رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الفوز العظيم

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الفوز العظيم
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية
الرئيس الفخري للمركز الدولي الفرنسي للعلماء والمخترعين
الرئيس الشرفي للإتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية
قائمة تحيا مصر
الرئيس الفخري للمنظمة العالمية للتضامن والصداقة والتسامح
يقول الله تعالى في محكم التنزيل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ* وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) المنافقون 9-10.
وعن بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ لرجلٍ وهو يَعِظُه: “اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك” الترغيب والترهيب للمنذري.
نقفُ مع حديثٍ عظيم لرسول الله ﷺ يحملُ خمس وصايا مهمة سيما ونحن نستقبلُ بعد آيامٍ قليلة شهرَ رمضان. وصايا لو طبقناها في مجال الدنيا لنقلت حياتنا إلى الأفضل فكيف إذا كانت تحث المسلم على اغتنام خيري الدنيا والآخرة؟.
إنها وصايا ذهبية من رسول الله ﷺ للمسلم يلفتُ نظرَه إلى أهمِ مراحلَ يمرُ بها في الحياة حتى لا تفوته ليحوز الفلاح في الدارين؛ فما هي هذه الوصايا الخمس؟
* استثمار مرحلة الشباب قبل دخول الشيخوخة.
* اغتنام أوقات العافية قبل مجىء المرض.
* الاستفادة من مرحلة الغِنَى قبل إتيان الفقر.
* استثمار أوقات الفراغ قبل مجىء الشغل.
* التوظيف الأمثل لمرحلة الحياة الدنيا قبل إتيان الموت.
وما أعظمُها من وصايا:
“اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك”.
رسولُ اللهِ ﷺ يلفتُ نظرَنا إلى أهمِ مراحلَ يمرُ بها الإنسانُ في الدنيا وهي “الشباب، والعافية، والفراغ، والغنى، والحياة”؛ وهي إن استثمرناها بحق نِلنَا خيري الدنيا والآخرة.
الوصيةُ الأولى: شبابَك قبل هرمِك
أي استثمر مرحلة الشباب قبل أن تصِل الشيخوخة؛ لأن مرحلةَ الشباب هي مرحلةُ ربيعِ العمرِ، يكونُ فيها الإنسانُ قوياً مفعماً بالحيويةِ والنشاط (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) الروم، ويكونُ فيها الإنسانُ خالياً من الأمراض التي تُكبلُ انطلاقَه في الحياة، ويكونُ خالياً من المسؤولياتِ الكبيرة فيحثُنا رسول الله ﷺ على اغتنامِها في سبيلِ رضا اللهِ تعالى، وفي بناءِ الذات، وفي تحصيلِ العلم، وفي العملِ الصالحِ، وفي خدمةِ الأسرةِ والمجتمع قبل أن تفوت؛ لأنها إن فاتت لا يستطع الإنسانُ إرجاعَها ولو دفع جميع ما يملك قال المعري “ثلاثةٌ ليس لها إياب: الوقت والجمال والشباب”.
فمرحلةُ الشبابِ أحبتي يُسألُ عنها المسلمُ يوم القيامة قال رسول الله ﷺ لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ
القيامةِ حتَّى يُسألَ عن عُمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ” صحيح الترمذي.
الطاعةُ في مرحلةِ الشباب أجرُها كبير لأن الشاب يحفظُ شبابَه في طاعةِ اللهِ تعالى رُغم قوة الشهوات، ورُغم مُحفِزَات المعاصي؛ ولذلك كان الشابُ في ظلِ اللهِ تعالى يوم لا ظلَ إلا ظِله إذا حَفِظ شبَابَه في الطاعاتِ وابتعد عن المُحرمات عن أبي هريرة قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ” متفقٌ عَلَيْهِ.
لا يُدرك قيمة مرحلة الشباب إلا من بَلَغَ الشيخوخة فاحرِصوا أيها الشباب على اغتنامِها في مجال الخير قبل أن ترحل.
وصِحتَك قبل سَقمِك
يُبصِرُنا رسولُ اللهِ ﷺ بتقلبِ الحياة، وأنها لا تدوم على حالٍ واحد فيومٌ حزن ويومٌ فرح، ويومٌ سقم ويومٌ عافية فلنُوظِف مرحلةَ العافية في مجالِ الخيرِ والعمل الصالح قبل أن يأتي المرض، بحيث إذا اغتنم الإنسانُ أوقات العافية بالعملِ الصالح ثم ابتلاه اللهُ تعالى بالمرض كُتِبَ له ثوابُ ماكان يفعلُ من أعمالِ الخيرِ في أوقاتِ العافية عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إذا مَرِضَ العبدُ أو سافرَ كُتِبَ لَهُ من العملِ ما كانَ يعمَلُهُ وَهوَ صحيحٌ مُقِيمٌ” البخاري.
ولتكن زيارتُنا للمرضى في البيوتِ والمستشفياتِ تذكيرٌ بنعمةِ العافية التي منحنا اللهُ تعالى لها عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ، والفراغُ» البخاري.
وغِنَاك قبل فقرِك
يُبصِرُنا رسولُ الله ﷺ كذلك بتقلب الحياة في الرزق بحيث يبتلي اللهُ تعالى الإنسانَ تارةً بالغِنى وتارةً بالفقر قال تعالى (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر؛ وفي الحالين حال الغنى والفقر، ليس المقصود الإكرام والإهانة بل الاختبار والامتحان للإنسان قال بن كثير رحمه الله في تفسير الآية: “يقول تعالى منكراً على الإنسان في اعتقادِه إذا وَسَعَ اللهُ عليه في الرزق ليختَبِره في ذلك، فيعتقد أن ذلك من اللهِ إكرامٌ له وليس كذلك، بل هو ابتلاءٌ وامتحانٌ كما قال تعالى: (أيحسبون أنما نُمدُهم به من مالٍ وبنين* نُسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) المؤمنون 55 -56، وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضَيَقَ عليه في الرزق يعتقد أن ذلك من الله إهانة له” وفي الحالين المقصود هو الامتحان للعبد وليس الإكرام للغني أوالإهانة للفقير. والعاقلُ هو من يفهم المقصد الرباني من الغِنى بأن يعتبر هذه الأموال التي اكتسبها إنما هي منةٌ من اللهِ تعالى، وأن عليه أن يَصْرِفها فيما يُرضي اللهَ تعالى، وفي أوجهِ الخير قال تعالى (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) الحديد ٧.
بعضُ الأغنياء يتعاملون مع الأموالِ على طريقةِ قارون (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ 78) القصص. فيُنكِر أو ينسى فضل اللهِ تعالى عليه في اكتسابِ الأموال ولكن السعيد من تذكَّر نعمة اللهِ عليه وفَهِم أنه مُستخلَفٌ في هذا المال لا صاحبُ حقٍ فيه فيتعامل لا بطريقة (ولا يَحُضُّ عَلى طَعامِ المِسْكِينِ) بل بطريقة (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة ٢٦٢.
طيَّبوا رزقَكُم وتَحَرُوا الرزقَ الحَلَال، واِعلَمُوا أن ما تكسَبُوه إنما هو رزقُ اللهِ تعالى فلا تغتَرُوا به وأنفِقُوا منه للفقراءِ والمساكينَ والمَحرُومِين، واِعلَمُوا أنكم مُسائَلون عن طريقةِ كسبِه وإنفاقِه قال رسولُ الله ﷺ: لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ
القيامةِ حتَّى يُسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ” صحيح الترمذي.
وفَراغَك قبل شُغلِك
وهنا أيضاً يُبصِرُنا رسولُ اللهِ ﷺ بنعمة أخرى يغفلُ عنها كثيرٌ من الناس وهي الفراغ قال رسول الله ﷺ: “نعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ” البخاري.
فالفراغُ نعمةٌ كبيرة يُمكن أن يستغِلها المسلمُ في طاعةِ الله تعالى، وفي تحصيلِ العلمِ النافع، وفي اكتسابِ المهاراتِ المهنية التي تُعينُه على الكسب الحلال كأعمال الكهرباء والسباكة والنجارة والميكانيكا، أو في اكتساب المهارات التجارية والزراعية والوظيفية التي تعينه في كسب عيشه بدلاً من أن يظل منتظراً حتى تأتيته الفرص، لابد للمُسلم أن يكون جاهزاً للفُرَص فإذا جاءته استحقها بجدارة.
ولا بد للمسلم أن يغتنم الفراغ بالعمل الصالح قال أحد السلف “مَنْ أَمْضَى يَوْمَهُ فِي غَيْرِ حَقٍّ قَضَاهُ، أَوْ فَرْضٍ أَدَّاهُ، أَوْ مَجْدٍ أَثَّلَهُ أَوْ حَمْدٍ حَصَّلَهُ، أَوْ خَيْرٍ أَسَّسَهُ أَوْ عِلْمٍ اقْتَبَسَهُ، فَقَدْ عَقَّ يَوْمَهُ وَظَلَمَ نَفْسَهُ”. فلنَحرِص على اغتنامِ الفراغ حتى لا نندم يوم لا ينفعُ الندم (حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّیۤ أَعۡمَلُ صَـٰلِحࣰا فِیمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّاۤۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَاۤئلُهَاۖ وَمِن وَرَاۤئهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ ١٠٠ فَإِذَا نُفِخَ فِی ٱلصُّورِ فَلَاۤ أَنسَابَ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَئذࣲ وَلَا یَتَسَاۤءَلُونَ ١٠١ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَ ٰ⁠زِینُهُۥ فَأُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمْ فِى جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ١٠٣﴾ المؤمنون.
وحياتَك قبل موتِك
خلق اللهُ تعالى الموتَ والحياةَ للابتلاء (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) الملك ٢، قال السعدي رحمه الله في تفسيرِ هذه الآية “وخلَقَ الموتَ والحياةَ- أي: قدَّر لعبادِه أن يُحيَيَهُم ثم يُمِيتَهُم { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }-” أحسنُ عملا” أي: أخلصُه وأصوبُه، فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل، أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء { وَهُوَ الْعَزِيزُ } الذي له العزة كلها، التي قهر بها جميع الأشياء، وانقادت له المخلوقات.{ الْغَفُورُ } عن المُسيئين والمُقصرين والمُذنبين، خصوصًا إذا تابوا وأنابوا، فإنه يغفر ذنوبهم، ولو بلغت عنان السماء، ويسترُ عيوبَهم، ولو كانت ملء الدنيا”.
ولذلك العاقل يستثمر حياتَه في الحِرص على مرضاةِ اللهِ تعالى قبل أن ينتقلَ إلى الرفيقِ الأعلى قال رسولُ اللهِ ﷺ: “إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عمَلُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له” والإنسانُ لا يعلم متى يموت ولذلك عليه أن يُبادِر بالأعمالِ الصالحة قال تعالى (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133 الَّذِينَ يُنْفِقُون فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 134 وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ 135 أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) آل عمران.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: أتاني جبريلُ عليه السَّلامُ فقال: يا محمَّدُ! عِشْ ما شئتَ فإنَّك ميِّتٌ، وأحبِبْ من شئتَ فإنَّك مُفارِقُه، واعمَلْ ما شئتَ فإنَّك مجزِيٌّ به، ثمَّ قال: يا محمَّدُ ! شرفُ المؤمنِ قيامُه باللَّيلِ، وعِزُّه استغناؤُه عن النَّاسِ” أخرجه الطبراني في الأوسط.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل(وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المنافقون ١١.
وعَنْ أبي يَعْلَى شَدَّادِ بْن أَوْسٍ رضي الله عنه عن النَّبيّ ﷺ قَالَ: الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا، وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ” رواه التِّرْمِذيُّ
كُلُنا رَاحِلون ليس إلى فناءٍ بل إلى اللهِ تعالى ومن أحبَ لقاءِ اللهِ أحبَ اللهُ لقاءَه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ : «مَنْ أحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءهُ»
فقلتُ: يا رسولَ اللهِ أكَراهِيَةُ المَوتِ، فَكُلُّنَا نَكْرَهُ المَوتَ؟ قال: «لَيْسَ كَذَلِكَ، ولكِنَّ المُؤْمِنَ إذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ فَأَحَبَّ اللهُ
لِقَاءهُ، وإنَّ الكَافِرَ إذَا بُشِّرَ بِعَذابِ اللهِ وَسَخَطهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وكَرِهَ اللهُ لِقَاءهُ»
متفق عليه.
اعلموا أن الحياةَ الدنيا هي دارُ فناءٍ وأن الحياةَ الآخرة هي دارُ بقاءٍ قال تعالى (وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) العنكبوت. وقال تعالى (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) الحديد 20.
فإذا علمتم ذلك أحبتي وفهمتم من الهداية والإرشاد فاتقوا الله واعملوا لحياتكم الآخرة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) الحشر.
اللهم اجعلنا من أهل الجنة، من عبادك المقربين، وأرحمنا وأرحم آباءنا وأهدنا وأهدِ أبناءنا ووفقنا إلى مافيه صلاحنا في الدارين ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏the of Cederation International Aras Arabe 净産の - اشاد الوطن الدولي العريي رئيس الإتحاد دكتور خالد عبد اللطيف‏'‏
أعجبني

تعليق
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *