فضل الدعاء في الكتاب والسنة (العمق نيوز)
فضل الدعاء في الكتاب والسنة (العمق نيوز)
كتبت/مرفت عبدالقادر
في البداية ، ذُكر في الحديث : أن الله يغضب على من لا يدعوه ، فكيف يكون ذلك الغضب؟ وهل عدم فعل ذلك مكروه ، ولا يعاقب الشخص عليه؟ وإذا غضب الله على شخصٍ ما، فهل يعتبر ذلك إثمًا؟ وهل يستوجب دخول النار؟ وعندما يقول الناس : إن علينا أن نكثر من الدعاء ، فماذا يعنون بذلك ؟ هل ندعو بدعاءٍ واحدٍ ونلح فيه دائمًا، أم ندعو بأدعية مختلفة ومتنوعة ؟ لقد قرأت كثيرا بخصوص آداب الدعاء ، فما زالت هناك شكوك تقلقني ، ولا تريح بالي. وخاصة أن أحداً أخبرني إنه لا ينبغي لي أن أسأل الله شيئًا إلا الجنة .فضل الدعاء
يحكى أن رجلا سكيرا دعا أصحابه ذات يوم، لشرب الخمور ودفع لخادمه أربعة دراهم ليشتري بها فاكهة لجلسائه
وأثناء سير الخادم مر بالزاهد “منصور بن عمار” وهو يقول :
من يدفع أربعة دراهم لفقير غريب أدعو له أربع دعوات،
فأعطاه الغلام الدراهم اﻷربعة، فقال له منصور بن عمار :
ما تريد أن أدعو لك ؟
فقال الغلام :
اولا :العتق من العبودية،
والثانية: أن يخلف الله علي الدراهم اﻷربعة.
والثالثة: أن يتوب الله على سيدي من شرب الخمر.
والرابعة : أن يغفر الله لي ولسيدي ولك وللقوم،
فدعا له منصور بن عمار، ورجع الخادم لسيده، فقال له : لماذا تأخرت، وأين الفاكهة ؟
فقص عليه مقابلته لمنصور الزاهد،
وكيف أعطاه الدراهم اﻷربعة مقابل أربع دعوات، فسكن غضب سيده، وقال:
وما كانت دعوتك اﻷولى؟
قال : سألت لنفسي العتق من العبودية .
فقال السيد : قد أعتقتك، فأنت حر لوجه الله تعالى.
وما كانت دعوتك الثانية ؟ فقال: أن يُخلف الله علي الدراهم اﻷربعة .
فقال السيد: لك أربعة آلاف درهم .
قال : و ما كانت دعوتك الثالثة ؟
قال : أن يتوب الله عليك، فطأطأ السيد رأسه وبكى وأزاح بيديه كؤوس الخمر وكسرها، وقال : تبت إلى الله لن أعود أبداً.
وقال : فما كانت دعوتك الرابعة ؟ قال : أن يغفر الله لي ولك وللقوم.
قال السيد : هذا ليس لي، وإنما هو للغفور الرحيم .
فلما نام السيد تلك الليلة، سمع هاتفا يهتف به: أنت فعلت ما كان إليك،
أتظن أنا لا نفعل ما كان إلينا؟
لقد غفر الله لك وللغلام
ولمنصور بن عمار ولكل الحاضرين .
(الدعاء هو العبادة )
يتفق الأئمة والعلماء على عظمة وقوة الدعاء بظهر الغيب لأخيك المسلم وكيف يكون مردوده على الداعي من الملائكة والسماء ورب العالمين.
وهذه فضيلة عظيمة من فضائل الدعاء غفل عنها الكثيرون. قال صلى الله عليه وسلم : ” من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئًا يعطى أحب إليه من أن يُسأل العافية إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء” .