فنان مكسيكي يستلهم منسوجاته من أصول الزابوتيك ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية يسدل الستار على فعالياته ويكرم المشاركين والداعمين
فنان مكسيكي يستلهم منسوجاته من أصول الزابوتيك ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية يسدل الستار على فعالياته ويكرم المشاركين والداعمين
كتب شريف الزهيري وعلي صبرى
أسدل معهد الشارقة للتراث الستار مساء أمس الخميس على النسخة الثالثة عشرة لملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية والذي جرت فعالياته تحت شعار (النسيج والسجاد) على مدى يومي 18 و19 يناير الجاري بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وسط مشاركة عربية ودولية واسعة، وإقبال لافت من الجمهور الذي حرص على حضور فقرات برنامجه الفكري والفني والترفيهي.
وجاء ذلك خلال الحفل الختامي للحدث الذي عقد في مسرح مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، بحضور سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث والأستاذة خلود الهاجري المنسق العام للملتقى، وممثلي الدول والمؤسسات المشاركة والشركاء والداعمين.
استهلت فقرات الحفل بعرض موسيقي تراثي قدمه الفنان ميرزا المازمي، ثم قام سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم ترافقه الأستاذة خلود الهاجري المنسق العام للملتقى ومدير مركز الحرف الإماراتية بالمعهد لتكريم المشاركين والرعاة.
تكريم مستحق
وشمل التكريم ممثلي 17 دولة عربية ودولية مشاركة في الملتقى من خلال جلسات برنامجه الثقافي وورش العمل الفنية المقدمة للجمهور فضلاً عن الفقرات الترفيهية والفنية والمعرض المصاحب، كما تم تكريم المؤسسات والجهات المحلية المساهمة في دعم الحدث وتضمنت نادي تراث الإمارات والمدرسة الدولية للحكاية التابعة للمعهد، بالإضافة إلى تكريم المدينة الجامعية بالشارقة والتي بادرت بتقديم الرعاية الاستراتيجي للملتقى، وتكريم الشريكين الإعلاميين هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
مشاركات نوعية
وفي هذا الجانب، أعرب سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلّم عن اعتزازه بتميز وتنوع المشاركات والعروض المقدمة من البلدان العربية والدولية، والتي أسهمت في تحقيق غايات وأهداف الملتقى في التعريف بصناعة النسيج والسجاد ودورها في التطور الاقتصادي والاجتماعي في الوطن العربي وعدد من الدول الأجنبية، وتسليط الضوء على أهم معالم هذه الصناعة وروادها وأنواعها ومنتجاتها وكيفية تطورها ومواطن انتشارها وجمالياتها الفنية والإبداعية عبر التاريخ وصولاً إلى وقتنا الحاضر، واستعراض أفضل التجارب والممارسات العربية والدولية في هذا الجانب، وبما يعزز من مساعي ومبادرات حماية التراث الثقافي غير المادي وصونه واستدامته.
شراكة مثمرة ودعم مقدر
من جانبها، أثنت خلود الهاجري، المنسق العام للملتقى على الجهود النوعية المقدمة من الرعاة والمؤسسات الداعمة والأفراد المساهمين في إنجاح الملتقى وفريق العمل القائم على تنفيذه بحرفية واقتدار، مؤكدًا أن المعهد يتطلع لأن تكون الدورة المقبلة أكثر ألقًا وإبهارًا بأهدافها وفعالياتها، وسيكون الجمهور على موعد مع موضوع حرفي تقليدي جديد، يربط الماضي بالحاضر، ويحتفي برواده وأدواره، ويعرف بأثره الحضاري والتاريخي في تطور المجتمع وتنميته والمحافظة على قيمه وهويته الخاصة.
تواصل الفعاليات
وفي ختام فعاليات اليوم الثاني من الملتقى، تواصلت الورش التدريبية والترفيهية للجمهور والأطفال فيما يتعلق بالنسيج والأزياء والمهارات اليدوية المرتبطة بها، بالإضافة إلى توقيع الكتب في جناح “مكتبة الموروث” ضمن حفل تواقيع إصدارات معهد الشارقة للتراث في ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية والذي تضمن كتاب “الغزل والنسيج في التراث الشعبي العربي” للدكتور خالد محمد متولي، وكتاب “القيم الجمالية والوظيفية في البناء التشكيلي للنسيج اليدوي” للدكتورة هالة شرف الدين إبراهيم.
كما اختتمت المدرسة الدولية للحكاية فقراتها القصصية الموجهة للأطفال، وبمشاركة مجموعة من طلبة كلية الفنون الجميلة بجامعة الشارقة، بالإضافة إلى عروض الفرقة المصرية وفرقة الشارقة الوطنية التي امتزجت بأنغام النسيج والسجاد.
معرض الأصول.. رحلة إلى الوعي
تميز الملتقى في دورة هذا العام بحضور ومشاركة الفنان المكسيكي بورفيريو غوتيريز، الذي أقام معرضه الفني الرائع (الأصول.. رحلة إلى الوعي)، واستطاع خلال أيام الحدث صياغة حكايته الإبداعية في عالم النسيج التقليدي والأصباغ الطبيعية، ونال إعجاب الجمهور والمشاركين.
الشارقة أدهشتني!
يقول غوتيريز: رغم أني ولدت ونشأت في مجتمع يمتهن النسيج ويحترف صناعات الألوان والأصباغ، إلاّ أن الشارقة أدهشتني حقاً بمعمارها واهتمامها بالتراث ومؤسساتها التي تعكف على صون الثقافة وحماية القيم.
فن من رحم الطبيعة
ويربط الفنان المكسيكي تجربته الفنية بنشأته في عالم مملوء بالألوان وبيئة محاطة بالجبال، لتنمو معرفته بالنباتات وفوائدها وتزدهر درايته بفوائد هذه النباتات واستخداماتها لأغراض الشفاء والتلوين إلى أن تعلم تقنيات صبغ الزابوتيك الطبيعية التقليدية، وعمل طوال حياته على إحيائها وتطويرها والحفاظ عليها، مركزًا على إعادة تفسير المنسوجات والمواد التقليدية، لتعكس رؤيته الإبداعية المتميزة التي أصبحت تجمع بين الثقافتين المكسيكية والأمريكية.
إعادة تفسير لغة النسيج
ويتحدث عن رحلته الفنية بين عدة دول ومدن، قائلاً: لقد حرصت من خلال العمل في كل من فينتورا وكاليفورنيا وأواكساكا على مداومة العمل والتجربة الفنية باستخدام الأصباغ من ألوان الطبيعة التي ورثتها عن أجدادي، وقد انعكست تلك المعرفة التقليدية للزابوتيك على منسوجاتي وإعادة تفسيري للغة النسيج المتوارثة، معتمدًا في ذلك على إعادة تخيل الرموز والأشكال، وتحويل تصميماتي النسيجية نحو الأشكال الكسورية المعمارية، والحركة التي استلهمت أبعادها من واقع المدن والبيئات الحضرية النشطة.
مزج التقليدي بالحديث
ويشير إلى أنه يعتمد دائمًا على المعرفة العميقة والأبعاد الروحية لعمله، ولكنه ينتقل في تصاميمه بين التقليدي والحديث، وهو يتطلع لتحقيق الأحلام التي تخيلها من سبقه.