رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن صناعة الإنبهار الإعلامى

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن صناعة الإنبهار الإعلامى
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي  عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
أكره بشدَّة تقديس الرِّجال، ولا أُحبُّ أن أكونَ تابعًا لأحد، فأنا أقود نفسي وأديرها، ألستُ أنا مَن سيقول يوم القيامة: نفسي نفسي؟!
إذًا لِمَ التبعيَّة السلبية التي تلغي العقل، وتُسَيِّر التفكير؟!
أنا أتَّبع مُحمدًا – صلى الله عليه وسلم – لا غيره، وأتَّبِع “قال الله، وقال الرسول”، ولا أميّع الدين لمصلحةٍ، ولا أستخدم القياس مع الفارق، ولا أجتهد في غير محل الاجتهاد، ولا أُحب البدَع، وأكره التجرُّؤ على الدين والعلماء الذين أحسبهم صفوة الصَّفوة، ومع هذا لا أختزل الدين فيهم، كل هذا وفي قلبي قولُ الرسول – عليه الصلاة السلام -: ((لا تطروني، كما أطرتِ النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله))؛ البخاري.
و”أطْرَى” في اللغة تعني: الثناء الكثير، والمبالغة في المدْح، إذًا فيا عجبًا ما لي أرى البعض يمدح بعض الوُجُوه الإعلامية وكأنها معصومة، وكأنها لا تنطق عن الهوى – والعياذ بالله؟! وما لي أرى بعضًا من أُمتي لا يجيدون إلا التبعيَّة البغيضة، والانبهار بتلك الوجوه الإعلامية، والإعجاب بها لأي سبب كان؟!
وحتى أكون أكثر تحديدًا، فأنا أتَحَدَّث عن بعض الوُجُوه الإعلامية، سواء أكانتْ هذه الوُجُوه شيخ دين، أو داعية، أو مدربًا، أو مستشارًا، أو مفَكِّرًا، أو خبيرًا، أو دكتورًا… إلى غير ذلك.
أنا هنا لا أُعَمِّم، ولا أُشكِّك فيهم، ولا في نزاهتهم، ولا في أخلاقهم، فلا يعلم السِّر إلا ربُّ العالَمين؛ ولكن لا يعجبني “البعض” منهم، مَن يستخدم التسويق بطريقةٍ محترفة لترْويج اسمه كعلامةٍ فكرية، ومن ثَم تجارية (Brand) لتخصُّص مُعين، وبعد ذلك ولَمَّا يشتدُّ عُودُه إعلاميًّا، يُسقط آراءه الخاصة عمْدًا على المفاهيم التي يَتَحَدَّث عنها لهدف ما أو لمصلحةٍ شخصيَّة، والتي قد لا تتفق بالضرورة مع صحيح الشرْع، أو حقائق الأمور!
الذي يحزنني هنا أنني أرى البعض يفْتتن بهذا الإنسان، لدرجة أنه يُصبح إِمَّعة له، فلا رأْي له ولا عَزْم، فهو يتابعه على رأْيِه، صحيحه وخطَئِه، ولا يثبت على شيءٍ، وهنا الطامَّة، ولا أودُّ ذكر بعض الأمثلة التي أثارتْ في قلبي الشجون، حتى لا ننشغلَ كعادتنا بالسؤال عنْ هذا وذاك، فهذا ليس بيتَ القصيد، فما أرمي إليه هو أنْ نعرف أننا نحن أصحاب قراراتنا، ونحن مَن يَتَحَمَّل مسؤولية تلك القرارات ونتائجها، وأن نقودَ ذواتنا مِن خِلال رؤية حياتيَّة تُسايِر عقيدتنا العظيمة، وأن نديرَ حياتنا بمنهجيَّة تُساير الأخلاق الكريمة، فنحن مسْؤُولون عنْ هذه النفْس أمام الله – سبحانه وتعالى – والله ربِّي هو المستعان والهادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *