رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التوسل والوسيلة
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التوسل والوسيلة
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
لم يأت لفظ – الوسيلة – في القرآن الكريم إلا في آيتين آية المائدة[2] التي معنا، وآية أخرى في سورة الإسراء[3] هي قول الله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ… ﴾.
وآية المائدة صريحة الأمر بابتغاء الوسيلة إلى الله، وآية الإسراء تنعى على المشركين اتخاذهم الشركاء وسيلة إلى الله، وابتغاء الوسيلة إلى الله لا يليق بالأصنام البتة ﴿ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ﴾[4].
فما هي الوسيلة؟
جاء في – لسان العرب – الوسيلة: المنزلة عند الملك والدرجة والقربة، ووسل فلان إلى الله وسيلة: إذا عمل عملاً تقرب به إليه، والواسل كالراغب إلى الله.. قال الجوهري: الوسيلة ما يتقرب به إلى الغير، والجمع الوسل والوسائل، والتوسيل والتوسل واحد. اهـ.
وجاء في القاموس: الوسيلة والواسلة: المنزلة عند الملك والدرجة والقربة، ووسل إلى الله توسيلاً: عمل عملاً تقرب به إلى الله تعالى كتوسل، والواسل: الواجب والراغب إلى الله. اهـ.
والمفسرون لكتاب الله يقولون في الوسيلة:
قال الراغب الأصفهاني[5]: الوسيلة: التوصل إلى الشيء برغبة، وهي أخص من الوسيلة لتضمنها لمعنى الرغبة، قال تعالى:﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم والعبادة وتحري مكارم الشريعة وهي كالقربة والواسل الراغب إلى الله تعالى.
ويتفق قول الزمخشري[6] والنسفي[7]: في أن الوسيلة: هي كل ما يتوسل به أي يتقرب، من قرابة أو صنيعة أو غير ذلك، فاستعيرت لما يتوسل به إلى الله تعالى من فعل الطاعات وترك المعاصي.
والمستفاد من -تفسير القرطبي[8]- أن الوسيلة هي القربة: عن أبي وائل والحسن ومجاهد وقتادة وعطاء والسدي وابن زيد وعبدالله بن كثير، والوسيلة درجة في الجنة وهي التي جاء الحديث الصحيح بها في قوله عليه الصلاة والسلام: «فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة».
وجاء تفسير أبو السعود[9]… ﴿وَابْتَغُوا﴾ أي اطلبوا لأنفسكم ﴿إِلَيْهِ﴾ أي إلى ثوابه والزلفى منه ﴿الْوَسِيلَةَ﴾ هي فعلية بمعنى ما يتوسل به ويتقرب به إلى الله تعالى من فعل الطاعات وترك المعاصي من وسل إلى كذا أو تقرب إليه بشيء.. وقبل الجملة الأولى يعني ﴿اتَّقُوا اللَّهَ﴾ أمر بترك المعاصي، والثانية يعني ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ أمر بفعل الطاعات.
وقال السيوطي[10]: أخرج عبد بن حميد والغرباني وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، قال: القربة، وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة في قوله ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ قال: القربة، وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ قال: تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه.
ويقول البيضاوي[11]: في قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ أي ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي، من وسل على كذا: إذا تقرب إليه، وفي الحديث: الوسيلة منزلة في الجنة.
وجاء عن ابن كثير[12] ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ قال سفيان الثوري حدثنا أبي عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس: أي القربة، وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبدالله بن كثير والسدي وابن زيد وقال قتادة: أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه.. والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود، والوسيلة أيضاً: علم على أعلى منزلة في الجنة وهي منزلة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وداره في الجنة، وهي أقرب أمكنة الجنة إلى العرش وقد ثبت في صحيح البخاري من طريق محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال: رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:«من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة». وحديث آخر في صحيح مسلم من حديث كعب بن علقمة عن عبدالرحمن بن جبير عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإن من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة».
وفي تفسير ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ يقول: الفخر الرازي[13]: اعلم أن مجامع التكليف محصورة في نوعين لا ثالث لهما. أحدهما: ترك المنهيات وإليه الإشارة بقوله -اتقوا الله- وثانيهما: فعل المأمورات وإليه الإشارة بقوله -وابتغوا إليه الوسيلة- ولما كان ترك المنهيات مقدماً على فعل المأمورات بالذات لا جرم قدمه عليه في الذكر.
والرازي بذلك يرى أن التوسل كما يكون بفعل الطاعات يكون بترك المنهيات – أو كما يكون التوسل بالتحلية يكون بالتخلية.
وفي تفسير المنار يقول رشيد رضا[14] اتقاء الله هو اتقاء سخطه وعقابه، وسخطه وعقابه أثر لازم لمخالفة سننه في الأنفس والآفاق ومخالفة دينه وشرعه الذي يعرج بالأرواح إلى سماء الكمال. والوسيلة إليه هي ما يتوسل به إليه أي ما يرجى أن يتوصل به إلى مرضاته والقرب منه واستحقاق المثوبة في دار كرامته، ولا يعرف ذلك على الوجه الصحيح إلا بتعريفه تعالى، وقد تفضل علينا بهذا التعريف بوحيه إلى رسوله – صلى الله عليه وسلم.
وجاء في النهاية لابن الأثير[15]:(وسل) في حديث الأذان (اللهم آت محمداً الوسيلة) هي في الأصل: ما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به، وجمعها وسائل، يقال: وسل إليه وسيلة وتوسل، والمراد به في الحديث القرب من الله تعالى، وقيل: هي الشفاعة يوم القيامة، وقيل: منزلة في الجنة كما جاء في الحديث.
فهذه هي الوسيلة في اللسان العربي وفي الفهم الشرعي، ولم نجد من العلماء من قال بأقوال المتأخرين من الضالين: بأنها التقرب إلى الله بواسطة الأنبياء والأولياء والصالحين.
بل يقول شيخ الإسلام العز بن عبدالسلام في رسالته – الوساطة: ومن أثبت الأنبياء وسواهم من مشايخ العلم والدين وسائط بين الله وبين خلقه كالحجاب الذين بين الملك ورعيته بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله تعالى حوائج خلقه، وأن الله تعالى إنما يهدي عباده ويرزقهم وينصرهم بتوسطهم بمعنى أن الخلق يسألونهم وهم يسألون الله، كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملك حوائج الناس لقربهم منه، والناس يسألونهم أدباً منهم أن يباشروا سؤال الملك ولأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب.
فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وهؤلاء مشبهون لله، شبهوا الخالق بالمخلوق، وجعلوا لله أنداداً.
ويرد – الأمير الصنعاني[16] – ادعاء المتخذين الوسائط بأنهم لا يشركون بالله، وليس معنى الالتجاء إلى الأنبياء والأولياء يجعلونهم أنداداً لله إنما يتقربون إلى الله تعالى بأحب خلقه إليه، فيقول: هذا جهل بمعنى الشرك فإن تعظيمهم الأولياء، ونحرهم النحائر لهم -شرك- والله تعالى يقول ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ أي لا لغيره، ويقول تعالى:﴿ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾… فهذا الذي يفعلونه لأوليائهم هو عين ما فعله المشركون وصاروا به مشركين، ولا ينفعهم قولهم: نحن لا نشرك بالله شيئاً، لأن فعلهم أكذب قولهم. والقرآن الكريم قد طلب منا ابتغاء الوسيلة إلى الله علمنا كيف تكون الوسيلة إليه تعالى.
فيتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾[17]، وقال تعالى:﴿ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾[18]، وقال تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾[19]، وروى أبو داود، وابن ماجه، وأحمد، والترمذي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد فقال: «لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعا به أجاب».
ويتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴾[20]، وقال تعالى في قصة يونس عليه السلام:﴿ فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾[21]، وفي قوله تعالى:﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾[22]، إشارة إلى أن كل قربة تكون وسيلة، فقد قدمت العبادة على الاستعانة لأن العبادة وسيلة إلى الاستعانة وتقديم الوسائل سبب لتحصيل المقاصد، وما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – في قصة الثلاثة أصحاب الغار الذين دهمتهم الصخرة فنظروا أعمالهم الصالحة فتوسلوا بها إلى الله، ففرج عنهم، يشهد لتوسل الإنسان بعمله الصالح.
ويتوسل بدعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – كفاحا – وكذلك بدعاء الأولياء والصالحين، قال تعالى في شأن الرسول – صلى الله عليه وسلم -:﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً ﴾[23]، وقال تعالى:﴿ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ﴾[24]، ولما أجدبوا طلبوا منه – صلى الله عليه وسلم – وهو قائم على المنبر أن يدعو الله لهم، فرفع يديه ثم قال:«اللهم أغثنا. اللهم أغثنا» فسقوا. وجاء عمر إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يستأذنه في العمرة، فأذن له ثم قال:«ولا تنسنا يا أخي من صالح دعائك»[25]، وكان الأسود بن يزيد من صالح التابعين، فقدمه معاوية بن أبي سفيان لصلاة الاستسقاء وقال: اللهم إنا نستشفع إليك بخيارنا، يا يزيد ارفع يديك إلى الله.
فلا يجوز التوسل إلى الله بأهل القبور أياً كانت منزلتهم ولا دعاؤهم والالتجاء إليهم في أي شأن، فقد عد كثير من علماء الإسلام هذا من الأمور الشركية، لأنه دعاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.
والموحد من اجتمع قلبه ولسانه على الله مخلصاً له تعالى الألوهية، وكل من غلا في نبي أو ولي أو صالح فقد جعل فيه نوعاً من الألوهية وما أنزل الله الكتب وأرسل الرسل إلا ليُعبد وحده، ولا يدعى معه غيره، والمشركون الذين عبدوا الشمس والقمر والملائكة والجن والأصنام لم ينفعهم قولهم: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، فقد افتروا إثماً عظيماً وضلوا ضلالاً بعيداً.
ويحتج المارقون بالآية التي معنا ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ… ﴾ زاعمين أنه ليس هناك ما يمنع أن تكون وسيلتنا إلى الله من مات من أنبيائه وأوليائه، إذ أنهم أحياء في قبورهم كالشهداء بل أعلى منهم، ويمكنهم دعاء الله للمستغيث بهم، بل يمكنهم أن يعاونوه بأنفسهم كما تعاون الملائكة بن آدم.
ونرد زعمهم: بأن دعوة الأنبياء والأولياء والصالحين لا تسمى وسيلة، فقد أجمع المفسرون على أن الوسيلة في الآية هي التقرب إلى الله بفعل الطاعات وترك المنهيات، ولم ينقل عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولا عن أصحابه ولا التابعين دليل صحيح على التوسل بالأموات، ولم يعرف أن أحداً من الصحابة استغاث برسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد موته، ولا استنصر به، ولما استسقوا بعد موته توسلوا بالعباس بن عبدالمطلب، وقال عمر وهو يقدمه في صلاة الاستسقاء:(اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا). ولقد كان في قبول أصحاب رسول الله الشهداء في الأمصار عدد كثير، ولم نسمع عن أهل القرون الثلاثة الأولى أنهم قصدوها أو تمسحوا بها، أو دعوا عندها أو سألوا أصحابها جلب الفوائد وكشف الشدائد، ومحال أن يكون ذلك مشروعاً ويصرف عنه السلف، ثم يوفق إليه الخلف الذين يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون.
يحتجون بقول الله تعالى: ﴿ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾[26]، على أساس أن اليهود كانوا إذا قاتلهم المشركون يقولون (اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته في التوراة… فينصرون).
وردنا عليهم: أن الآية بتمامها تقول: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾، فلماذا لا يكون استفتاحهم بالكتاب الذي ينزل على النبي، وهو كلام الله، فهم يتوسلون به إليه؟ وعلى فرض أنهم يتوصلون بذات الرسول، فشرع من قبلنا ليس شرعاً لنا، وهل توسلهم كذلك مأخوذ من شرع إلهي أو هو من بدع أحبارهم ورهبانهم وضلالاتهم؟ ثم إن القصة التي جاءت في كتب السيرة[27]، أنه إذا كان بين المشركين واليهود شيء قالوا: إن نبياً مبعوث الآن، قد أظل زمانه نتبعه نقتلكم معه قتل عاد وإرم.
وعليه فاليهود يهددون المشركون باتباعهم للرسول وجهادهم معه وانتصارهم عليهم لأنه قد سبقت كلمة الله لعباده المرسلين، أنهم هم المنصورون.
ولذلك قالت الأوس والخزرج بعضهم لبعض لما عرض الرسول عليهم الإسلام، يا قوم: تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه.
يحتجون بقوله تعالى: ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾[28]، وبقوله تعالى: ﴿ وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ ﴾[29]، وما دام يجوز التوسل بالحي، فالأنبياء والأولياء أحياء في قبورهم، فيتوسل بهم.
نقول لهم: من الثابت القطعي أن الموت نهاية كل حي، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾[30]، ويقول:﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾[31]، ورسول الله قد مات، وتقول عائشة: مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين سحري ونحري، وخطب أبو بكر الناس يوم موت رسول الله فقال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلا قول الله تعالى:﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾[32]، وكما مات رسول الله مات الأنبياء من قبله، ومات الشهداء تحت لوائه ومن بعده في سبيل الله دفاعاً عن دينه، ولا يماري أحد في أنهم قد انتقلوا من عالمنا إلى عالم آخر يختلف عن هذا العالم الدنيوي في كل شيء، وتختلف حياتهم فيه عن حياتهم التي كانوا يحيونها قبل الموت والشهادة، وإكباراً لقدرهم نهى الله عن القول عنهم إنهم أموات فهم شهداء أحياء بثناء الله عليهم وثناء الملائكة عليهم، واستمرار أجرهم وثوابهم فلا ينقطع بموتهم كغيرهم من الأموات.
روى مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:«من قتل في سبيل الله أمن عذاب القبر وأجري عليه عمله الذي كان يعمل في الدنيا حتى يبعث».
وعن حقيقة حياتهم عند ربهم وصفتها.
روى مسلم عن مسروق قال: سألنا عبدالله عن هذه الآية ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169] قال: أما إنا قد سألنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك فقال: «أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح في الجنة حيث شئنا – ففعل بهم ذلك ثلاث مرات- فلما رأوا أن لا يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا».
وعليه فلا يتأتى قياس حياتهم الأخرى بحياتهم الدنيا، فيتوسل بهم بعد موتهم، ويطلب عونهم وغوثهم، ولقد قال عمر -رضي الله عنه- ثلاث وددت أني سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عنهم: – الجد والكلالة وأبواب من الربا – فيبدي عمر أسفه على ما فاته من سؤال رسول الله قبل وفاته، ولم يأتي القبر ليسأل الرسول، وهو يعلم أنه حي في قبره.
ومن الأدلة الحديثية التي يحتجون بها ما رواه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في دلائل النبوة، والطبراني في الأوسط والصغير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال الله: يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه، فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك».
قالوا: فقد توسل بنبينا أبوه آدم حتى قبل أن يوجد، وقالوا: وإلى هذا التوسل أشار الإمام مالك للخليفة المنصور، وذلك أنه لما حج المنصور وزار قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – سأل الإمام مالكاً وهو بالمسجد النبوي فقال لمالك: يا أبا عبدالله، استقبل القبلة فأدعو أم أستقبل رسول الله وأدعو؟ فقال له الإمام مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى؟
ونقول لهم عن سند هذا الحديث: قال الذهبي في الميزان: عبدالله بن مسلم أبو الحارث الفهري، روى عن إسماعيل ابن مسلمة بن قعنب عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم خبراً باطلاً فيه – يا آدم لولا محمد ما خلقتك – رواه البيهقي في دلائل النبوة، وقال الذهبي أيضاً في تعليقه على مستدرك الحاكم: إنه حديث موضوع.
وجاء في مجمع الزوائد – عن هذا لحديث: رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم.
أما الحكاية المنسوبة إلى الإمام مالك فقد قال ابن عبدالهادي الحنبلي في الصارم المنكي: وهذه الحكاية التي ذكرها القاضي عياض ورواها بإسناده عن مالك ليست بصحيحه عنه، وإسنادها ليس بجيد بل إسناد مظلم منقطع، وهو مشتمل على من يتهم بالكذب، وعلى من يجهل حاله.
أما تعليقهم مغفرة الله لآدم على توسله فينقضه قول الله تعالى: ﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾[33]، قال القرطبي عن هذه الكلمات، قال ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير والضحاك ومجاهد: هي قوله تعالى:﴿ قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[34]، وكذلك جاء في تفسير النسفي، وابن كثير والمنار.
احتجوا بما رواه الترمذي والنسائي والبيهقي والطبراني وابن ماجه والحاكم عن سهل بن حنيف: أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ادع الله أن يعافيني فقال: «إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت وهو خير» فقال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء «اللهم إني أسألك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إن قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم شفعه في» فلما دعا عاد وقد أبصر.
قالوا: وليس لمنكر التوسل أن يقول: إن هذا كان في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – لأن هذا الدعاء استعمله الصحابة والتابعون بعد وفاته – صلى الله عليه وسلم – في قضاء حوائجهم، فقد روى الطبراني والبيهقي: أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في زمن خلافته في حاجة فكان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فشكا ذلك لابن حنيف فقال: إيت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل ثم قل: اللهم إني أتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة – يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك لتقضى حاجتي- فانطلق الرجل فصنع ذلك، ثم أتى باب عثمان بن عفان، فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه، وقال له: اذكر حاجتك فذكر حاجته فقضاها ثم قال له: ما كان لك من حاجة فاذكرها ثم خرج من عنده، فلقى ابن حنيف فقال له: جزاك الله خيراً، ما كان ينظر لحاجتي حتى كلمته لي، فقال ابن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد أتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره… إلى آخر الحديث.
ونقول لهم: في سند هذا الحديث -أبو جعفر- فإن كان هو عيسى بن أبي عيسى ماهان أبو جعفر الرازي التميمي –كما ظنه الحافظ ابن حجر في التقريب، فالأكثرون على ضعفه، قال عنه أحمد النسائي: ليس بالقوي وقال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن المديني: ثقة كان يخلط، وقال مرة: يكتب حديثه إلا أنه يخطئ وقال الفلاس: سيئ الحفظ، وقال ابن حبان ينفرد بالمناكير، وقال أبو زرعة: كثيراً… وإن كان – أبا جعفر المدني- كما في سنن ابن ماجه- فهو مجهول، لأن الذهبي قال في الميزان في ترجمته: روى عنه يحيى بن أبي كثير وحده. والراوي عنه في الحديث المتنازع فيه هو شعبة لا يحيى بن أبي كثير[35] ولو تغاضينا عما قيل في سند الحديث، فليس هناك ما منع من التوسل بدعاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو حي، بل هو منة من الله ونعمة، وسعيد من حظي بدعاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وشرف بصحبته. أما أن يدعي الخصم استعمال الصحابة والتابعين لهذا الدعاء بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في القصة التي رواها الطبراني والبيهقي عن الرجل الذي كان يختلف إلى عثمان ويهمل شأنه، وما التفت إليه إلا بعد أن دعا بهذا الدعاء، فإننا ننكر ذلك، لأن القصة غير موثوقة السند، ففي سندها –روح بن صلاح قال عنه الذهبي في الميزان: روح بن صلاح يقال له ابن سبابة، ضعفه ابن عدي، والقصة تنافي ما عرف عن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان من السلف الصالح، وما اشتهر من مسلكهم في التوسل إلى الله.
يحتجون بما روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب، وكانت ربت النبي – صلى الله عليه وسلم – فدخل عليها وجلس عند رأسها وقال: «رحمك الله يا أمي» كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك طيباً وتعطيني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة” ثم أمر أن تغسل ثلاثاً، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور، سكبه رسول الله بيده، ثم خلع قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه، ثم دعا رسول الله أسلمة بن زيد، وأبا أيوب الأنصاري، وعمر بن الخطاب، وغلاماً أسود، يحفرون، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله بيده، وأخرج ترابة بيده، فلما فرغ دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاضطجع فيه، فقال: «الله الذي يحي ويميت وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها، ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين».
ونقول لهم: جاء الحديث في -مجمع الزوائد- باب مناقب فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه روح بن صلاح -و ثقه ابن حبان والحاكم- وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح وذكر الهيثمي في نفس الباب الحديث برواية أخرى عن ابن عباس وقال عنه: رواه الطبراني في الأوسط وفيه –سعدان بن الوليد- ولم أعرفه- وبقية رجاله ثقات.
ومع وهن سند الحديث، فإن غاية ما يتعلقون به فيه قوله، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي، مع أن هذا الحق صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، وهو نصرته لأنبيائه وإعلاؤه لشأنهم على عدوهم قال تعالى: ﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[36]، والتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته مشروع مرغوب.
وإن كان العلماء على منع سؤال الله بحق أحد، فعند الحنابلة في أصح القولين أنه مكروه كراهة تحريم، ونقل القدوري وغيره من الحنفية عن أبي يوسف أنه قال: قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله به، وذكر العلائي في شريح التنوير عن التتارخانية عن أبي حنيفة أنه قال: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله سبحانه به، وفي جميع متونهم أن قول الداعي المتوسل: بحق الأنبياء والأولياء وبحق البيت والمعشر الحرام مكروه كراهة تحريم وهي كالحرام في العقوبة بالنار عند محمد، وعللوا ذلك كلهم بقولهم: لأنه لا حق للمخلوق على الخالق[37].
جاء في الصحيح عن معاذ بن جبل قال: كنت ردف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا معاذ قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله ثلاث مرات. قال: «أتدري ما حق الله على العباد، وحق العباد على الله»؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذبهم إذا فعلوا ذلك، بل يثيبهم ويدخلهم الجنة».
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ووفقنا إلى توحيدك مخلصين لك الدين، واجعل وسيلتنا إليك صدق إيماننا – وكمال يقيننا، واتباع نبينا…
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً.
________________________________________
[1] هذا بحث منقول عن حولية كلية الدعوة التي تصدرها كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف – العدد الخامس 1409هـ/1989م.
[2] المائدة: 35.
[3] الإسراء: 57.
[4] الإسراء: 56.
[5] المفردات في غريب القرآن: الراغب الأصفهاني، ص523.
[6] تفسير الكشاف: جار الله محمود بن عمر الزمخشري، ج1، ص610.
[7] تفسير النسفي: عبدالله بن أحمد محمود النسفي، ج1، ص282.
[8] تفسير القرطبي: محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، ص2156.
[9] إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (تفسير أبو السعود)، ج1، ص371.
[10] الدر المنثور في التفسير بالمأثور: جلال الدين بن عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، ج2، ص280.
[11] تفسير البيضاوي، ج2، ص148.
[12] تفسير القرآن العظيم: الحافظ ابن كثير، المجلد الثالث، ص96.
[13] مفاتيح الغيب (التفسير الكبير): فخر الدين محمد الرازي، ج3، ص396.
[14] تفسير المنار: رشيد رضا، ج6، ص369.
[15] النهاية في غريب الحديث والأثر: ابن الأثير، ج5، ص185.
[16] رسالة تطهير الاعتقاد: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، ص14.
[17] الأعراف: 180.
[18] المؤمنون: 118.
[19] الأنبياء: 83 -84.
[20] آل عمران: 193.
[21] الصافات: 143- 144.
[22] الفاتحة: 5.
[23] النساء: 64.
[24] التوبة: 102.
[25] الحديث ضعيف وانظر ضعيف الجامع، 6278.
[26] البقرة: 89.
[27] السيرة النبوية، ابن كثير، ج2، ص176.
[28] آل عمران: 169.
[29] البقرة: 54.
[30] آل عمران: 185.
[31] الرحمن: 26.
[32] آل عمران: 144.
[33] البقرة: 37.
[34] الأعراف: 23.
[35] صيانة الإنسان: محمد بشير السهسواني الهندي، ص131 باختصار.
[36] الروم: 47.
[37] صيانة الإنسان: محمد بشير السهسواني الهندي، ص207.