سيكولوجية العطاء
بقلم
ا.د. محمد صالح الإمام
لقد تعودت الإنسانية بعضها او معظمها علي مبدأ الأخذ وعدم المبالاة في العطاء
تعودت علي ان تتلقي من الآخر وعندما يحتاجها الآخر تتكاسل في تلبية الاحتياج حتي ولو بالايماءه ، نعم لقد اصيبت النفوس بالمرض الخفي وا ن كانت مؤشراته ظاهرة صامته
مرض لا ترى له ملامح و لا تشعر له بأعراض ، مرض تسري آثاره على النفس ببطء و هدوء وروية !!!
إنه مرض “التعود علي الاستئثار والاستئصال ” الاستئثار علي ما يطرح أمامك ويكون في مقدورك حجبه والاحتفاظ به لذاتك او تمتلكه وتحجبه عن محتاجيه من حولك
والاستئصال من حقوق المؤسسة التي اؤتمنت عليها وتواليت انت مسئوليتها او تكاسلت عن إنجاز عملك وتلبية مصالح الغير
وهما معا يمتلكك شعور بأن ما معك وما فيك و ما حولك هو لك ، وجزء من تكوينك !!!
فلا تشعر بنعم الله عليك الذي يجددها لك كل فيمتوثانية مثل نعمة البصر والسمع والبلع والإخراج و ذهاب الظمأ و ارتواء العروق و أن تعدوا لا تحصوها !!! فلم يستئثر ولم يستئصل…. ومن سمات المستئثر والمستئصل :
– إذا سألته عن حاله ، قال لك ” ليس هناك جديد ”
– تعود على دخول بيته .. وعلى أهل بيته و يجدهم بخير وفي أحسن حال وكأن هذا هو ما يجب أن يكون !!!
– ان تألف نِعمَ اللهِ عليك و كأنها ليست بِنِعَم بل هي حق مكتسب لك !!!
– أن تستشعر وجود وطن ومسكن يؤويك وبالستر والمودة بوجود أم أو أب أو زوجة وأطفال بصحة جيدة والبعض يسأل عنك وفى أفضل حال بأنه شيء طبيعي !!!
– ان يمتلكك شعور بان الرزق يكمن في الاستئثار والاستئصال ..
لقد غفل أصحاب هذه السمات بان َالرِّزْقُ لَيْسَ هو زِيَادَة مَا عنْدَكَ .. وَلَكِنْ الرِّزْق الحقيقي أَنَّ ماعِنْدَكَ يصبح سليما معافا كل يوم من نعمة سمع وبصر وصحة وزوجة وأولاد ولا يسلب منك وهذا هو رزق السلب ، ولكي نصل الي العلاج الناجح في إطار النفس المطمئنة
فلا تجعل الحياة تُرغمك أن تألف النعم، بل أرغم أنت حياتك أن تألف الْحَمْد. وهذه الاستراتيحية الأولي في تكوين سيكولوجية العطاء ..