فبعث الله غرابا

بقلم / طاهر الجندى

 

هل تفكرت يوما وتمحصت وبحثت عن طبيعة طائربعينه وخاصة طائر الغراب هل تعرفت على طبيعته وكيف يعيش وأسلوب حياته قوة ذكائه زواجه إنفصاله موته طبيعة الحكم وقوة القانون الذى يحكمه هل علمت أن حياته مثل حياة الإنسان أم أنك فقط أخذت من التاريخ والأمثله الشعبيه التنفير منه لأجل لونه هل فكرت يوما بأنك ضُللت من أناس لايحكمون على الشئ إلا من مظهره أو لونه أو على هواهم الغراب هو معلم الإنسان الأول الكثير منا يعرف أول جريمة قتل حدثت فى التاريخ فشهادة الغراب عليها خير دليل على قوة ذكائه بل وأنه عَلم من قتل كيفية دفن أخيه الذى قتله طائر الغراب من أذكى المخلوقات الطائره على وجه الأرض وأنبلها لايخاف النسور والصقور ومن هو أقوى وأشد منهاقوة النسيان ليس فى قاموسه لاينسى من أحسن إليه ولاينسى من أساء إليه القانون يحكمه والعرف يؤثر فى طبيعته العدل من صفاته والعداله أساس ملكه درس علماء الغرب طائر الغراب ومجتمعاته فوجدوه يعيش فى جماعات وأسراب مثل الإنسان تماما زوج الغراب يعيشان مع بعضهم مثل أزواج البشر أنثى الغراب لاتخون زوجها مع غيره حتى إذا أقترب منها ذكر أخر غريب ضربته بمنقارها حتى يبتعد عنها يراعى زوج الغراب نسلهما فى العش ويجمعون له المأكولات بأنواعها حتى يكبرويعتمد على نفسه الغراب طائر حر يدافع عن زوجته وأطفاله بإستماته حتى إن كلفه ذالك حياته الغراب يستطيع العد إلى رقم 9 الغراب نزيه فى حياته عشه جميل براق مصنوع من الأشياء الجميله اللامعه الذهبيه الملونه البراقه الثمينه لايخلوا عش من أعشاش طائر الغراب من قطع الصابون ذات الرائحه الجميله للغربان محاكم وقوانين تحكمها المحاكم فى مجتمعات الغربان وهذه المحاكم تحاكم كل غراب على جريمته التى أقترفها وهذا هو العدل الفطرى التى فطر الله عليها هذه المخلوقات حتى يرتدع الجميع ويعرفون أن هناك عقوبه للجريمه تصل لحد القتل فمن أمن العقوبه أساء الأدب لاتبديل لخلق الله مجتمع الغربان ليس فيه رشوه أو محسوبيه أوفساد الجميع سواسيه أمام هيئة المحكمه ولكل جريمة عقاب مثل البشر تماما يحاكمون أفرادهم على ماأرتكبوه من قتل أوسرقة أو إغتصاب أنثى ولكل منها عقوبة فجريمة القتل يقتل القاتل وجريمة إغتصاب وسرقة وهدم عش غراب آخر يحكم على المغتصب ببناء عش آخر أما جريمة إغتصاب طعام أفراخ الغراب الصغيره يحكم عليه بأن تقوم جماعه من الغربان بعد المحاكمه مباشرة بنتف ريش الغراب المعتدى حتى يصبح عاجزا عن الطيران تماما كالأفراخ الصغار أما جريمة الإعتداء وأغتصاب أنثى غراب آخر فعقوبتها القتل مثلها مثل عقوبة جريمة القتل فيقوم جماعه بعد الحكم مباشره بضرب المتهم بمناقيرهم حتى الموت ويقومون بحفر قبر له ودفنه إحتراما لحرمة الموت مثل مافعل الغراب الذى بعثه الله فى قصة قابيل وهابيل ليعلمه أمور الدفن لقد قرأت كثيرا عن العدل وعن تطبيق القوانين بين البشر فلم أجد أعدل من عدل الله الذى علمه لطائر نفرنا الأجداد منه لأجل لونه فلو تعلموا منه العدل مثل ماتعلموا الدفن لكانت حياتنا وآخرتنا أكثر سعاده وراحه وطمأنينه الغراب يقيم العدل الإلهى فى الأرض فى وقت لم نستطع أن نقيم نصفه أو جزء صغير منه فإذا أقمناه كان على الضعيف فقط والقوى بلاعقاب الغراب يقيم العدل ويطبق القانون على القوى قبل الضعيف وهذا يحتم علينا أن نقول الحقيقه ونقول ليتنا غربانا حتى نستطيع أن نقيم العدل فى الأرض مثل طائر الغراب لقد هلكنا وعاش الغراب.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *