رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي  يتحدث عن الإمام الطبرى

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي  يتحدث عن الإمام الطبرى
بقلم \ الكاتب والمفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى ,والمدير التنفيذي للأكاديمية الملكية للأمم المتحدة
ترجمة الإمام الطبري
أ – اسمه، ونسبه، ونسبته، وكنيته، ولقبه[1]:
اسمه: أحمدُ بن عبدالله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم، المتصل النسب بجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي.
نسبته: الطَّبَرِي – بفتح الطاء، والباء الموحَّدة، وفي آخرها راء – نسبة إلى “طَبَرِستَان”[2].
ويقال في نسبته أيضًا: “الشافعي”: نسبة إلى مذهبِ الإمام محمد بن إدريس الشافعي؛ حيث كان ضليعًا فيه متمكنًا منه.
قال الحافظ ابن كثير: الشيخ محب الدين الطبري المكي الشافعي[3].
وقال الحافظ السيوطي: المحب الطبري… فقيه الحرم… المكي الشافعي[4].
ويقال في نسبته أيضًا: “المكي” نسبة إلى مكة المكرمة؛ حيث إنه وُلِد بمكة ونشأ بها، وقد نسبه إلى مكة الحافظ ابن كثير والسيوطي[5]، وغيرهما.
كُنيته: يُكنى: “أبا العباس”، اتَّفَق على ذلك أكثرُ مَن ترجم له؛ أمثال: الذهبي، واليافعي، والسبكي، والسيوطي، وابن العماد[6]، وزاد تقيُّ الدين الفاسي كنيةً أخرى، وهي: “أبو جعفر”، فقال في العقد الثمين[7]: “يكنى: أبا جعفر، وأبا العباس”.
لقبه: كان الإمام أحمد بن عبدالله بن محمد بن أبي بكر يُلقَّب بألقاب كثيرة:
بعضها يرجع إلى مكانته العلمية وتبحُّره في العلوم الدينية؛ مثل: “شيخ الحرم”؛ كذا قال اليافعي[8]، وابن العماد الحنبلي[9]، والسبكي [10]، وزاد: “حافظ الحجاز بِلَا مدافعة”، وقال الذهبي والسيوطي: “فقيه الحرم”، و”محدث الحجاز”، و”شيخ الشافعية”[11].
وبعضها الآخر يتعلَّق بحبِّه لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف لا وهو أحدُهم ومِن نسلهم، فهو من آل الحسين بن علي الهاشمي رضي الله عنه؛ كما تقدم.
ويتجلَّى هذا المظهر في أسمائهم: “محمد”، و”أحمد”، و”الحسن”، و”الحسين”، ونحو ذلك وفي أسماء نسائِهم وبناتهم: “عائشة”، و”زينب”، و”فاطمة”، ونحو ذلك، وألقابهم: “الرضي”، و”المحب”، أو “محب الدين”، وهذا اللقب يتكرَّر كثيرًا في آبائه وأجداده مِن قبله، كما يتكرر في عَقِبه وذريته من بعده.
وكان للمحب الطبري لقب آخر، لكنه كان يكرَهه، وهو “محيي الدين”، قال تقي الدين الفاسي: “وكان الشيخ محب الدين الطبري يُلقَّب بمحيي الدين قبل أن يلقب بمحب الدين، وكان يكرَه اللقب الأول، فزار المدينة النبوية، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة، وسأل أن تكون جائزته عليها أن يزول عنه اللقب الأول، فزال حتى كأن لم يكن”[12].
ب – مولده، ونشأته:
الصحيح الذي عليه أكثر المؤرخين – وذكره ابن العماد في “شذرات الذهب”[13] – أنه وُلِد في السابع والعشرين من جُمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة، وهو التاريخ المدوَّن على عنوان المخطوط في المجلد الأول من نسخة مكتبة كوبرلي بتركيا.
وقد نشأ الشيخ محب الدين الطبري في بيت علمٍ وشرفٍ، وحسبٍ ورياسةٍ؛ فكان والده وأعمامه ومَن بعدهم، هم الذين بيدهم مناصب القضاء والتدريس، والخطابة والفتوى والإمامة ببلد الله الحرام، وكان دخول القضاء وإمامة مقام إبراهيم في بيتهم سنة ثلاث وسبعين وستمائة[14].
وهذه مَنْقبة عظيمة لآل الطبري رضي الله عنهم، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
ج – رحلاته في طلب العلم ومروياته[15]:
هيأ الله تعالى للشيخ المحب الطبري مناخًا علميًّا ساعده على أن يتبوأ مكانة علمية رفيعة بين أقرانِه، فمع نشأته في أسرةٍ علمية عاملة، كان لجوارِ مكة أيضًا تأثيرٌ مباشر في أن ينهَل مِن علوم أهلِها؛ فسمِع مِن علماء عصره الصحيحين والسنن الأربعة (إلا سنن ابن ماجه)، وصحيح ابن حبان، وغيرها من الكتب الحديثية والفقهية.
ففي مكة قرأ على شيخه أبي الحسن بن المُقَيَّرِ سنن أبي داود، وسنن النسائي، والوسيط للواحدي، وبعض الجمع بين الصحيحين للحميدي، والغريب للعزيزي، وبعض الغريب لأبي عُبَيد، وغير ذلك، وقرأ علَى عَمَّيْ أبيه – تقي الدين علي بن أبي بكر الطبري وأخيه يعقوب – صحيحَ البخاري، وعلى يعقوب بن أبس بكر الطبري جامعَ الترمذي، وعلى شرف الدين بن أبي الفضل المُرْسي صحيحَ مسلم وصحيح ابن حبان، وعلى أبي الحسن بن الجُمَّيْزِي الأربعين الثقفيةَ، والأربعين البلدانية للسِّلَفي، وعلى محيي الدين بن أبي جَرَادَة المعروفِ بابن العديم، وريحان بن عبدالله الشَّرَفي السكيني جزءَ الأنصاري.
وأجاز له مِن بغدادَ ابنُ القبيطي، وابن الخازن، وجماعةٌ، مع آخرين من الشام ومصر.
وفي مصر تفقه [بقُوص][16] على الشيخ مجد الدين القُشَيري.
وفي اليمن: اشتَهر بالتدريس فيها؛ فقد استدعاه ملكُها، فقرَأ عليه بعض مُؤلَّفاته، وكان له جاهٌ عظيم عند الملك المظفَّر صاحب اليمن، وكان يُحسِن إليه كثيرًا، ورتَّب له في كل شهر خمسين دينارًا على التدريس بمدرسة والده بمكة، المعروفة [بالمنصورية][17].
د – شُيُوخُه:
تلقَّى الشيخ محب الدين الطبري العلمَ على أيدي مشاهير علماء الحجاز في عصره، كما سمِع مِن مشاهير العلماء الذين كانوا يَفِدُون إلى الحجاز في مواسم الحج والعمرة، وأجازه عددٌ منهم؛ ومِن أشهر هؤلاء الشيوخ:
1- أبو الحسن علي بن أبي عُبَيدالله الحسين بن علي بن منصور بن المُقَيَّر، البغدادي، المقرئ الحنبلي النجار، نزيل مصر، سمع منه المحب الطبريُّ سننَ أبي داود وغيرها، ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وأجاز له الحافظُ ابن ناصر،وسعيد بن البنَّاء، وعِدَّةٌ، وسمِع بنفسه من مَعْمَرِ بن الفَاخِر، وعبدالحق بن يوسف، وجماعةٍ، وحدَّث ببغداد، ودمشق، ومصر، ومكة، وكان شيخًا صالحًا كثير التهجد والعبادة، توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة[18].
2- علي بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم، تقي الدين، أبو الحسن، الطبري، المكي، الشافعي، إمام المقام، وخطيب المسجد الحرام، ولد في رجب سنة ست وسبعين وخمسمائة، وسمع مِن يونس بن يحيى الهاشميِّ صحيحَ البخاري، ومِن زاهر بن رستم جامعَ الترمذي، ومن أبي الحسن عبدِاللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد النَيْسَابُوريِّ جزءَ الأنصاري، وسمع منه المحب الطبري وجماعة، توفي سنة أربعين وستمائة بمكة[19].
3- أبو القاسم، عبدالرحمن بن أبي حَرَمِيِّ بن فُتُوح بن بَنِينَ، المكي، الكاتب، العَطَّار، ولد سنة بضع وأربعين وخمسمائة، ورحل إلى الشام والعراق، فسمِع ببغداد من أبي الفَتْح بن شاتِيل، ونصر الله القزَّاز، وبدمشق مِن الفضل بن الحُسَيْن البانياسيَّ، وأبي سعيد بن أبى عَصْرُون، وغيرهما، وأجاز له أبو طاهر السِّلَفيُّ، روى عنه الإمام محب الدين الطبري، والقاضي مجد الدين ابن العديم، والحافظ شرف الدين الدمياطي، وآخرون، توفي سنة خمس وأربعين وستمائة[20].
4- شرف الدين محمد بن أبي الفَضْلِ الْمُرْسِي، كان شيخًا فاضلًا مُتقنًا كثير الحج، له مكانة عند الأكابر، وقد اقتنى كتبًا كثيرة، وكان أكثر مقامه بالحجاز، وحيث حلَّ عظَّمه رؤساء تلك البلدة، وكان مُقتصِدًا في أموره، وأخذ عنه المحب الطبري وغيره، توفي سنة خمس وخمسين وستمائة[21].
5- علي بن هِبَةِ الله بن سلامة بن المُسلم بن أحمد، اللَّخْمِيُّ، الفقيه الورع، بهاء الدين ابن الجُمَّيْزيِّ، ولد سنة تسع وخمسين وخمسمائة بمصر، وحفِظ القرآن وهو ابن عشر سنين أو أقل، ورحَل به أبوه، فسمع بدمشق من أبي القاسم ابن عساكر صحيحَ البخاري بفوتٍ قليل، ورحل مع أبيه إلى بغداد، وسمع الحديث بها مِن شُهْدَةَ الكاتبة، وعبدالحق اليُوسُفيِّ، وغيرهما، وروى عنه خلقٌ مِن أهل دمشق، وأهل مكة، وأهل مصر؛ منهم الزكيان المنذري والبِرْزَاليُّ، والدمياطيُّ، وابن دقيق العيد، وأبو الحسين اليُونِينِيُّ، وخلق كثير، توفي سنة تسع وأربعين وستمائة[22].
6- شُعَيْب بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عطية، أبو مَدْيَن، القيرواني الأصل، الإسكندرانيُّ، التاجر، ابن الزَّعْفَرَانِيِّ، نزيل مكة، ولد سنة خمس وستين وخمسمائة، وسمِع مِن السِّلَفِيِّ، وكان معروفًا بالبِر والإيثار، روى عنه الزكيُّ المنذري، والشرف الدمياطي، والجمال ابن الظاهري، والرضي إبراهيم بن محمد الطبري إمام المقام، والمحب أحمد بن عبدالله الطبري الفقيه، وجماعة من المكيِّين، وتوفي سنة خمس وأربعين وستمائة [23].
7- الإمام بشير بن حامد بن سليمان بن يوسف بن سليمان بن عبدالله، نجم الدين، أبو النعمان القرشيُّ الهاشميُّ الصوفيُّ الفقيه، وُلِد سنة سبعين وخمسمائة، وسمِع مِن عبدالمنعم بن كُلَيْب، ويحيى الثقفي، وابن سُكينة، وجماعة، روى عنه المحدِّث عيسى السَّبْتي، والشيخ جمال الدين بن الظاهري، والشيخ محب الدين الطبري، وعدَّة، وكان مشهورًا بالعلم والفضل، توفي بمكة مجاورًا سنة ست وأربعين وستمائة[24].
8- العلامة كمال الدين، أبو القاسم، عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جَرَادَة العقيلي الحلبي، الفقيه الحنفي، الكاتب المُجِيد، المعروف بابن العديم، ولد بحلب سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، سمِع من أبيه أبي الحسن، وأبي هاشم عبدالمطلب بن الفضل الهاشمي، وعُمَر بن طَبَرْزَدَ، وأبي اليُمْن الكندي، وغيرهم، وحدَّث بالكثير في بلاد متعددة، ودرَّس وأفتى وصنَّف، وكان إمامًا فاضلًا مُفنَّنًا في العلوم، جامعًا لها، أحد الرؤساء المشهورين، والعلماء المذكورين، وكان له مِن الوجاهة العظيمة عند الخلفاء، والملوك وغيرهم، وهو مع ذلك كثيرُ التواضع، ليِّن الجانب، حسن الملتقى، والبِشْر لسائر الناس، وكانت وفاته سنة ستين وستمائة[25].
و – تلاميذه:
كعادة العلماء العاملين اشتغَل إمامُنا المحب الطبري بالدعوة إلى الله تعالى بوسائل متنوعة؛ فقد عمِل في الخطابة، والتدريس، والإفتاء، والقضاء[26]، وإمامة الحرم المكي؛ كما نص العلماء على ذلك.
قال تاج الدين السبكي: (شيخ الحرم، وحافظ الحجاز بلا مدافعة)[27].
وقال الشيخ عبدالله بن سعيد الشحاري في منتهى السؤل[28]: (وتوارث هو وبنو أعمامه، وأبناؤهم وأحفادهم، مناصبَ التدريس، والقضاء، والخطابة، وإمامة الحرم المكي نحو ستة قرون، وكانوا أكثر أصحاب البيوتات بمكَّة حتَّى كان الأشراف حكَّام مكَّة لا يعدلون بهم أحدًا في الشرف والصهر والنَّسب…).
وكانت ثمرة ذلك كله أن تخرَّج على يدي الإمام المحب الطبري رحمه الله كثيرٌ من العلماء والمُحدِّثين؛ منهم:
1- محمد بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم قاضي مكة، جمال الدين بن الشيخ محب الدين الطبري الشافعي، ولد سنة ست وثلاثين وستمائةٍ بمكة، وسمِع بها من ابن أبي حرمي صحيحَ البخاري، ومن ابن الجميزي الأربعين الثقفيةَ، وحدَّث وأفتى ودرَّس، وولي قضاء مكة، وكان فقيهًا فاضلًا، وله تآليف؛ منها: التشويق إلى البيت العتيق في المناسك، ونظم كفاية المتحفِّظ في اللغة، توفي بمكة بعد والده سنة أربع وتسعين وستمائةٍ [29].
2- الإمام الحافظ شرف الدين الدمياطي عبدالمؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف، أبو محمد وأبو أحمد، الدمياطيُّ الشافعي صاحب التصانيف، ولد في آخر عام ثلاث عشرة وستمائة، وكانت نشأته بدمياط، وتميَّز في المذهب، وقرأ القرآن، وطلب الحديث، وكتب العالي والنازل، وصنَّف وحدَّث وأملى في حياة كبار مشايخه، وتوفي سنة خمس وسبعمائة[30].
3- علي بن إبراهيم بن داود، الإمام الفقيه المفتي الزاهد المحدِّث، علاء الدين، أبو الحسن العطار الدمشقي الشافعي، شيخ دار الحديث النُّورية، ولد سنة أربع وخمسين وستمائة، وتفقَّه على الشيخ محيي الدين النَّواويِّ، وسمِع وكتب الكثير، وحدَّث ودرَّس وأفتى، وصنف أشياءَ مفيدة، توفي سنة أربع وعشرين وسبعمائة[31].
4- عَلَم الدين القاسم بن محمد بن يوسف البِرْزَاليُّ[32] الإِشْبِيليُّ، ثم الدِّمَشقي، الشافعي، الحافظ المحدث المتقن، الإمام مؤرخ الشام، وُلِد سنة خمس وستين وستمائة، وكان محدثًا حافظًا فاضلًا، ورحَل إلى البلاد، وسمِع خلائق كثيرةً تزيد عدَّتُهم على ألفَي شيخٍ، وحدَّث وأفتى، وصنف تاريخًا على السنين، توفي مُحرِمًا في ذي الحجة سنةَ تسع وثلاثين وسبعمائة[33].
5- محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبدالله بن أحمد بن ميمون بن راشد، الإمام الزاهد، قطب الدين، أبو بكر بن أبي العباس المكي الشافعي القسطلاني، ولد سنة أربع عشرة وستمائة بمصر، وقرأ الفقه والتفسير والخلاف وأنواعَ العلوم على شيخ الحرم نجم الدين بشير بن حامد التبرِيزيِّ، ودرَّس بمدرسة دار زبيدة بالحرم، وأفتى في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائةٍ، وحدَّث بكثير من مسموعاته وببعض تآليفه، توفي سنة ست وثمانين وستمائةٍ[34].
6- محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الغرناطِي الأندلسي، أثير الدين، أبو حَيَّان، النَّحْوي المقرئ، نزيل القاهرة، ولد سنة أربع وخمسين وستمائةٍ بالأندلس، سمِع على العِزِّ الحَرَّاني صحيحَ البخاري، وعلى محمد بن إسماعيل الأَنْمَاطِيِّ صحيحَ مسلم، وعلى عبدالرحيم بن خطيب المِزَّة سننَ أبي داود، وكان ثبتًا عارفًا باللغة والنحو والتصريف، وله اليد الطُّولَى في التفسير والحديث، توفي سنة خمس وأربعين وسبعمائةٍ بالقاهرة[35].
7- نجم الدين، أبو الفداء إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن بركات الأنصاري، المعروف بابن الخَبَّاز، ولد سنة تسع وعشرين وستمائة، وسمِع مِن الحافظ ضياء الدين، وعبدالحق بن خلف، والمحب الطبري، وغيرهم، وجدَّ واجتهد من سنة أربع وخمسين إلى أن مات، وكان حَسَن الأخلاق متواضعًا، غير متقن فيما يجمعه، وسمِع منه خلق من الحفاظ؛ منهم: المِزِّيُّ والذهبيُّ، توفي سنة ثلاث وسبعمائة[36].
هـ – سَعَة علمه وثناء العلماء عليه:
حظِي الإمام المحب الطبري رحمه الله بقَبول عند الناس – عالِمهم وعامهم – وذلك فضلُ الله يؤتيه مَن يشاء؛ فكان له نصيبٌ وافر من التقدير والإجلال والثناء الحسن، وهذا الثناء لا شك أَمارةُ الصلاح والتقوى، كما أنه علامةٌ على سَعَة العلم وجودة الفَهم، وقد جمع المحب الطبري بين العبادة والعلم؛ فكان رحمه الله تعالى لا يُرى إلا في علمٍ أو عبادةٍ.
يقول أبو اليُمن ابنُ عسَاكر[37]: (لم أرَ المحبَّ في وقت من الأوقات إلا في عملٍ من صلاةٍ أو طوافٍ أو دعاءٍ أو تعليمِ علمٍ أو تصنيفهِ، أو نحو هذا).
وهذه شِيمة الصالحين، ودأب السائرين إلى الله تعالى بإخلاص وبصيرة.
قال الإمام الذهبي: (كان عالمًا عاملًا جليل القدر، عارفًا بالآثار، ومَن نظر في أحكامه عرَف مَحَلَّه مِن العلم والفقه)[38].
وقال أيضًا: (وكان إمامًا صالحًا زاهدًا كبير الشأن)[39].
وقال تاج الدين السبكي: (شيخ الحرم، وحافظ الحجاز بلا مدافعة)[40].
وقال اليافعي: (شيخ الحرم الإمام العلَّامة الحافظ ذو التصانيف الكثيرة والفضائل الشهيرة)[41].
وقال ابن كثير: (كان فقيهًا، بارعًا، محدثًا، حافظًا، درَّس وأفتى، وكان شيخ الشافعية هناك، ومحدِّث الحجاز في زمانه)[42].
وذكر تقي الدين الفاسي مقولةَ الحافظ العلائي: (ما أخرجَتْ مكةُ بعد الشافعي مثلَ المحب الطبري).
ثم عقَّب بأنها لا تَسلَم من الاعتراض.
ثم قال: ووجدتُ بخط القطب الحلبي في ترجمة المحب الطبري: أنه لم يكن في زمانه مثلُه.
قال: وهذا مما لا ريبَ فيه[43].
ولم تقف معارفُ المحب الطبري وسَعَة علمه عند حدودِ الفقه أو الحديث أو التفسير فحَسْب، وإنما كان لُغويًّا وشاعرًا فصيحًا.
قال الإمام تقي الدين الفاسي: (وللشيخ محب الدين شعرٌ كثيرٌ جيد، يحويه ديوانه، وهي مجلدة لطيفة على ما رأيت)[44].
وكذا وصفه الحافظ ابن كثير، فقال: (وله شِعرٌ جيد؛ فمنه قصيدته في المنازل التي بين مكة والمدينة تزيد على ثلاثمائة بيتٍ، كتبها عنه الحافظ شرف الدين الدمياطي في معجمه)[45].
ولما أقام مدةً عند سلطان اليمن غلبه اشتياقُه إلى مكة المكرمة؛ فأنشد فيها[46]:
مريضُكِ مِن صدودك لَا يُعَادُ
بِهِ ألمٌ لغيرِك لَا يُعَادُ
وَقد ألِفَ التَّدَاوِي بالتداني
فَهَل أَيَّامُ وصلِكمُ تُعَادُ
لحَا اللهُ العواذلَ كم يُلِحُّوا
وَكم عذَلوا فَمَا أصغى وعادوا
وذلك كافٍ في الدلالة على ما تمتَّع به الإمام الجليلُ محب الدين الطبري من سَعَة علمٍ، وذِكرٍ حَسنٍ، وثناءٍ عطرٍ، وقَبولٍ بين العلماء، فنسأل الله أن يجزيَه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء، وأن يُحسِن لنا الخاتمة أجمعين، اللهم آمين.
ز – مذهبه العقدي:
الأصل أن أصحابَ التراجم إذا سكتوا عن المترجَم له في مذهبِه الاعتقادي؛ فذلك يعني أنه سويُّ السيرة، مستقيمُ العقيدة؛ كسائر أهل السنة والجماعة، وخلال النظر في هذا الكتاب موضوعِ البحث للإمام المحب الطبري رحمه الله، يتبيَّن لكل ناظرٍ أن الإمام كان شيخًا لأهل السنة والجماعة؛ فهو إمام الحرم، وقاضي مكة، وشيخ الحجاز، وفقيه الشافعية في عصره، ويُستدَل على ذلك بكلامه في كتابه، وشدة حبه لدينه، ودفاعه عن مذهب أهل السنة والجماعة، وإبرازه للمناهج الأخرى المخالفة لمنهج أهل السنة في مسائل العقيدة والإيمان على سبيل المثال، والرد عليها بالدليل والحجة، وهذه نماذج للدلالة على ذلك من كتاب الإيمان، والله المستعان:
النموذج الأول: قولُه في شرح حديث ابن مسعود رضي الله عنه [47]: “وظاهر قوله: ((ثم يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ)) أن المَلَك هو الذي ينفُخُ، فيُحمل على حقيقتِه المتعارفة فيه، وهو إخراج الريح من جوف النافخ، وإدخالها في المنفوخ فيه، وأما النفخ في قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 29]، فيحتَمِل إسناد النفخ إلى الله تعالى تشريفًا لآدم عليه السلام؛ كما دل عليه ظاهر الآية، ثم يحتمل وجهين:
أحدهما: إمراره على ظاهره، والإيمان به على ما أخبر الله جل وعلا به، والكيف مجهول، وتفويض العلم به إلى الله تعالى على وجه التمجيد والتنزيه والتعظيم، ونفي التشبيه، وله المَثَل الأعلى، ليس كمثله شيء.
الثاني: أن النفخ عُبِّر به عن التكوين تقريبًا للأفهام؛ كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [النحل: 40].
ويحتَمِل أن يكون النافخُ المَلَكَ بأمرِ الله تعالى، على طريقة: ﴿ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الحجر: 74]، وفاعلُ ذلك جبريلُ، ومثل ذلك كثير في الكتاب والسُّنة”.
النموذج الثاني: يقول الإمام المحب الطبري في تعليقه على حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ قلوبَ بني آدم كلَّها بين إِصبَعَيْنِ من أصابع الرحمن؛ كقلبٍ واحدٍ يُصرِّفه حيث يشاء))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم مُصرِّفَ القلوبِ صرِّف قلوبَنا على طاعتك))[48]، وذكر بعده عدة أحاديث، ثم قال: “قوله: ((بين إِصبَعَيْنِ))، وكذلك ما جاء في الكتاب العزيز والسُّنة، من المتشابه؛ كالنَّفْس، والوجه، والعين، واليد، والرِّجل، واليمين، والقبضة، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك، والفرح… – فهذه كلُّها صفات لله تعالى وَرَدَ بها السمع، يجب الإيمان بها، وإمرارها على ما جاءت، من غير تأويلٍ ولا تشبيهٍ ولا تجسيمٍ، مع اعتقاد التمجيد والتنزيه، لا تُشْبِه ذاتُه ذاتَ الخلق، ولا صفاتُه صفاتِهم؛ قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وعلى هذا سلفُ الأمة وعلماءُ السُّنة، وبه قال الفقهاء: مالك، والشافعي، وأحمد، والثوري، وابن عُيَينة، والبخاري، وابن المبارك، وجميع المحدِّثين، وكلهم تلقَّوا ذلك جميعًا بالإيمان والقَبول، وتجنَّبوا فيها التمثيل والتأويل، ووكَلوا العلم فيها إلى الله جل وعلا؛ كما أخبر عن الراسخين في العلم: ﴿ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾ [آل عمران: 7]، وسأل رجلٌ الإمامَ مالكًا عن قولِه تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالًّا، وأَمَر به أن يُخرَج من المجلس، وقال الوليد بن مسلم: سألتُ الأوزاعي، وابنَ عُيَينة، ومالكًا، عن أحاديث الصفات، فقالوا: أَقِرُّوهَاكما جاءت بلا كيف، والله أعلم”[49].
النموذج الثالث: ذكر المحب الطبري ح رقم (114): “وفي رواية من حديث جابر: (يأكلون ويشربون، ولا يبولون، ولا يتغوَّطون…)”، وأورد بعدَه عدة أحاديث، ثم قال: “قوله: (يأكلون ويشربون)، مذهب أهل السنة والجماعة وكافة المسلمين، أن نعيم الجنة بالمحسوسات كنعيم أهل الدنيا، وأن ذلك على الدوام لا آخر له؛ خلافًا للفلاسفة وغلاة الباطنية من أن نعيم أهل الجنة إنما هو لذَّات عقلية، وانفصال من هذا العالم إلى الملأ الأعلى، وهو عندهم المعبَّر به عن الجنة، وهو مذهب كافة النصارى، وخلافًا لبعض المعتزلة في أن نعيم أهل الجنة غير دائم، وإنما هو إلى أمد، ثم يسكنون…”.
النموذج الرابع: وفي التعليق على ح رقم (205): ((لا تزال جهنمُ تقول: هل من مزيدٍ؟ حتى يضعَ ربُّ العزة فيها قَدَمَه، فتقول: قط قط، وعزَّتِك)).
يقول المحب الطبري: “وقولُه: (رِجْله، وقَدَمه)، وما أشبه ذلك من المتشابه في الكتاب والسُّنة؛ من اليد، واليمين، والعين، والإصبع، والمجيء، والإتيان، والنزول – مُنزَّه عن الكيفية والتشبيه، نؤمن به ولا نُكيِّف ولا نُشبِّه، والسالم مَن سَلَك سبيل التسليم، والمتأوِّل في خطر الزيغ، والمُنكِر معطِّل، والمُكيِّف مُشبِّه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11][50]”.
وهذا بلا شكٍّ مما يُظهِر لنا أن الإمام المحبَّ الطبري كان على منهج السلف الصالح في مسائل الإيمان والعقيدة، وأنه كان مخالفًا لمذهب المعتزلة ومَن على شاكلتهم في كثيرٍ من هذه المسائل، بل يتبرَّأ إلى الله تعالى من الجنوح إلى مذهب مَن تقوَّل على الله تعالى بغير حقٍّ مِن الفلاسفة وغيرهم، والدليل على ذلك قولُه: “والسالم مَن سَلَك سبيل التسليم، والمتأوِّلُ في خطر الزيغ، والمُنكِرُ مُعطِّلٌ، والمُكيِّفُ مُشبِّه…”.
كما يظهر لنا من خلال النموذج الأولِ أن المحب الطبري رحمه الله لم يكن متعصبًا، وإنما يذكر الخلاف في المسألة دون تجريح للمخالف؛ فهو ينقل مثلًا في مسألة النفخ في الروح رأيَ القائل بإمراره على ظاهره، والإيمان به على ما أخبر الله جل وعلا به، والكيف مجهول، وتفويض العلم به إلى الله تعالى على وجه التمجيد والتنزيه، والتعظيم، ونفي التشبيه، كما ينقل رأيَ مَن قال بالتأويل – دون تعقب – وأن النفخ عُبِّر به عن التكوين تقريبًا للأفهام، وهذه مرونة فكرية عزَّ وجودُها في هذا الزمان، والله المستعان.
ح – مذهبه الفقهي:
ذكر الإمام تاج الدين السبكي في “طبقات الشافعية الكبرى”[51]، وابنُ كثير في “طبقات الشافعيين”[52]، وغيرهما، أنه شافعيُّ المذهب.
بل إنه كان إمامَ الشافعية في عصره.
قال الإمام العلائي: ما أخرجَت مكة بعد الشافعي مثلَ المحب الطبري[53].
ط – وفاته:
الراجح: أنه تُوفي في جُمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وستمائة بمكة المكرمة، وهذا القول ذكرَه الذهبي في “المعجم المختص بالمحدِّثين”[54]، وابن كثير في “طبقات الشافعيين”[55]، وابن العماد في “شذرات الذهب”[56]، وغيرهم.
فرحمه الله تعالى، ورضي عنه وأرضاه، وجزاه عن الإسلام، والمسلمين خير الجزاء.
________________________________________
[1] قد آثرتُ في ترجمة الإمام المحب الطبري الإيجازَ مع الدقة والتحقيق، لا سيما أنه قد سَبقت دراسة حياته من جوانبَ عدةٍ في بحوث محقَّقة معتمَدة، قد ذكرتُها في المقدمة تحت عنوان: (الدراسات السابقة).
[2] هي الآن في محافظة تسمى “مازندران” شمال إيران.
والطَّبَر: هو الذي يُشقَّق به الأحطاب، وما شاكله؛ بلغة الفرس.
وستان: الموضع أو الناحية؛ كأنه يقول: ناحية الطبر.
وقد ذكر ياقوت الحموي فصلًا مُوسَّعًا في سبب تسميتها، ثم قال: “والحقُّ الذي يعضده ما شاهدناه منهم، أن أهل تلك الجبال كثيرو الحروب، وأكثرُ أسلحتهم – بل كلُّها – الأطبار، حتى إنك قلَّ أن ترى صعلوكًا أو غنيًّا إلا وبيده الطَّبَر؛ صغيرهم، وكبيرهم، فكأنها لكثرتِها فيهم سُمِّيت بذلك، ومعنى طبرستان من غير تعريبٍ: موضع الأطبار”.
وإليها نُسِب القاضي أبو الطيب طاهر بن عبدالله الطبري، الإمام المشهور، المتوفى سنة 310 هـ، وأبو بكر بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن علي بن فارس الطبري، أبو الطبريِّين بمكة؛ يُنظر: آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مكان (ص 69)، معجم البلدان (4/ 13 – 14)، تاج العروس (12/ 413) بتصرف.
[3] البداية والنهاية؛ لابن كثير (13/ 402).
[4] طبقات الحفاظ؛ للسيوطي (ص514/ برقم 1129).
[5] البداية والنهاية (13/ 402)، طبقات الحفاظ؛ للسيوطي (ص514/ برقم 1129).
[6] يُنظر: تاريخ الإسلام (15/ 784)، مرآة الجنان (4/ 168)، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (8/ 18)، طبقات الحفاظ للسيوطي (ص514/ برقم 1129)، شذرات الذهب (1/ 58).
[7] (3/ 61) برقم (571).
[8] يُنظر: مرآة الجنان (4/ 168).
[9] شذرات الذهب (1/ 58).
[10] طبقات الشافعية الكبرى؛ للسبكي (8/ 18).
[11] تذكرة الحفاظ؛ للذهبي (4/ 1474)، طبقات الحفاظ؛ للسيوطي (ص514/ برقم 1129).
[12] العقد الثمين (3/ 67 – 68).
[13] (1/ 58).
[14] خلاصة الأثر (2/ 461)، تاريخ مكة؛ للسباعي (ص251)، بتصرف.
[15] يُنظر: ذيل التقييد (1/ 323)، مرآة الجنان (4/ 168)، طبقات الشافعية؛ للسبكي( 8/ 19)، العقد الثمين ( 3/ 61)، المنهل الصافي (1/ 342 – 345).
[16] بالضم ثم السكون، وصاد مهملة، وهي مدينة عظيمة بمحافظة قنا، تقع على الساحل الشرقي من النيل، جنوب القاهرة بحوالي (645 كم)؛ يُنظر: معجم البلدان (4/ 413)، رحلة ابن بطوطة (1/ 228).
[17] نسبة إلى الملك المنصور صاحب اليمن، وهي بالجانب الغربي من المسجد الحرام، وكانت موقوفةً على فقهاء الشافعية؛ يُنظر: العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية (1/ 233)، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (1/ 428).
[18] سير أعلام النبلاء (23/ 119 – 121)، مقدمة الرياض النضرة (1/ 45).
[19] العقد الثمين (6/ 143 – 144).
[20] تاريخ الإسلام (14/ 518).
[21] البداية والنهاية (13/ 230).
[22] العبر في خبر من غبر (3/ 263)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 301 – 303)، شذرات الذهب (7/ 425 – 426).
[23] سير أعلام النبلاء (23/ 268 – 269).
[24] تاريخ الإسلام (14/ 543).
[25] ذيل مرآة الزمان (2/ 177 – 179)، العبر في خبر من غبر (3/ 300).
[26] منهج التأليف في أحاديث الأحكام؛ د/ محمد أحمد معبد عبدالكريم (ص580).
[27] طبقات الشافعية؛ للسبكي (8/ 18).
[28] ( 2/ 603).
[29] ذيل التقييد (1/ 46).
[30] فوات الوفيات (2/ 409 – 411)، طبقات الشافعية للسبكي (10/ 102).
[31] المعجم المختص بالمحدثين (ص 156 – 157).
[32] نسبة إلى: بِرْزَالة، قبيلة من المغرب؛ لب اللباب للسيوطي (ص34).
[33] المعجم المختص بالمحدثين (ص 77 – 78)، النجوم الزاهرة (9/ 319).
[34] العقد الثمين (1/ 321 – 330).
[35] ذيل التقييد (1/ 283)، النجوم الزاهرة (10/ 111 – 115)، الأعلام؛ للزركلي (7/ 152).
[36] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (1/ 431)، شذرات الذهب ( 8/ 16).
[37] أبو اليُمْنِ بن عَسَاكِرَ، هو عبدالصمد بن عبدالوهَّاب بن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد بن عساكر، الإمام الزاهد المحدث، أمينُ الدين الدمشقي الشافعي، المتوفى 686 هـ، نزيل الحرم، كان ثقة عالِمًا، فاضلًا، صاحب دينٍ وعبادةٍ وإخلاصٍ؛ يُنظر: تاريخ الإسلام (15/ 572)، مرآة الجنان
(4/ 152)، البداية والنهاية (13/ 366).
[38] المعجم المختص بالمحدثين (ص22).
[39] تذكرة الحفاظ (4/ 1474).
[40] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (8/ 18).
[41] مرآة الجنان (4/ 168).
[42] طبقات الشافعيين لابن كثير (1/ 939).
[43] العقد الثمين (3/ 66).
[44] المصدر السابق (3/ 68).
[45] البداية والنهاية (13/ 402).
[46] طبقات الشافعية للسبكي (8/ 19).
[47] كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين: حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق -: “أنَّ خلقَ أحدِكم يُجمَع في بطن أمه أربعين يومًا…))؛ ينظر: غاية الإحكام (1/ 20)، (1/ 26).
[48] صحيح مسلم: كتاب القدَر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء، (4/ 2045).
[49] غاية الإحكام: كتاب الإيمان، ذكر تقليب القلوب (1/ 85 – 88)، من ح رقم (193) إلى ح رقم (205).
[50] والمقصود بالتأويل الذي يكون صاحبُه في خطر الزيغ، التأويلُ الفاسد، وليس التأويل المقصود ما قام به أهل السنة من التأويل المعتَمِد على القرائن، وقصده التنزيه وليس التعطيل كما يدعي البعض، والله أعلم.
[51] (8/ 18).
[52] (1/ 939).
[53] العقد الثمين (3/ 66).
[54] ص22.
[55] (1/ 939).
[56] شذرات الذهب (1/ 58).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *