«رحيل آريس»شخصيات تصطلي بنار الأحداث«
«رحيل آريس»شخصيات تصطلي بنار الأحداث«
للدكتورة: «شهد هشام الشنديدي»
آريس هو إله الحرب والشجاعة في الميثولوجيا الإغريقية، فهو يشير إلى الوحشية العمياء والغضب والمجازر الدموية والهلاك والخراب واللعنة والشقاء؛ وهو عنوان رواية الكاتبة الليبية فاطمة سالم الحاجي «رحيل آريس».
وغلاف رحيل آريس عبارة عن خريطة ليبيا في بقعة سوداء، يتوسط الخريطة وجه مليء بالألوان، وكأنه يحمل البهجة والسعادة والأمل ورؤية مشرقة لواقع مضطرب مليء بالخوف والظلام.
وفي الإهداء، أهدت الكاتبة عملها إلى كل مَن عانى من ويلات الحروب والخراب والاضطراب.
أما عن سبب تأليف الرواية، فقد ذكرت الكاتبة في التقديم أنها لم تستطع السكوت عن مشاهد العنف والدمار التي اجتاحت البلاد العربية وخيمت بسحابتها السوداء على كل بهجة، وفي خضم هذه المآسي ظهر بصيص أمل يؤذن بسطوع الشمس المشرقة فكان رحيل آريس.
إذن نحن أمام رواية واقعية تدور أحداثها على فكرة الاضطراب التي عانت منها معظم البلدان العربية خلال السنوات الأخيرة، وهي فترة ما يسمى بالربيع العربي، وهي الفكرة التي طرحتها الكاتبة من خلال الرواية وجعلتها تتسرب إلى عقل القارئ مع تتابع تيار أحداث الرواية.
تجسد الكاتبة الأوضاع التي عاشتها بلادها بعد الخراب والدمار الذي شهدته في السنوات الأخيرة نتيجة للاضطرابات التي وقعت وكادت أن تودي بالبلاد والعباد، موضحة أثر ذلك في نفس الإنسان ومشاعره، فهي معنية بالوجود الإنساني وسط زلزال الدمار وأصوات المدافع.
تعكس الرواية في بنيتها السردية أحداث التجربة الشخصية التي مر بها أبطال الرواية، فهي مجموعة من الأحداث المتلاحقة التي تطوف بنا بين الماضي والحاضر، وفي سبيل استطعام الأحداث الماضية وإيضاحها للقارئ تلجأ الكاتبة من خلال أبطالها إلى ما يسمى بالاسترجاع الزمني “Flash Back” لاستحضار ما مضى من الأحداث والمشاهد، وبين الرجوع إلى الماضي ورده إلى الحاضر الأليم يقف القارئ على حجم الفاجعة وما آلت إليه الأوضاع.
الزمان والمكان:
تدور أحداث الرواية في حقبة ما يسمى بالربيع العربي، والتي شهدت اضطرابات استمرت لسنوات عديدة، وجدت بعض البلدان طريق التعافي منها، ولازال البعض يعاني من تبعاتها.
أما عن مكان أحداث الرواية فنجد أن فضاء الرواية واسع، مركزه ليبيا ويمتد ليشمل معظم أنحاء الوطن العربي.
الحدث:
وإذا تناولنا أحداث الرواية نجد أنها رواية دائرية تنتهي بفتح البطل موسى الصندوق الذي كان يسعى لفتحه في بداية الرواية ومنعه من ذلك أحداث الرواية المتلاحقة، وتنتقل الأحداث في مواقف مختلفة تعبر عن البيئة التي واكبت الثورة وحدثت فيها الاضطرابات، حيث ظهر على السطح جماعة إرهابية عبثت بأذرعها الخفية في كثير من الأحداث، حتى أصبح العنف شعارًا لهذه الفترة.
فبطل الرواية موسى انضم إلى الجماعة “داعش” وكانت رغبته الأساسية هي الثأر، تقول الكاتبة على لسان موسى: (أنا هنا لمهمة واضحة، أريد فقط الثأر والهجوم على أعدائي)( ).
واتجهت حور إلى الاتجار في البشر بعد أن فرت من براثن الجماعة، ورأت أن بيع الأطفال هو طريق خلاصهم من واقع مضطرب مأساوي يسود فيه القتل والدمار، حتى إنها باعت ابنها، تقول: (نعم، بعثت ولدي إلى الأمان، والحياة الأفضل، بدل أن يعيش معهم هنا وينشأ جنديا يمارس القتل، أو غلاما من الغلمان يؤمر فيطيع، أو ينشأ معتوها بسبب ما رآه بعينه من مصائب التهمت عمره البريء، لقد فتحت له باب الأمل في حياة لم أتمكن من توفيرها له)( ).
أما عامر فقد أسس حزبًا للفقراء ليناضل عن حقوقهم، ثم بعد الثورة منعوه من أي منصب داخل الحزب أو خارجه، والعجيب أن مَن سلمه القرار المشئوم شاب مسلح كان يطلق النار على المتظاهرين يوم مظاهرة سوق المدينة، يقول عامر: (قرأت الورقة وشبت النار في شراييني، واندفعت للرد عليه بكل جوارحي: لكنني لم أتورط في قتل أحد، ولم أسرق المال العام، هذا الذي بينكم ـ يقصد الشاب المسلح ـ هو المتورط، أنا أول الخارجين في صفوف الثورة)( ).
سيميائية الشخصيات:
وإذا تحدثنا عن سيميائية الشخصيات نجد أنَّ الكاتبة اختارت شخصياتها بعنايةٍ شديدةٍ، وأحسنت في صياغة تفاصيلهم، فعرضتهم بصورةٍ حيةٍ، وكأننا نعيش ونتفاعل مع تصرفاتهم، كأنهم رأيُ عين.
وتنقسم الشخصيات إلى شخصيات رئيسية وشخصات ثانوية.
الشخصيات الرئيسية:
موسى: هو صاحب المقام الأول في النص السردي، فهو البطل الرئيسي الذي يقوم بدور الراوي العليم الذي يملك أهم آليات القص أو السرد، والذي كان أمينا في النيابة، فكان شديد الحرص عل نقل دقائق الحدث الواقعي ـ كما ذُكر في مقدمة الرواية ـ.
وموسى في اللغة هي الآلة الفولاذية الحادة التي يُحلق بها، وفي الرواية سنجد شخصيته حادة كاسمه، فقبل الثورة كان ذا سلطان يأمر فيطاع ويرهب القلوب، يقول: (كانت السلطة ورغد العيش يضيفان وسامة الشباب على وجهي، والفخامة على مظهري، فمن يصدق أنني أنا في هذه الهيئة، أنا ذلك الذي كان يرهب القلوب ويأمر فيطاع)( ).
وفي موضع آخر قال: (أنا الأستاذ موسى ذو الرتبة العالية، والسلطة، والمال، والمزارع، والخيول، والسيارات، ذلك الذي كان يدخل الرعب على القلوب بمجرد ذكر اسمه، ألتجئ إلى هؤلاء بحثًا عن الحماية من بني قومي! وأستخدمهم وسيلة لأخذ ثأري! ها أنا بينهم أُضرب وأُهان، من كان يصدق أن هذا سيحدث لي)( )، وبسبب ما تعرض له موسى من محن أُصيب بالصرع.
عامر: وعامر في اللغة اسم فاعلٍ من عَمَرَ، وهو كل ما ينفع، وهذا ما نلاحظه في شخصية عامر في الرواية، كانت بدايته مضطربة، ففي أول الأمر كان يريد الانتقام وكان يملؤه الغضب والكره تجاه من كانوا السبب في ضياع زوجته وابنته وبُعدهم عنه، ولهذا السبب انضم إلى الجماعة “جماعة داعش” بهدف الانتقام والأخذ بالثأر.
ولكن بعد معاناة طويلة وجد أن الانتقام ليس هو الحل، وإنما المحبة، يقول: (محبة كل شيء في الكون، المحبة التي تلين القلوب القاسية، المحبة التي تبني حصنًا حولك فلا أحد يجرؤ على الاقتراب منك، إنهم يبحثون عن الظلمة في الأرض، وأنا أبحث عن الضوء في عمق البحار في الماء)( ).
جاء ذلك أثناء حوار بينه وبين موسى، حيث إنه وجد عند من يبحث معهم عمن يحميه من العدو عنفًا أشد وظلما أكثر مرارة، فهم يبحثون عن أهداف مختلفة غير التي يسعى إليها، فلذلك وجد أن الحل في الهدوء والسكينة ووالحب من أجل الحب، حب الله والوطن وتعميره، متحديًا أي مصاعب تواجهه، ورأت الكاتبة أن طريق عامر هو الطريق الأمثل فقد أهدت العمل إلى كل مَن اقتفى أثر عامر.
حور: وهو اسم يدل على المرأة الجميلة واسعة الأعين، ونجد ذلك واضحًا في وصف الراوي ـ موسى ـ لها بقوله سائلًا إياها: (من أين أتيت أيتها الجميلة؟)، وقبلها يقول: (جلست أتطلع لوجهها الساحر وشعرها الأحمر الذي كان يغطي جبينها وينسدل على كتفيها عندما رأيتها أول مرة، جمعته اليوم إلى الخلف فأبان جيدها المرمري الساحر)( ).
وكانت تبيع الأطفال ضحايا الحروب لجهات القتال لأسباب مختلفة معللة ذلك بأن هذه التجارة تجارة نبيلة، وجاء ذلك في إطار حوار بينها وبين موسى، حيث كان الصراع قائمًا بينهما حول شرعية هذه التجارة هل هي نبيلة أم مشبوهة.
فقالت له: (أولًا ليست تجارة مشبوهة، هي مجموعة من المنتمين لحركتنا الإنسانية حيث يتم الإعلان بواسطة عملاء خاصين، بعد أن يتفقوا على الصفقة أتسلم أطفال ضحايا الحروب، ممن فقدوا والديهم، أو فقدوا كل دليل للوصول إليهم إذا كانوا أحياء، أو من لم تستطع أسرهم إعالتهم بعد أن دمرت الحرب كل ممتلكاتهم)، ثم تقول: (الحرب يا موسى تغير طبيعة البشر وتغير العلاقات بينهم، تغير القيم وكل شيء)( ).
وفي الوقت الذي أعجب موسى بجمال حور لم يعجبه طريقة تفكيرها، فوصفها بالسوداوية قائلًا: (لعنت هذه الساعة التي اكتشفت فيها هذه المرأة الشؤم، لقد أربكتني بأفكارها السوداوية، كنت أحلم بأمل كبير في استرداد سلطتي وسيادتي فإذا هي تهدم كل بارقة أمل)( ).
الشخصيات الثانوية:
وهي التي تحمل أدوارًا قليلة في الرواية وأقل فاعلية، ولكنها تُكمل بعض أحداث الرواية، وتبقى عنصرًا هامًّا فيها، مثل:
الأمير: وهنا يرمز إلى أمير الجماعة “جماعة داعش”، ومن قراءتنا للرواية نلاحظ أنه شخص قاسي وظالم، انتزعت من قلبه الرحمة، يعامل النساء معاملة وحشية، فهن سبايا حروب لا حق لهن ولا كرامة.
بابكر: صديق البطل موسى، يظهر في المشهد بين الحين والآخر، وهو من رجال الجماعة، مقرب للأمير، وهو الذي ساعد حور على الهرب، وكان يعمل معها في تجارتها، قال عنه موسى: (أصبحت أنا وبابكر صديقين مقربين بسرعة، فهو عفوي وخفيف الظل، يروي لي حكايات عجيبة عن بلاده وعن إفريقيا، لكنه يتحفظ عن سبب انضمامه إلى هذه الجماعة)( ).
زوجة موسى الأولى وزوجته الثانية واسمها زهرة: وكأنها الربيع في حياة موسى، الذي اغتالته يد الغدر والخيانة من زوجته الأولى عن طريق الطفل البريء المستغل من قبل أمه للانتقام من زوجها موسى وزهرة، فزهرة هنا زهرة حياة موسى التي اختطفت من بين أحضانه غدرا، يقول موسى عنها: (وكانت زهرة عروسًا فاتنة، تبهر الفؤاد بنضارتها، وشعرها المنسدل وضحكة عينيها الواسعتين)( )، وتعلق قلبه بها حتى بعد وفاتها، فعندما رأى “حور” بجمالها تذكر زهرة.
الضابط الذي قابله موسى في تونس: كان هناك خلاف وصراع بين موسى وعامر على تبعات الثورة، ووصل الخلاف إلى التشابك بالأيدي مما اضطرهم للذهاب إلى القسم، وهناك طلب منهم الضابط عرض ما حدث في صورة مسرحية، وقام هو بدور المحكم.
جدة عامر: والجدة هي رمز الأصالة والعراقة والأصل الطيب، فكان لها دور كبير في حياة عامر، فهي صاحبة رأي زواجه بالاشتراك مع والدته، وحاولت التوفيق كثيرًا بينه وبين زوجته ترك فكرة الطلاق، ولكنها لم تفلح فماتت من حسرتها وحزنها، وكأن الجدة هي الماضي العتيق الأصيل الذي يأبى ويرفض ما يحدث في الحاضر، ولكن قوة الحاضر أقوى منه، فمات حزينًا مقهورًا.
مبروكة أخت موسى وطفلها: وهما رمز التضحية فأخته كانت ضحية الغدر والاغتصاب الخارج عن إرادتها، وطفلها الذي حملت به غدرًا، مع إنه كان بريئًا إلا أنَّ موسى قرر قتله والقضاء عليه حتى لا يدنس تاريخ عائلته العريق.
والتي وصفها موسى بتمثال الشموخ وهي تتسلم شهادتها من التخرج في بريطانيا يقول: “كانت مبروكة زهرة البيت والحي تفتخر بتخرجها من أحسن الجامعات في بريطانيا، كنا نضع صورتها على الجدار في البهو وهي بلباس التخرج، واضعة القبعة على رأسها تتسلم شهادتها بشموخٍ، اختفت هذه الصورة وحل محلها العار ملتبسًا جسدها، أصبحت مبروكة تمثال العار فأطلقت عليه النار التي أصابتني في أحشائي قبل أن تصيب جسدها، ولن يطفئ هذه النار إلا الثأر من أعدائي)( ).
وكأن مبروكة هي بلد الكاتبة ليبيا، فكانت شامخة، زهرة البلدان، وجاء العدو الغادر المغتصب ليستبيح عرضها، وأصبح هناك ثأر بين الكاتبة والعدو، وغضب عليه لا يهدأ.
ربيعة زوجة عامر: وهي ابنة أحد أصدقاء والد عامر، والذي تفاءل باسمها قائلا: (لعل الربيع يهل معها على حياتنا)( ).
مسعود أخو عامر: والذي كان رافضًا بشدة إقامة عامر وزوجته معهم في نفس البيت.
أمنية ابنة عامر: التي نشأت بعيدًا عنه بعدما أخذتها أمها وعاشت بها في بيت أهلها ومنعتها عن عامر لعدم تمكنه من توفير مسكن لهم.
سعيد: والذي قابله موسى أثناء سجنه في تونس، فقد سُجن بسبب تصوفه، بينما اُدُّعي عليه أنه يتعاطى المسكرات.
وهناك شخصيات ثانوية أخرى مثل ابن عم موسى والذي أخبره بمكان تواجد أخته مبروكة، وسائق التاكسي، والنادل، وصاحب المقهى الذين قابلهم موسى في تونس، وصديق موسى المهندس أحمد الذي يملك بساتين لزهور الفل ويقوم بتزيين السيارات، والذي زيَّن سيارة موسى وقت زفافه على زهرة، وتماضر حبيبة بابكر، وآخرون.
تميز النسيج السردي لرحيل آريس بالترابط، فأحداثه جاءت في تسلسل، بدأت الكاتبة أحداث الرواية بإثارة تشويق القارئ لمعرفة ما بالصندوق لتتوالى الأحداث على مدار الرواية صعودًا وهبوطًا ليكتشف القارئ سر الصندوق في النهاية.
ولو وقفنا على لغة الرواية ومفرداتها وتراكبيها نجد أنها محكمة البناء السردي، سهلة اللفظ، تجمع في بعض الأحيان بين الفصحى والعامية، بعيدة عن الغموض والغرابة، فكان العمل من ناحية اللغة والتنظيم والترابط والتنسيق عملًا جديرًا بالمتابعة.
وجاءت الأساليب اللغوية مناسبة لإثارة ذهن المتلقي، فنراها في أكثر من موضع تعمد إلى الاستفهام وغرضها في ذلك إبطاء السرد لكي تمنح فرصة للمتلقي للتأمل بطرح سؤال في مجرى السرد، كأن قالت: (ألم تعاني الدَوار بعد؟ وأنتَ تشاهد الذبحَ المعلنَ في كلِّ مكانٍ حولك ولا أحد يتحرك لمن النزيف؟ ألم تُلاحظ جرائم التوحش بانتهاك عرضِ الأمِّ على مرأى ومسمع من أطفالها وتحول الجميعُ إلى أصنام؟ ألم ترى التنكيل والقتل بين الأهل وأبناءِ الدم الواحد دون شفيع؟ جاءت هذه الاستفهامات في وصفِ حور للواقع المرير الذي تعيشه.
وفي موضعٍ آخرٍ قالت: “والله إنك ساحرة في صورة امرأة، لكن تُرى ما سر هذا السحر؟ هل هو جمالها الأخاذ؟ أو الصورة الملائكية المرسومة بدقة على وجهها؟ أو إطلالة البهجة المثيرة من شفتيها؟ أو العذوبة الساحرة التي تفيض من ابتسامتها؟ أو هو عطر روحها الفريد؟)( ) جاءت هذه الاستفهامات على لسان موسى وهو يتأمل زوجته زهرة.
نجد في مواطن عدة من الرواية أن الكاتبة تقف عمدًا لوصف شيء ما كوصف شخصية ما أو مكان ما، فتشدنا بذلك للانسجام والاندماج مع المشهد الوصفي، فعلى سبيل المثال جاء على لسان بابكر وهو يصف جبيبته تماضر قائلًا: (فهي بيضاءُ مُوَشَّاةُ بحمرةٍ على وجنتيها، ممشوقة القامة مثل الغزال، رؤيتها تُسكر بلا نبيذ، وتُطْرِبُ الفؤاد بلا نغم)( ).
ومن المشاهد الوصفية الموحية المعبرة عن الغرض الرئيس من الرواية مشهد مصارعة حور لإله الحرب آريس، فما أسمته الطقسَ الإيحائي هو طقس رقص على لوحة آريس الملقاة على الأرض؛ وكأنها ترقص على رفات الحرب والدمار، يقول موسى واصفًا إياها: (وقفزت واقفة تدوس عليها، وبدأت تقفز في الهواء وتدوس بقوة على اللوحة …، كانت تمسح العرق بكم قميصها، وتواصل الرقص والقفز الهستيري، كأنها أحد سكان أدغال إفريقيا انطلق من عقاله راقصًا على دقات الطبول الصاخبة)( ).
جاء الحوار ـ وإن كان قليلًا ـ في الرواية مناسبًا مع الشخصية التي يصدر عنها، خاصة حوار موسى مع حور الذي كان يغلب عليه العاطفة والحب.
عمدت الكاتبة في بعض الأحيان إلى التكرار، حيث يتم تكرار المعلومة أو المشهد بتغيير بسيط، وقد تكون لجأت إلى هذه السمة لإثارة انتباه القارئ.
رواية رحيل آريس عبارة عن صرخة احتجاج أطلقها أبطال الرواية ضد الحرب وجبروت الإنسان ضد أخيه الإنسان، وتشويه الحرب لكل ما هو جميل في الكون، وهذا ما صرحت به الكاتبة في تقديمها للرواية.