رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن المادح والممدوح ماله وما عليه
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن المادح والممدوح ماله وما عليه
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
نتحدث فى مقالنا هذا عن المادح والممدوح ماله وما عليه
ما يجب على الممدوح فعله:
1) أن يتَّهم نفسه دائمًا بالتقصير، ويُذكِّرها بذنوبها، ويستصغِر عبادتَه وطاعته، ويهتمَّ بنظر الله إليه، وليس بمدح ونظر الناس إليه.
2) وعلى الممدوح كذلك أن يكون شديد الاحتراز عن آفَة الكِبر والعُجْب، وآفَةِ الفتور، ويتذكَّر أنه يعلم عن نفسه ما لا يعلمه المادح.
ويعلم كذلك أنَّ هذا المدح لا يرفع قَدْرَه عند الله عز وجل.
وكان علي بن أبي طالب إذا أثنى عليه أحد يقول: “اللهم اغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا ممَّا يظنون”.
ما يجب على المادح:
1) ألاَّ يمدح إلاَّ بما يعلمه في الممدوح:
وقد جاء في “كتاب الصمت” لابن أبي الدنيا: “أن عمر رضي الله عنه سمع رجلاً يثني على رجلٍ، فقال له: أسافرتَ معه؟ فقال: لا، قال: هل خالطتَه؟ قال: لا، قال: والله الذي لا إله إلا هو، ما تعرفه”.
ومن أمثال العرب في ذلك: “لا تهرِف[1] بما لا تعرِف”.
2) ألا يغالي في المدح:
قال أبو عبيد رحمه الله تحت عنوان “القصد في المدح، وما يؤمر به من ذلك”: ومن أمثلة العرب في ذلك: “مَن حفَّنا أو رفَّنا، فليقتصد”؛ أي: مَن مدحنا فلا يغلُوَنَّ في ذلك، ولكن ليتكلَّم بالحق، ومنه حديث مرفوع رواه أبو داود والترمذي، وفيه: أنَّ رجلاً جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت أفضل قريش قولاً، وأعظمها طولاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، قولوا بقولِكم، ولا يستجرينَّكم الشيطان)).
ورواه ابن أبي الدنيا من حديث مطرف بن عبدالله عن أبيه قال: قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من بني عامر، فقالوا: أنت والدنا، وأنت سيِّدنا، وأنت أفضلنا علينا فضلاً، وأنت أطولنا علينا طولاً، وأنت الجفنة الغرَّاء، وأنت…، وأنت، فقال: ((قولوا قولكم، ولا يَسْتَهْوِيَنَّكم الشيطان))؛ (صححه الألباني في سنن الترمذي).
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رجلاً أثنى عليه في وجهه، فقال له علي: “أنا دون ما تقول، وفَوق ما في نفسِك”، قال أبو عبيد: “معناه أنَّه يصفه بخلاف ما في قلبه”.
فإذا كان لا بدَّ للمادح أن يمدح إنسانًا، فعليه أن يمدحه بما يعرفه فيه، وألاَّ يغالي في مدحه، وليقل: “أحسبك كذا، أو أراك كذا، ولا أزكِّي على الله أحدًا”.
وقد مرَّ بنا الحديث الذي أخرجه البخاري، أنَّ الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن كان منكم مادحًا أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلانًا والله حسيبه، ولا أزكِّي على الله أحدًا، أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه)).
________________________________________
[1] الهرف: هو الإطناب في الثناء والمدح.
: