رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن الأمة الإسلامية بالمقارنة مع الأمم الأخرى في هذا العصر قد انهزمت في كثير من المجالات، وكثير من الدول الإسلامية كما ترى شتتها النزاعات والحروب، ودمرتها الأزمات والكروب، ولا يمكن للأمة أن تواجه كل هذا فتنتصر إلا بتحقيق أمرين مهمين هما: (توحيد الكلمة، وكلمة التوحيد)؛ وعدو الإسلام ومن يدور في فلكهم من الأدعياء المغرر بهم يدركون هذا المعنى، ولذلك حاربوا توحيد الكلمة بسلاح التفكيك، كما حاربوا كلمة التوحيد بسلاح التشكيك، ففرقوا الأمة وشككوا في دينها، وهم دائما يتربصون بها الدوائر.
بخطط الأعداء المغرورون بأنفسهم وبأخطاء الأدعياء المغرر بهم تمزقت الدول الإسلامية اليوم قددا؛ فالأعداء يتآمرون في مؤامراتهم ضد الوحدة في بلاد المسلمين، والأدعياء يأتمرون بأوامرهم، فما يكاد حادث يقع في الأمة إلا وبادروا باستغلاله، إلا ونفخوا في شرارته ليكون نارا تلظى، إلا وحاولوا الركوب عليه لنيل مآربهم الخبيثة، من تقسيم الدول الإسلامية إلى دويلات لا تسمن ولا تغني من جوع؛ وذلك لأنهم يعلمون أن قوة هذه الأمة في وحدتها وفي اتحادها؛ فإذا تحققت فسوف تكون قوة عالمية لا يمكن الوقوف ضدها في أي مجال. لقد تعرض الإسلام عبر تاريخه لحروب ساخنة أحيانا وباردة أخرى، تارة على يد بغاة الصهيونية، وتارة على يد طغاة الصليبية، وتارة على يد عتاة الشيوعية، وتارة على يد دعاة النفاق المغرر بهم؛ تعددت الأسماء وعدو الإسلام واحد؛ ولا يُخْشَى على الإسلام من أعدائه بالقدر الذي يُخْشَى عليه من أدعيائه.
وفي هذا الإطار يدخل حدثان: حدث واقع، وحدث تاريخي؛ فكلاهما جاء من أجل محاربة احتلال الظالمين لأرض غيرهم:
• أما الحدث الواقع؛ فهو ما يحدث الآن في فلسطين وغزة، في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس؛ حيث إخوان لكم في الإيمان أهلكتهم الحروب، وأرقتهم الخطوب، وتسلط عليهم العدو الصهيوني المجرم، يتعرضون في هذه اللحظات لعدوان غاشم، واحتلال ظالم، لا يميز بين الرضيع والطفل الصغير، ولا المرأة ولا المريض ولا الشيخ الكبير، هدمت على رؤوس أطفالهم منازلهم ومساجدهم وصوامعهم، ودمرت على معاناة مرضاهم مستشفياتهم، فأصبحت مدنهم خرابا يبابا؛
واتحاد الوطن العربي الدولي منذ بداية هذا الظلم على فلسطين لم يكتفي بمجرد الخطب العاطفية؛ بل بادر بتحركات دبلوماسية على جميع المستويات الدولية، كما بادر بتقديم مساعدات إنسانيةللفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، ..
تذكروا هؤلاء ولا تنسوهم في دعواتكم، في خَلَواتكم وجَلَواتكم، وفي سجودكم «وأقرب ما يكون من ربه وهو ساجد»؛ بأن ينفس الله كربهم، ويفرج همهم، ويشتت شمل عدوهم، وربما دعوة صالحة من قلب صادق تتلقى من الله تعالى القبول فيزيل بها الغُمَّة عن الأمة.
إن الله أكرم الأمة المحمدية بدين الإسلام، وأمرها أن تكون أمة التوحيد والإيمان، وأمرها سبحانه أن تتعاون وتتكامل فيما بينها على الخير والتقوى، وعلى كل ما فيه صلاح أمرها في الدين والدنيا، وأن تقف في وجه أي ضلال أو فساد، وفي وجه أي تفرق أو انشقاق أو إثم أو عدوان، من شأنه أن يضعف الأمة أو يؤخرها، أو ينال من قوتها وعزتها؛ فقال سبحانه وتعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} وقال سبحانه: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
نحن في حاجة إلى مسيرة ربانية أخرى، مسيرة لا نجوب فيها الشوارع ولا نتجمع في الساحات، مسيرة لا نخرج فيها للمظاهرات؛ بل نحضر في المحاضرات،
إننا في حاجة إلى مسيرة علمية عملية جماعية اجتماعية، كل في مهنته وكل في مهمته نحرر بها عرضنا وشرفنا وديننا من هذا الغزو المترامي الأطراف، الذي يهدف إلى إبعادنا عن ديننا وأصالتنا؛ من غزو فكري، وإعلامي، واجتماعي، واقتصادي وأخلاقي؛ فكما وجب أن نحارب من يحاول اغتصاب أرضنا ووطننا وجب أن نحارب من يحاول اغتصاب عرضنا وديننا…
فأقول بكل بساطة إنك لو لم تستطع إلا أن تصلح نفسك، فتمتنع عن جرائم كنت أنت ترتكبها لكان هذا منك دفاعا عن المسجد الأقصى، ولو لم تستطع إلا أن تربي أولادك التربية الإسلامية الصحيحة وأن تجعلهم يحسون بانتمائهم لهذا الدين لكان هذا منك دفاعا عن المسجد الأقصى، ولو لم تستطع إلا أن تنقد مسلما واحدا من ضعف الفقر إلى قوة الغناء، أو من نقمة المرض إلى نعمة الصحة، أو من ذلة الجهل إلى عزة العلم، أو من ظلام الشرك إلى نور الإيمان، لكان هذا منك دفاعا عن المسجد الأقصى؛