في فضيحة جديدة للنظام القطري وأميره، تميم بن حمد آل ثاني، كشف تقرير استقصائي أمريكي عن وجود شبكة إعلامية سرية تعمل لحساب تنظيم الحمدين داخل شبكة “سي.إن.إن” الأمريكية، وذلك في سبيل نشر تقارير وتحليلات تشوه سمعة الدول العربية الأربع لمكافحة الإرهاب.
التقرير الذي نشره موقع “كونزيرفاتف ريفيو” الأمريكي أورد عدة شواهد ووثائق عن ارتباط سري بين 4 صحفيين يعملون داخل “سي.إن.إن” وقطر، التي دفعت لهم أموالا بهدف تزييف تقاريرهم حول الشرق الأوسط بانحياز مأجور لصالح قطر ويتخصص في مهاجمة السعودية والإمارات، ويخالف القواعد الأخلاقية والمهنية التي يُفترض أن تلتزم بها الشبكة وصحفيوها.
وسرعان ما علق نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ترامب الصغير، على هذا التقرير، معربًا عن صدمته لوجود “لوبي” قطري داخل “سي.إن.إن”، حيث قال في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إنه لم يكن على دراية وإلى وقت قريب في التقارب القائم بين قطر وقناة “سي. إن. إن”.
وأضاف نجل ترامب أن الأمر أصبح مكشوفا الآن وأن هناك مصالح كبرى.
وفي فبراير الماضي، كشف تقرير نشرته مجلة “ذا فيديراليست” الأمريكية، أن النظام القطري يسعى جاهدا لشراء ذمم صحفيين ووسائل إعلام، سعيا لشن حملات مشبوهة بحق المعارضين لسياسات الدوحة التخريبية في المنطقة.
وقال المحلل في شئون الأمن القومي والسياسة الأمريكية، ديفيد ريبوي، إن قطر تسخر الكثير من الأموال لاستقطاب أفراد ووسائل إعلام أميركية، لاستغلالهم في شن حملات مشبوهة وعمليات قرصنة، ضد شخصيات معارضة لسياسات قطر، بغرض إسكات أصواتهم.
وأكد ريبوي، أن وسائل الإعلام المناهضة لترامب انساقت مع أجندة قطر الخبيثة، مشيرًا إلى أن انفاق الدوحة لمبالغ طائلة للتعتيم إعلاميا على ممارساتها، نابع من فتح نظام تميم أبوابه أمام تنظيم “الإخوان” الإرهابي، ومحاولة قلب الرأي العام الأميركي لصالح النظام القطري.
وكشف تقرير “كونزيرفاتف ريفيو” أن هناك أربعة أشخاص، اثنان منهم يعملان بدوام كامل، يقومون بالدعاية لقطر، ولا يمكن للمشاهد العادي اكتشاف ذلك، وعلى رأسهم علي صوفان، الذي شارك بشكل أساسي في إعداد فيلم وثائقي ضد السعودية.
ويعد صوفان هو المدير التنفيذي لأكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية (QIASS)، ومقره في الدوحة بتمويل من النظام القطري، وتستضيفه “سي. إن. إن” بشكل متكرر في التحليل والتعقيب على الأزمات الإقليمية، ويستخدم مؤسسته الأمريكية المسماة “صوفان جروب” لخدمة نظام تميم.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن صوفان يحظى بعلاقة شخصية مع القيادة العليا القطرية، هذا فضلًا عن أنه كان منحازًا بشكل غريب ضد المملكة في قضية وفاة الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، وملف اتهامات مدير أمازون، جيف بيزوس.
الاسم الثاني هو مهدي حسن، الذي يعمل في “سي. إن. إن”، وهو مقدم قديم عمل في قناة الجزيرة القطرية، وقد نقل التقرير عن ديفيد ريابوي، المحلل السياسي بمجموعة “سيكيوريتي ستديز جروب” الأمريكية، تقييمه لانحياز مهدي حسن للمصالح القطرية إذ إنه لا يقل عن انحياز كيليان كونوي أو سارا ساندرزر للإدارة الأمريكية باعتبارهما ناطقين رسميين باسمهما.
وكشف التقرير عن أن جوليين كايم، هي الصحفية والإعلامية الثالثة في تلك الشبكة التي تعمل لحساب قطر، فهي عضو في مجلس إدارة المركز الدولي للأمن الرياضي (ICSS)، وهي منظمة تسيطر عليها الدوحة لضمان وتأمين عرض قطر لكأس العالم 2022.
وتتحدث كايم بانتظام نيابة عن المنظمة “الغامضة”، ولم تكن تتحدث عن حقيقة أن ICSS هي مؤسسة تسيطر عليها الدوحة، والتي يعتبر مديرها، محمد حنزاب، ذو خلفية متخصصة في الاستخبارات القطرية.
وتظهر “كايم” على شاشات التلفزيون لمهاجمة السعودية، وحولت حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لنفس الهدف.
ووثق التقرير لواقع التردد المستمر على الدوحة لكبير المحللين الاستراتيجيين في “سي. إن. إن” بيتر بيرجن، الذي وصف قطر بأنها الحليف الأكبر في المنطقة للولايات المتحدة، ليبرر دفاعه عنها في القضايا الملتبسة.
وظهر ذلك، في تقريره من قطر، شهر نوفمبر الماضي حيث استطرد في مدح النظام القطري “وكأنه وكالة أنباء حكومية رسمية للدوحة”، على حد وصف التقرير.
وكان بيرجن قد التقى أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، في أفغانستان عندما كانت قطر وقناة الجزيرة تتفردان تقريبًا بترتيبات الترويج لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وقال التقرير إن المدفوعات المالية القطرية لبيتر برجن، تأتي تحت ستار محاضراته التي تمولها الدوحة من خلال جامعة جورج تاون القطرية، وآخرها كان منتدى رسميًا موّله النظام القطري العام الماضي.
ويعمل بيرجن أستاذًا في جامعة إريزونا ستيت المتعاقدة مع قطر لتخريج أكبر عدد من تلاميذتها المبتعثين للولايات المتحدة، ومعظمهم على حساب وزارة الدفاع القطرية.