رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الصبر وفضائله

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الصبر وفضائله
بقلم / المفكرالعربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ,
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن نزول البلايا وحلول المصائب في ساحة العبد على تنوعها وتعدد دروبها وما تعقبه من آثار، وما تُحدِثُه من آلام يتنغص بها العيش، ويتكدر معها صفو الحياة -حقيقةٌ لا يمكن تغييبها، ولا مناص من الإقرار بها؛ لأنَّها سُنَّة من سنن الله في خلقه، لا يملك أحد لها تبديلًا، ولا يملك لها تحويلًا، وتتباين مواقف الناس أمامها؛ فأما أهل الجزع ومَنْ ضَعُفَ إيمانُه، واهتزَّ يقينُه فيحمله كل أولئك على مقابلة مر القضاء ومواجهة القدر، بجزع وتبرم وتسخط، تعظم به مصيبته، ويشتد عليه وقعها، فيربو ويتعاظم، فينوء بثقلها، ويعجز عن احتمالها، وقد يُسرِف على نفسه فيأتي من الأقوال والأعمال ما يزداد به رصيده من الإثم عن ربه، ويضاعف نصيبه من سخطه، دون أن يكون لهذه الأقوال والأعمال أدنى تأثير في تغيير المقدور، أو دفع المكروه، وأمَّا أولو الألباب فيقفون أمامَها موقفَ الصبر على البلاء، والرضا ودمع العين، فلا يأتون من الأقوال والأعمال إلا ما يُرضي الربَّ -سبحانه-، ويعظم الأجر ويُسَكِّن النفسَ، ويطمئنُّ به القلبُ.
يدعوهم إلى ذلك ويحثُّهم عليه ما يجدونه في كتاب الله، مِنْ ذِكْر الصبر وبيان حُلْو ثمارِه وعظيمِ آثارِه، فمن ذلك الثناء على أهل الصبر ومدح الله لهم بأنهم هم الصادقون، المتقون حقًّا؛ كقوله عز اسمه: (وَالصَّابِرِينَ في الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)[البقرة: 177]، وكقوله -سبحانه-: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)[آل عمران: 17].
ومن حلو ثمار الصبر وعظيم آثاره: محبة الله لأهله، ومعيته لهم، ونصرهم وتأييدهم، كما قال: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)[آل عمران: 146]، وقال: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[الأنفال: 46]، وإخبار الله بأن الصبر خير لأصحابه؛ (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)[النحل: 126]، وأن أجرهم بغير حساب؛ (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[الزمر: 10].
وأيضًا: البشرى لهم، والنصر، والعزيمة، وأنهم أحق الناس ببلوغ المكارم، والفوز بالدنيا والآخرة، كما في قوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ…)، وحديث: “واعلم أن النصر مع الصبر”، وقول علي -رضي الله عنه-: “الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد”، وأقوال عمر بن الخطاب، وأحاديث كثيرة كـ”الصبر ضياء”، و”ما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر”.
قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في بسط مدلول قوله -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)[البقرة: 155]: “أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن، ليتبيَّن الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر”.
فالصبر في هذه المواقف ليس فقط فضيلة، بل هو طريق إلى رضوان الله، ونيل محبته، وبلوغ الإمامة في الدين، كما قال -سبحانه-: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً…)، وقال الإمام ابن تيمية: “بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين”.
فالزموا الصبر عباد الله، واحتسبوا الأجر عند الله، واثبتوا على طريق الحق، فإن الله معكم، وهو حسبكم ونعم الوكيل، (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ)[يوسف: 18].
قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏federation Aras Arabe World Internatione 平平酒 ی اخاد الوطن العريي الدولي رئيس الإتحاد دكتور خالد عبد اللطيف‏'‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *