رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فضل شهر شعبان
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فضل شهر شعبان
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
أخرج النسائي وغيره بسند حسن عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال :قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ شعبانَ قال ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ .
★قوله ﷺ :
(ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ)
ففي الحديث:بيان فضل العبادة عند غفلة الناس ،
وأن لها أجرا كبيرا عند رب العالمين
فهذا الجواب النبوي يشير إلي أن العبادة والطاعة وقت غفلة الناس ،وقلة المقبلين على الله تعالى لها منزلة عالية عند رب العالمين.
#وأمثلة ذلك كثيرة ومنها:
1- بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم المتمسكين بدينهم ، والسائرين علي الصراط المستقيم في وقت الفتن والغفلة ، واهتمام الناس بشؤون دنياهم وتنافسهم فيها ، وترك أمور الآخرة فيه بالأجور العالية
★ كقول النبي ﷺ :(العبادة في الهرج كهجرة إلي ).
الهرج عند اختلاط الناس ، وكثرة الفتن التي تقع بسببها مقتل كثير من الناس.
★وقوله صلى الله عليه وسلم (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء)
2- وللإنفاق وقت الشدة وقلة المساعد شأن عظيم ، وقبول عند رب العالمين
★قال تعالي ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسني والله بما تعملون خبير)الحديد
★وفى الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
جاء رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قالَ: أَنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وتَأْمُلُ الغِنَى، ولَا تُمْهِلُ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا وقدْ كانَ لِفُلَانٍ .
فانظر كيف ارتقت النفقة إلي هذه المرتبة الرفيعة لشدة الحاجة إليها ، وكثرة المتخلفين عنها.
3- صلاة الضحى :
وقتها (ذلك وقت يغفل عنه الناس )
لاشتغالهم بأعمال الدنيا وانغماسهم فيها ولذلك كان أجرها كبيرروى الإمام مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه
قال رسول الله ﷺ :
(يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى ) .
4- صلاة الفجر والعشاء :
(ذلك وقت يغفل عنه الناس)
من أجل راحة أجسادهم ولذلك كان أجرهما كبير .
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ركعتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها))،
وقال أيضًا: ((لهُما أحبُّ إليَّ من الدُّنيا جميعًا))
هذا أجر سنة الفجر بأنها خير من الدنيا و ما فيها
فما بالك بثواب الفريضة ؟!
★وقال صلى الله عليه وسلم (مَن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ فانظرْ يا ابنَ آدمَ لا يطلبنَكَ اللَّهُ بشيءٍ مِن ذمَّتِهِ ) .
(فهو في ذِمَّةِ اللهِ»، أي: في أمانِه وضَمانتِه؛ وخَصَّ صَلاةَ الفَجرِ مِن بيْنِ سائرِ الصَّلَواتِ؛ لأنَّ فيها مَشَقَّةً، ولا يُواظِبُ عليها إلَّا خالِصُ الإيمانِ؛ فلذلك استَحقَّ الأمانَ وأنْ يكونَ في ذِمَّةِ اللهِ تعالَى وضَمانتِه وعَهْدِه.
★روي الإمام مسلم بسنده عن التَّابِعيُّ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ أَبي عَمْرةَ أدَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ،
فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ: يا ابْنَ أَخِي، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ) .
قوله ﷺ : (مَن صلَّى العِشاءَ في جَماعةٍ فكأنَّما قامَ نِصْفَ اللَّيلِ»، أي: أجْرُه كأجْرِ مَنِ اشتَغَلَ بالعِبادةِ مِن أوَّلِ اللَّيلِ إلى نِصفِه وأحْياهُ بالصَّلاةِ والذِّكرِ ) .
«ومَن صلَّى الصُّبحَ في جَماعةٍ فكأنَّما صلَّى اللَّيلَ كلَّهُ»
فأجْرُه كأجْرِ مَنِ اشتَغَلَ بالعِبادةِ اللَّيلَ كُلَّه، وأحْياهُ بالصَّلاةِ والذِّكرِ،
فأجْرُ صَلاةِ الفَجرِ في جماعةٍ ضِعفُ صَلاةِ العِشاءِ في جماعةٍ، وهذا يدُلُّ على أنَّ قِيامَ الصُّبحِ أفضَلُ مِن قِيامِ العِشاءِ؛
لأنَّ الفَجرَ أشقُّ وأصعَبُ على النَّفْسِ، وأشدُّ على الشَّيطانِ؛ فالَّذي دخَلَ في النَّومِ ثمَّ قامَ أصعَبُ ممَّن أرادَ الدُّخولَ في النَّومِ.
أوِ المَعنى: أنَّ كُلًّا منهما يقومُ مَقامَ نِصفِ ليلةٍ، وإنَّ اجْتماعَهما يقومُ مَقامَ ليلةٍ، فمَن صلَّى العِشاءَ والفَجرَ في جماعةٍ كأنَّما صَلَّى اللَّيلَ، كما في رِوايةِ أبي داودَ والتِّرمذيِّ: «مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ قِيَامُ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى العِشَاءَ وَالفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ». وعلى كُلٍّ؛ ففي هذا حضٌّ وتَرغيبٌ في المُحافَظةِ على صَلاتَيِ الصُّبحِ والعِشاءِ في جماعةٍ.
★ولعلَّ تَخصيصَهما بهذا الفَضلِ للمَشقَّةِ الموْجودةِ في حُضورِ المساجِدِ فيهما؛ منَ الظُّلمةِ، وكونِ وَقتِهما وقتَ راحةٍ، أو غَلَبةِ نومٍ، أو خَلْوةٍ بأهاليهم.
وفي الحَديثِ: بَيانُ اختِصاصِ بَعضِ الصَّلواتِ بفَضلٍ لا يُشاركُها فيهِ غيرُها.
★روي أبو داود عن بريدة بن الحصيب الأسلمى أن النبي ﷺ بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامة ) .
قوله ﷺ : (في الظُّلَمِ إلى المَساجِدِ” سواءً في أوَّلِ اللَّيلِ لِصَلاةِ العِشاءِ أو في آخِرِهِ لِصَلاةِ الفَجْرِ في جَماعةٍ،
فبشَّرَهم النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم “بالنُّورِ التَّامِّ يَومَ القيامةِ” حيث يكونُ جزاؤُهُ يَومَ القيامةِ نورًا دائِمًا حيث يموجُ النَّاسُ في الظُّلُماتِ.
وقيل: وفي وَصفِ النُّورِ بالتَّامِّ، وتَقْييدِهِ بيَومِ القِيامةِ: تَلْميحٌ إلى وَجهِ المُؤمِنِ يومَ القِيامةِ في قَولِهِ تَعالى: {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم: 8]، وإلى وَجهِ المُنافِقينَ في قَولِهِ تَعالى: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: 13].
وفي الحَديثِ: بَيانُ فَضلِ صَلاةِ العِشاءِ والفَجْرِ في الجَماعاتِ.
وفيه: بيانُ فَضلِ المشيِ إلى الصَّلاةِ، سواءٌ كان المشيُ طويلًا أو قصيرًا.
وفيه: حثٌّ وتَحْضيضٌ على كَثْرةِ السَّعْيِ إلى المَساجِدِ في ظُلُماتِ اللَّيالي .
5- قيام الليل : (ذلك وقت يغفل عنه الناس )
ولذلك كان أجره عظيم.
روي الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
(سُئِلَ [أي النبي صلى الله عليه وسلم]: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ)
★ولذا استحقوا ثناء الله عليهم في كتابه
قال الله تعالى ( تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ یَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفࣰا وَطَمَعࣰا وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ ١٦ فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ١٧﴾ [السجدة).
★وقوله تعالي( ٱلۡمُتَّقِینَ فِی جَنَّـٰتࣲ وَعُیُونٍ ١٥ ءَاخِذِینَ مَاۤ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ قَبۡلَ ذَ ٰلِكَ مُحۡسِنِینَ ١٦ كَانُوا۟ قَلِیلࣰا مِّنَ ٱلَّیۡلِ مَا یَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨) الذاريات
فانظر كيف كانت صلاتهم بالليل سببا في علو درجاتهم في جنات النعيم بسبب أن أغلب الخلق
إما ساهر في اللهو والحرام ، وإما نائم مستغرق في الأحلام.
6-ذكر الله تعالى :
خاصة عند دخول الأسواق حيث اشتغال الناس بالبيع والشراء فذلك (وقت يغفل عنه الناس) ولذلك كان أجره عظيم
★روي الترمذي في السنن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :مَنْ دَخَلَ السُّوقَ ، فَقَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ )وفي رواية أحمد وابن ماجه (وبني له بيتا في الجنة)
★وهذا الحديث اختلف العلماء فيه ، فمنهم من ضعفه ، ومنهم من أنكره ،
★قال الشوكاني رحمه الله :
” أقل أحواله أن يكون حسنا ” انتهى من ” تحفة الذاكرين ” (298) .
وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله – في دراسة موسعة – في ” سلسلة الأحاديث الصحيحة ” (رقم/3139)
وأغرب الحاكم فقال في ” المستدرك على الصحيحين ” (1/ 722): ” هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ” .
وأظهر الأقوال في الحديث ، والله أعلم ، قول من ضعف الحديث ، ووهى إسناده ، وعلى هذا عامة الأئمة المتقدمين من نقاد الحديث .
#ولكن نقول بأن الأسواق هى محل غفلة، فالذكر فيها له فضل عظيم ، وفيه تنبيه للغافلين ليتأسوا بالذاكر فيذكروا الله .
#وبكثرة ذكر الله تعالي ينفي العبد عن نفسه
الوقوع في مرض الغفلة ★
★ ولذلك استحقوا الأجور العالية قال تعالى :
(وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِی نَفۡسِكَ تَضَرُّعࣰا وَخِیفَةࣰ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡـَٔاصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡغَـٰفِلِینَ ٢٠٥ إِنَّ ٱلَّذِینَ عِندَ رَبِّكَ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَیُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ یَسۡجُدُونَ ۩ ٢٠٦﴾ الأعراف
★وفي الحديث ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : _ وذكر منهم _ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )
قيل :خاليا أي وهو بمفرده ،
وقيل خاليا أي وسط الناس والناس مشغولون بدنياهم وهو مشغول بذكر الله تعالي .
★وفي الحديث (عَينانِ لا تمسُّهما النَّارُ: عينٌ بَكَت من خشيةِ اللَّهِ، وعَينٌ باتت تحرُسُ في سبيلِ اللَّهِ).
★وقال صل الله عليه وسلم ( سَبَقَ المُفَرِّدُونَ، قالوا:
وَما المُفَرِّدُونَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ) .
★قال تعالي ( وَٱلذَّ ٰكِرِینَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱلذَّ ٰكِرَ ٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةࣰ وَأَجۡرًا عَظِیمࣰا﴾ [الأحزاب ٣٥]