَ كثيرٌ منه في الشِّعرِ التَّقليديِّ.. ولا أستطيعُ أن أضعَ الفأسَ على كتفِ أحدٍ وأتَّهمهُ بأنَّه هو الذي فعلها، فالمشهدُ طبيعيٌّ، لشعراء غير طبيعيين!.
وبشكلٍ مخلصٍ – ومتحفِّظٍ في ذاتِ الوقتِ – أدعو للبحثِ عن الوسائلِ الصِّحيَّةِ لعلاجِ “التَّسوُّلِ اللاإراديِّ”، و بحملةٍ صارمةٍ مزوَّدةٍ بوسائل نقديَّةٍ و إعلاميَّةٍ جادَّةٍ لمكافحةِ النَّماذجِ الحديثةِ “للتَّسوُّلِ الاحترافيِّ”.
فسلامةُ لغةِ هؤلاء وأولئك وبُعْدُ تراكيبهم عن العجمةِ واللَّحنِ لا يجعلُنا في حِلٍّ من قلقِ الضَّميرِ على اللُّغةِ والثَّقافةِ، وسلامةُ لغةِ هؤلاء وأولئكَ وبُعْد تراكيبهم عن العجمةِ واللَّحنِ وصِحَّةُ بحورِهم وأوزانِهم لا تجعلُهم في حِلٍّ من المساءلةِ عن سمعةِ اللُّغةِ والفِكرِ.
آن لنا أن نتعاملَ مع التَّوسُّلِ لغير اللهِ، وطلبِ الحوائجِ بغيرِ عزَّةِ أنفُسٍ، المكتوبِ بلغةٍ عربيَّةٍ فصيحةٍ جزلةٍ على أساس أنَّه تشوُّهٌ لغويٌّ لا غير؛ استنادًا لأعظم كتابٍ بالعربيَّةِ الفصحى: القرآن الكريم!.