طفرة غير مسبوقة في صناعة السياحة المصرية: المهندس إيهاب محمود يضع خريطة الانتعاش الساحلي
طفرة غير مسبوقة في صناعة السياحة المصرية: المهندس إيهاب محمود يضع خريطة الانتعاش الساحلي
بقلم: حسام النوام
شهدت مصر خلال الأشهر الأخيرة طفرة سياحية غير مسبوقة، عكست حجم الجهود المبذولة لإعادة القطاع إلى مكانته العالمية. وفي هذا السياق، جاء حديث المهندس إيهاب محمود عبد الله، عضو الغرف السياحية، خلال ظهوره في برنامج المجلة السياحية بتاريخ 15 أغسطس 2025، ليؤكد أن المدن الساحلية المصرية أصبحت اليوم في قلب خريطة السياحة العالمية، وأن المستقبل يحمل آفاقًا أوسع إذا ما استمرت خطوات التطوير بنفس الوتيرة.
السياحة المصرية… من التحدي إلى الانطلاقة
أوضح المهندس إيهاب محمود أن ما يشهده القطاع السياحي في مصر ليس مجرد انتعاش موسمي، بل هو تحول استراتيجي يُعيد صياغة المشهد السياحي بالكامل. فبعد أعوام من التحديات الإقليمية والعالمية، استطاعت الدولة أن تستثمر في البنية التحتية والمشروعات القومية، لتُعيد مصر إلى دائرة المنافسة العالمية بقوة.
وأكد أن المؤشرات الأولية لحجوزات الفنادق وحركة السياحة الوافدة تكشف عن نسب إشغال قياسية في عدد من المدن الساحلية مثل شرم الشيخ، الغردقة، مرسى علم، والعلمين الجديدة، وهو ما يمثل انعكاسًا مباشرًا لحالة الثقة المتزايدة في المقصد السياحي المصري.
المدن الساحلية… قلب الانتعاش
ركّز المهندس إيهاب على أهمية المدن الساحلية في تحقيق الطفرة الحالية، موضحًا أن هذه الوجهات لم تعد تقتصر على السياحة الشاطئية فقط، بل باتت مقاصد متكاملة تقدم تجربة سياحية متفردة.
فالاستثمارات الجديدة في الموانئ، والممشى السياحي، ومراكز المؤتمرات، بالإضافة إلى الفعاليات الدولية التي تحتضنها المدن الساحلية، جميعها جعلت مصر وجهة مميزة للمصطافين والمستثمرين على حد سواء.
وأشار إلى أن مشروعات مثل “العلمين الجديدة” تُعد نموذجًا لمستقبل السياحة الساحلية في مصر، حيث تمتزج السياحة الشاطئية بالأنشطة الثقافية والترفيهية، بما يتماشى مع المعايير العالمية.
دور الغرف السياحية والقطاع الخاص
لم يغفل المهندس إيهاب دور الغرف السياحية، التي تقوم بجهود كبيرة لتنسيق العمل بين مؤسسات الدولة والمستثمرين، وتوفير الدعم الفني والقانوني لأعضائها.
كما شدد على أن القطاع الخاص شريك رئيسي لا غنى عنه في مسيرة النجاح، فهو من يقدّم الخدمة المباشرة للسائح، ويترجم السياسات الحكومية إلى واقع ملموس.
المشروعات القومية بوابة المستقبل
ربط المهندس إيهاب بين الطفرة الحالية وبين المشروعات القومية الكبرى، مؤكدًا أن مشروع موانئ “تحيا مصر 2″، وافتتاح المتحف المصري الكبير، إلى جانب تطوير شبكات الطرق والمطارات، كلها مشاريع تضع مصر على خريطة الاستثمار السياحي واللوجستي العالمي.
وأوضح أن هذه المشروعات تمثل رسالة ثقة للمستثمرين الدوليين، وتفتح الباب أمام تنويع المنتجات السياحية المصرية، من سياحة شاطئية إلى سياحة ثقافية وعلاجية ومؤتمرات.
التوقعات المستقبلية
بلهجة تفاؤلية، أكد المهندس إيهاب أن القادم أفضل، متوقعًا أن تتجاوز أعداد السياح حاجز الـ 18 مليون سائح خلال عام 2026، إذا ما استمرت الخطط الحالية بنفس القوة.
كما أشار إلى أن مصر تمتلك كافة المقومات التي تؤهلها لتكون ضمن قائمة أهم خمسة مقاصد سياحية عالمية في غضون سنوات قليلة، شريطة الاستمرار في رفع جودة الخدمات وتبني استراتيجيات تسويق أكثر ابتكارًا.
رسالة إلى الدولة والمجتمع
وجّه المهندس إيهاب رسالة واضحة مفادها أن نجاح السياحة مسؤولية مشتركة، تبدأ من التخطيط الحكومي وتنتهي عند وعي المواطن الذي يمثل الواجهة الأولى التي يقابلها السائح.
وطالب بمزيد من الاستثمارات في مجالات التدريب والكوادر البشرية، باعتبار أن العامل المصري هو الركيزة الأساسية لضمان تجربة سياحية راقية.
خاتمة
ما طرحه المهندس إيهاب محمود عبد الله في المجلة السياحية لم يكن مجرد تصريحات إعلامية، بل أشبه بــ”خريطة طريق” للمستقبل السياحي المصري. فالطفرة الحالية ليست حدثًا عابرًا، بل ثمرة استراتيجية واضحة تتبناها الدولة بمشاركة القطاع الخاص، وتؤكد أن مصر قادرة على استعادة ريادتها في سوق السياحة العالمية.
وبينما تنطلق المدن الساحلية كقاطرة للانتعاش، يبقى الرهان على الاستمرار بنفس الروح والالتزام، ليظل اسم مصر محفورًا في ذاكرة السائح العالمي كوجهة لا تُنسى.